المستخلص
فإن شرف الصناعة اما بشرف موضوعها أو عرضها أو حاجة الناس اليها , وإن التمييز العنصري في التاريخ البشري قد شكل نقطة سوداء ، وجاءت الاديان السماوية لتحارب هذا المفهوم ، وكان ديننا الاسلامي خاتم الاديان ، فاتخذ المسلمون منذ الزمن النبوي وإلى يومنا هذا شعاراً إنَّ اكرمكم عند الله اتقاكم عنوانا لمكافحة التمييز العنصري ، وتسجل للفكر الاسلامي الريادة الكاملة والسبق على الفكر الوضعي في هذا الميدان .
لذا فان مفهوم التقوى في القرآن الكريم يمر عبر معرفة آراء المفسرين القدامى والمحدثين ، ومن المذاهب الاسلامية كافة ، بينما مفهوم التمييز العنصري في الفكر الوضعي يمر عبر الاتفاقات الدولية ، وان القيام بعملية بيان اوجه الشبه والاختلاف بين المنظومتين القرآنية والوضعية عبر الدراسة الموازنة يحقق لنا فرضية الرسالة .
أولا : اهمية الدراسة :
تكمن اهمية الدراسة في بيان السبق والريادة للفكر الاسلامي المستند الى القرآن والسنة ، في التأصيل العالمي لمفهوم التمييز العنصري عبر مفهوم التقوى . والذي يدعونا الى البناء المؤسسي القادر على استيعاب مشاكل العصر وحلها عبر المنظومة الشرعية للوصول الى مجتمع الرفاهية الذي يطمح اليه الانسان في عصرنا الراهن .
ثانيا : اهداف الرسالة :
- بيان اهمية الجانب العقائدي الذي يؤطر الفكر الاسلامي عن غيره من النظم الاقتصادية عبر المنظومة القرآنية واثر ذلك في تحقيق مجتمع الرفاهية والذي يقلل بشكل كبير من ظاهرة البطالة ومستويات الفقر عبر القضاء على التمييز العنصري.
- تأكيد السبق والريادة للفكر الاسلامي في الكشف عن مفهوم التقوى في النص القرآني ، ودور هذا المفهوم في البناء القيمي للمجتمع .
- بيان اهمية الاستناد الى منهج البحث العلمي المعاصر في معالجة المشاكل المعاصرة ، ذات البعد التمييزي بين البشر .
- نجاحة الحلول الاسلامية من خلال القران والسنة في ايقاف التداعيات الخطيرة لظاهرة التمييز العنصري .
ثالثا : مشكلة الرسالة :
يمكن صياغة مشكلة الرسالة بالسؤال الاتي :
هل يؤدي المفهوم القرآني للتقوى إلى معالجة ظاهرة التمييز العنصري عبر موازنته مع الاتفاقيات الدولية ؟ .
رابعا : فرضية الرسالة :
يؤدي المفهوم القرآني للتقوى دورا في معالجة ظاهرة التمييز العنصري عبر موازنته مع الاتفاقيات الدولية .
خامسا : منهجية الرسالة :
هو المنهج الوصفي التحليلي ، اذ تم اختيار عيّنة مقصودة من الآيات ، وعددها (5) آيات ، ومن ثم اختيار عيّنة من التفاسير ولمختلف الفرق الاسلامية ، وبما ان الدراسة هي ليست للاستقصاء وانما للتأصيل ، فقد كانت عيّنة التفاسير مقصود منها بيان السبق والريادة للفكر الاسلامي باستعمال التحليل لأقوال المفسرين فيما بينهم .
ويمنح هذا التأصيل في السبق والريادة الباحثة القدرة على التعامل مع فرضية الرسالة ، وتطبيقها لبيان مدى صلاحيتها لحل المشكلة من خلال موضوع البحث عن طريق تحليل النصوص بشكل نظري قائم على اسس منهج البحث العلمي المعاصر .
سادسا : الدراسات السابقة :
من خلال الاطلاع , على الدراسات التي تناولت موضوع مفهوم التقوى والتمييز العنصري , لم اجد دراسة في حدود ما اطلعت عليه , تجمع بين مفهوم التقوى في القرآن الكريم , وبين الاتفاقيات الدولية , وإن وجدت , فأنها لم تكن موازنه بل تناولت جانب معين , ومن هذه الدراسات :
- الاحكام الموضوعية لجريمة التمييز العنصري . للطالب رعد طعمة كواد , بإشراف امل فاضل عبد , رسالة ماجستير في جامعة النهرين-كلية الحقوق , سنة 2017.
