المستخلص
إنَّ المنهج الوصفي الذي تبنته الدراسة يرتبط بالمفهوم والإجراء المستند إلى التحليل والوصف، وقد حاولت جاهداً الابتعاد عما هو تقليدي بوساطة إضافة لمستي الخاصة في النقد القديم والمعاصر والتداخل بينهما، وانَّ موجزَ هذه الدراسة يتبيّن في ضوء محتوياتها، وما تطرّق اليه في النمطين القديم والحديث والتداخل بينهما وبذلك تفتح الباب للتطرق إلى أبواب البيان من التشبيه والاستعارة والكناية في ثنيات العصور بين القديم والحديث
وجدت الدراسة أن من المهم الكشف عن خصوبة المعنى في الرؤية العربية والغربية، وأهمية معنى المعنى في التفكير العربي والغربي وعناصره التي تأسست وبنيت عليها واعتدتها والتداخل المفهومي بين هذه المصطلحات وأوجه التشابه والاختلاف وفك الالتباس الواقع فيها.
درس الفصل الأول التشبيه والاستعارة والكناية على وفق الرؤية البلاغية والنقدية القديمة على الأساس الذي زرع بذوره في هذه المصطلحات ولاسيما عبد القاهر الجرجاني، وفي هذا الفصل تم توضيح هذه المصطلحات بكل ما تمثلهُ من مفاهيم وأمثلة وكان مرتكز الرصد المنهجي يقوم على البحث في الوظائف، وبسببه كانت عنوانات المباحث تشير الى ذلك.
أمّا الفصل الثاني فقد درس التشبيه والاستعارة والكناية أيضاً بنمطه الحديث وهو بذلك اعتمد على تقريب هذه المصطلحات بوساطة تمثلات الصور الواضحة وعبر التخيل مع اتساع المعاني والوظائف الجمالية والفنية من منظور المحدثين، وبسبب ذلك كانت عنوانات المباحث تشير إلى الوظائف زيادة على ما يتعلق بها، ولا سيما في المبحث الثالث الموسوم بـ (توظيف الكناية وما يلتقي معها عند المحدثين). في حين يدرس الفصل الثالث التشبيه والاستعارة والكناية على وفق الرؤيتين القديمة والحديثة محاولاً تحقيق موازنة ترتكز على هذه الأنماط البيانية الثلاثة أيضاً بوصفها المهيمنة الأولى في تأدية المعنى وتحقيق الشعرية Poetics؛ لأنَّ العديد من النقاد منهم جابر عصفور، واياد الحمداني، ويوسف أبو العدوس، فقد مزجوا بين هذه المصطلحات بنمطيهما القديم والحديث أي بين ما وضحه عبد القاهر وما عرف عن الصورة والتخيل ليصبح علماً ينتفع به، وله أصوله في اللغة والأدب والشعر، وقد اعتمدت في استقاء مادة الأطروحة على جملة من المصادر والمراجع منها أسرار البلاغة لعبد القاهر ونقد الشعر لقدامة بن جعفر والطراز للعلوي
