المستخلص
البطاطا (Solanum tuberosum L.) تنتمي الى العائلة الباذنجانية Solanaceae والتي تضم أكثر من (90) جنساً و (2000) نوعٍ، وتعد من أهم محاصيل الخضر وأكثرها استعمالاً، وتتصدر قائمة المحاصيل الدرنية (حسن، 1999). وتأتي بالمرتبة الرابعة بوصفها محصولاً استراتيجياً واقتصادياً بعد كل من الحنطة والذرة والرز (Bowen ،2003). إذ تشكل الغذاء اليومي لأكثر من 75-90% من غذاء الدول (Santamaria وElia،1997). وتزرع البطاطا في معظم محافظات العراق، وتقدر اجمالي المساحة المزروعة بالمحصول 18780 هكتار-1، وبإنتاجية بلغت 294 ألف طن (F.A.O،2020).
إن إكثار البطاطا يتم أما جنسياً عن طريق البذور لكن هذه الطريقة غير مفضلة بسبب التباين الشديد في صفات الدرنات الناتجة من زراعة البذور نتيجة الانعزالات الوراثية لان البطاطا Heterozygous لذا يقتصر استخدامها على نطاق التربية وإنتاج الأصناف الجديدة. (الصفدي، 1995). وبناءً على ذلك فقد تم الاهتمام بالمحصول عن طريق استخدام الوسائل الاخرى في إكثاره وتربيته بهدف الحصول على تقاوي ذات مواصفات مرغوبة وخالية من المسببات المرضية وخاصة الفيروسية، ومن هذه الوسائل هي إنتاج التقاوي باستخدام تقانة الزراعة النسيجية (Plant tissue culture technique) لتأمين الحصول على نباتات خالية من المسببات المرضية، وذلك بزراعة المرستيم القمي لخلوه من الفيروسات (Das وآخرون، 2001). استخدمت عدة أساليب حديثة لإنتاج تقاوي البطاطا، كان من اهمها تقانة زراعة الانسجة النباتية، وبفضل هذه التقانة أصبح بالإمكان تأمين تقاوي الاساس المتمثلة بالدرنات الدقيقة نتيجة مميزاتها المهمة ، اذ ان هذه الدرنات تمتاز كونها صغيرة الحجم وذات اقطار 2-10 ملم وبأوزان 0.2 -2 غم وتعد أكثر ملائمة للأغراض التجارية ولسهولة خزنها ونقلها (Nivaa،2001).
اتبعت طريقة إنتاج تقاوي البطاطا باستخدام تقانة زراعة الأنسجة النباتية بنجاح في كثير من دول العالم، إذ إن 50% من الدول الأوربية تنتج تقاويها باستخدام هذه التقانة (Najjar، 1993). وقد استعملت تقانة زراعة المرستيم القمي في العراق بكثرة لأصناف مختلفة من البطاطا لتأمين التخلص من الأمراض الفيروسية التي تصيب البطاطا والحصول على نباتات سليمة وخالية من الإصابة الفيروسية وبكميات تؤمن الاكتفاء الذاتي وعلى المستوى التجاري (عمر وآخرون ، 1994 .(وقد تم تطوير عملية إنتاج التقاوي بالزراعة خارج الجسم الحي كونها مشجعة لكثير من الباحثين في أنها عملية سريعة في الإكثار وإنتاج التقاوي فضلاً عن إن إنتاجها يكون خالياً من الأمراض وخاصة الفيروسية منها مقارنة بالطرائق التقليدية George)، 1996).
تتأثر عملية تكوين الدرنات الدقيقة بعوامل مختلفة، اذ تعد منظمات النمو النباتية من الوسائل التي تلعب دوراً مهماً في تكوين الدرنات الدقيقة ويختلف التأثير الهرموني حسب الاصناف ونوع الهرمون المستخدم وقد استخدمت منظمات في عملية انتاج التقاوي (Microtubers) ومنها معوقات النمو لغرض تحفيز تكوين الدرنات الدقيقة والتسريع في عملية الاكثار والتقليل من التكاليف اذ يمكن انتاج شتلات ودرنات دقيقة بعدد كبير وبوقت محدد(المعري،2019).
من التطورات المهمة في الرش الورقي استخدام تقنيات النانو، اذ تعمل الأسمدة النانوية على تحسين إنتاجية المحاصيل من خلال نمو إلنبات ونشاط التمثيل الكاربوني وتكوين البروتينات (Solanki وآخرون،2015), كما تتميز عن الأسمدة التقليدية بسهولة امتصاصها وتقليل الفاقد منها نتيجة لزيادة نسبة السطح إلى الحجم مما يزيد من ارتباطها بأجزاء النبات التي ترتبط معها وكذلك بسبب جزيئاتها التي تحتوي على طاقة سطحية عالية وخصائص محفزة ،(Feizi وآخرون، 2012(. يؤدي البوتاسيوم دوراً مهماً في زيادة إنتاجية درنات البطاطا، كما ان للبوتاسيوم دوراً مهماً في تكوين البروتين والنشأ وتحسين نوعية الدرنات من حيث الحجم والشكل واللون والطعم وزيادة مدة صلاحية الدرنات ومقاومة الآفات والامراض، لذا ينبغي الاهتمام بالتسميد البوتاسي لتحقيق أقصى قدر من زيادة في كمية ونوعية الحاصل للبطاطا ( Abd El-Baky وآخرون ،2010).
ان مهمة منتج الدرنات الدقيقة هو الحصول على أكثر عدد ممكن من كل نبات مستزرع نسيجيا، وكذلك هي مهمة منتج التقاوي، وعليه لقلة الدراسات حول هذا الموضوع في القطر تهدف الدراسة الى: –
1.دراسة استجابة أربعة أصناف من البطاطا للإكثار الدقيق وإنتاج الدرنات الدقيقة خارج الجسم الحي.
2.تحديد أفضل مستوى من معوقات النمو الباكلوبترازول والكومارين ومعرفة أفضل تداخل بينهما في زيادة إنتاج الدرنات الدقيقة خارج الجسم الحي.
3.معرفة تأثير الرش بالبوتاسيوم النانوي على شتلات البطاطا النسيجية المؤقلمة، وتحديد المستوى الأفضل في تحسين نموها وحاصل التقاوي في ظروف الحقل.