تهدف الرسالة إلى تسليط الضوء على جريمة التمييز العنصري وتطبيقاتها على الصعيد الدولي فضلا عن القوانين والتعليمات التي تكرس هذه الجريمة داخل المجتمع, استنتج الباحث أن التمييز العنصري سلوك حرمته ونهت عنه الأديان السماوية كافة , فضلا عن القانون الدولي بفروعه المتعددة كالقانون الدولي لحقوق الانسان , والقانون الجنائي والإنساني , وقد ابرمت هذه الاتفاقيات على أن هذه الجريمة خطره كونها تستهدف الذات البشرية , والكرامة الإنسانية , وأوصى الباحث بمجوعة من التوصيات منها , القيام بحملة تثقيفية في ميدان نشر ثقافة حقوق الانسان في المجتمع , وإشاعة الاحترام للمرأة كمبدأ جوهري , واعتماد مبدأ المساواة بين الجنسين في الهوايات المختلفة , وتعديل نصوص الدستور بما ينسجم والاعلان العالمي لحقوق الانسان .
- التمييز العنصري من منظور القانون الجنائي : دراسة تحليلية مقارنة . م. م محمد ذياب سطام , كلية الحدباء الجامعة , مجلة جامعة تكريت للحقوق السنة 2, مجلد 2, العدد 3, الجزء الأول , (اذار 2018م-رجب1429هـ).
حيث تظهر أهمية البحث في موضوع تجريم التمييز العنصري لأنه يعد اعتداء سافراً بحق المساواة ومبدئها بين بني البشر , وذلك أن المساواة والعدالة مبدأ راسخ في جميع الأديان , وثابت بالقيم الأخلاقية النبيلة , حيث تتمحور مشكلة البحث من خلو قانون العقوبات العراقي ذي الرقم (111) لسنة 1969 المعدل من إي نص أو فقرة قانونية تعالج هذه الجريمة وكذلك الحال في غالبية قوانين الدول العربية , الامر الذي دفع الباحث لاختيار هذا الموضوع هو خطورة تلك الأفعال على سلامة المجتمع , حيث اعتمد الباحث على المنهج الاستقرائي التحليلي المقارن , لذا توصل الباحث إلى أن أفعال التمييز العنصري تعد من اخطر السلوكيات مساساً بقيمة التنوع المجتمعي والثقافي للبلدان , لأنه يتضمن مجموعة من أنماط السلوك الاجرامي , ومن اهم التوصيات التي أوصى بها الباحث الدعوة إلى سن تشريع يجرم أفعال التمييز العنصري لاسيما في بلادنا التي تمتاز بكثرة تنوعها المجتمعي , دينياً ومذهبياً وعرقياً ولغوياً , كما نقترح على القانون الجنائي إضافة نص يجرم أفعال التمييز العنصري في متن قانون العقوبات وضمن الجرائم الماسة بالأمن الداخلي للدولة , كما أوصى بتطبيق العدالة على مرتكب هذه الجريمة بالحبس وتكون المدة لا تزيد عن سبع سنوات .
- جريمة التمييز العنصري في القانون الجزائري . خان محمد رضا عادل , بإشراف الأستاذ د. مستاري عادل, جامعة محمد خيضر – بسكرة – كلية الحقوق والعلوم السياسية 2016م.
ركز الباحث في هذا البحث على أهمية القوانين الداخلية لحماية حقوق الأفراد الأساسية عن طريق تجريم وملاحقة مرتكبي مثل هذه الجرائم ومعاقبتهم غير أن هذه الحماية تختلف من دولة لأخرى حسب درجة التقدم الحضاري للمجتمع , وقد عرف القانون الجزائري تطوراً ملحوظاً في تجريم ومعاقبة التمييز العنصري في القانون رقم : 14/01 المؤرخ في : 4/2/2014 المتضمن تعديل قانون العقوبات ,وقد استخدم الباحث المنهج الإستقرائي واجراء أسلوب المقارنة في بعض الحالات بين التشريع الجزائري وغيره من التشريعات وقد أوصى الباحث بعض المقترحات منها يجب اعتبار جريمة التمييز العنصري ذات طبية خاصة ومنه وضع نظام خاص بها عن باقي الجرائم , أنشاء هيئة وطنية تتولى مهمة رصد الاشكال التمييز الواقعة داخل المجتمع , تعزيز البرامج الموجهة لفئات الافراد الذين يتعرضون للتمييز العنصري في التعليم والصحة والعمل وغيرها