المستخلص
أن اهمية موضوع ( النباتات وأستخداماتها في بلاد اليمن القديم) لا يكمن في معرفة ماهي تلك النباتات وانواعها التي كانت تزرع قديماً في اليمن فحسب، وأنما في معرفة الاهمية التي شكلتها تلك النباتات في المجالات كافة واولها الاقتصادية والدينية والطبية فضلاً عن استخداماتها في اغراض الزينة .
ومما لا شك فيه فأن الزراعة هي عماد الحياة، إذ لا يوجد جانب من جوانب الحياة الاقتصادية إلا وله علاقة بالزراعة، وكانت زراعة تلك النباتات والتي هي موضوع دراستنا، أهمية بالغة في حضارة اليمن القديمة وأزدهارها، إذ كانت الزراعة في بلاد اليمن قبل الاسلام بمثابة العمود الفقري في الحياة الاقتصادية والحضارية للبلاد، فهي عماد ثروة اليمن لاسيما وان زراعة تلك النباتات كانت مصدر رئيسي للمنتجات الغذائية، وكذلك النباتات الأخرى ( العطرية _ والطبية _ والمقدسة ) إذ لا تقل أهمية عن الغذائية، ولذلك كانت أهمية هذا الموضوع في معرفة ابرز أنواع النباتات في اليمن القديم والتي ذكر معظمها في القرآن الكريم، والتنوع الكثير لتلك النباتات ولاسيما الطبية والتي كانت تمثل الطب الشعبي في الحضارة اليمنية، وتلك النباتات هي موروث شعبي في التداوي والخوف من تراجع هذا الموروث، لذلك عقدت العزم على الخوض والبحث في هذا الموضوع المهم وهذا هو السبب في اختياري للدراسة إذ كان لتشجيع مشرفي على الدراسة وتوجيهاته حافزاً لأثبات ذاتنا في خوض غمار البحث، ومعرفة الاهمية التي تكمن في النباتات التي زرعت في بلاد اليمن ,لاسيما وان الدراسات السابقة عن بلاد اليمن لم تتطرق بشكل مفصل عن تلك النباتات والجوانب التي استخدمت فيها، واهم تلك الدراسات:
- أبرار أحمد علي، نباتات جنوب الجزيرة العربية من خلال الاثار والمصادر الكلاسيكية من القرن الخامس قبل الميلاد الى القرن الاول قبل الميلاد، رسالة ماجستير غير منشورة، جامعة طيبة _2021م، اقتصرت هذه الدراسة على نباتات جنوب الجزيرة وطرق حصادها من خلال الاثار والمصادر الكلاسيكية .
- عبد الرحمن يوسف عبد الرحمن، الموارد الطبيعية في اليمن القديم، رسالة ماجستير غير منشورة، جامعة صنعاء- 2012م، اقتصرت هذه الدراسة على الاطار الجغرافي والموارد الطبيعية .
أما موضوع دراستنا فقد شمل : الخلفية الجغرافية والتاريخية لبلاد اليمن وكذلك شمل استخدامات العديد من النباتات وبشكل مفصل وعلى الشواهد لتلك النباتات من خلال بعض الآيات القرآنية والاحاديث النبوية، وكذلك اهم الصناعات النباتية في بلاد اليمن.
واجهت الباحثة كأي طالب العديد من الصعوبات منها قلة المادة العلمية التي تتحدث عن النباتات في جنوب شبه الجزيرة العربية لاسيما في المصادر التأريخية، وأن الصعوبات التي يواجهها الباحث في تاريخ اليمن لا تكمن فيما يواجهه أي باحث تاريخي يدرس المواقع الأخرى، وذلك بسبب غموض بعض الوثائق ولهذا تطلب البحث عن المعلومات المتناثرة في مختلف المصادر، والتي كانت دليلنا للتوسع في البحث وكذلك كان للمراجع الحديثة حضوراً كبيراً في دراستنا فرضته علينا طبيعة الموضوع .
وقد فرضت الدراسة استخدام المنهج التاريخي الوصفي في مواضع معينة لاسيما فيما يخص النباتات الطبية والمقدسة التي أستخدمها المجتمع اليمني القديم، فضلاً عن استخدام المنهج الاحصائي ان صح التعبير في تتبع وجرد النباتات في بلاد اليمن، وقد تطلبت طبيعة المادة تقسيم الدراسة الى ثلاثة فصول تسبقها مقدمة وختمناها بخاتمة لاهم النتائج التي توصلت اليها الرسالة، وكل فصل يحتوي على عدد من المباحث وبداخلها عناوين فرعية من أجل تناول الموضوع بصورة متكاملة من جميع الجوانب .
فتضمن الفصل الاول ( الخلفية الجغرافية والتأريخية لبلاد اليمن القديم ) وقسم هذا الفصل الى ثلاث مباحث، تناول المبحث الاول ( التسمية والموقع والحدود الجغرافية) أما المبحث الثاني فقد شمل (الموارد المائية لبلاد اليمن )، والمبحث الثالث تطرقت فيه الى ( الدلائل التأريخية لبلاد اليمن القديم وكذلك ممالك العرب الجنوبية قبل الاسلام ) .
وكان الفصل الثاني عن ( المواسم الزراعية و اغراض استخدام النباتات) والذي تضمن كذلك ثلاث مباحث، إذ تكلم المبحث الاول عن ( المواسم والشهور الزراعية وأهم النباتات العطرية)، وتناول المبحث الثاني ( أهم النباتات الطبية في بلاد اليمن واستعمالاتها)، أما المبحث الثالث فقد تطرقت فيه الى ( أشهر النباتات المقدسة في بلاد اليمن القديم وكذلك القرابين والنذور النباتية) .
أما الفصل الثالث والذي درست فيه ( المحاصيل الغذائية والصناعات النباتية) وقسم الى ثلاث مباحث، إذ تطرقت في المبحث الاول عن ( أهم المحاصيل الغذائية في بلاد اليمن ومدى أهميتها)، في حين تناول المبحث الثاني والثالث(أهم الصناعات النباتية).
