المستخلص
لم تقتصر دراسة الجوانب الاقتصادية والاجتماعية على كتب التاريخ بشكلها العام، إذ كان لكتب الرحلات خطوة جيدة فيها ، نظراً لما شكلته هذه الجوانب من خلال هذه المصادر من تقدم وتنوع معرفي حمل جوانبه جميعاً بما فيها الجوانب الاقتصادية والاجتماعية التي تعد بحق المرآة الصادقة لما كانت عليه المجتمعات في اي مكان وفي اي وقت من الاوقات، إذ كانت كتب الرحلات ترصد وتلاحظ وتدون جميع الفعاليات الحياتية للسكان وهذا يجعلها في المراحل المتقدمة من القبول في ميدان البحث العلمي من الدقة والمصداقية فهي تقدم للباحثين ذلك الوصف لكل ماشاهده صاحب الرحلة في تلك البلاد من احداث ومشاهدات خلدها في متن رحلته، وعلى الرغم من تنوع الدراسات التي شملت الجوانب الاقتصادية والاجتماعية، الا أن استنباط هذه الجوانب من كتب الرحلات الجغرافية لها ميزاتها التي تدفع بالباحثين الخوض فيها لما لها من اهمية بفضل ما جاء فيها من المعلومات الثرية عن الاوضاع كافة ناهيك عن دقة وقوة الملاحظة التي تمتع بها مؤلفيها ومن ابرز اؤلئك الرحالة الجغرافيين ناصر خسرو وكتابه (سفر نامة) الذي عد بحق واحداً من اهم كتب الرحالة في تاريخنا الجغرافي العربي الاسلامي لاحتوائه على تفاصيل الرحلة الدقيقة التي قام بها مؤلفه والتي غطت جزءاً من العالم الاسلامي وفترة هامة من التاريخ الاسلامي خلال القرن الخامس الهجري/الحادي عشر الميلادي.
- موضوع الدراسة:-