المستخلص
أمّا بعد فيُعد النقد العربي القديم واحداً من أهم ما تركه الأجداد من تراث تستقوي بهِ الذاكرة، وتُديم من خلاله الصلة مَع الماضي، من هنا جاءَ عنوان رسالتي(صنعة النثر بين كتابي البرهان في وجوه البيان لٱبن وهب الكاتب”ت-335ه”، وإحكام صنعة الكلام لأبي القاسم الكَلاعي ” ت- بعد 550 هـ” دراسة موازنة) ليشير إلى علمين مهمينِ أحدهما: (ٱبن وهب الكاتب، ت-335)، مشرقي الثقافة، والآخر(لأبي القاسم الكَلاعي ت- بعد 550ه) نتاج الثقافة الأندلسية، وهذا ما شجعني على دراسةِ كتابين مهمين هما كتاب (البرهان في وجوه البيان) تحقيق الدكتور أحمد مطلوب، والدكتورة خديجة الحديثي، (وإحكام صنعة الكلام) بتحقيق الدكتور محمد رضوان الداية، حيث اقترح عليّ أستاذي الدكتور فاضل عبود التميمي أن أدرس المصطلح عندهما، وهو ما وافق رغبتي في دراسة النقد العربي القديم برؤية تتناسب تماماً والوعي بالمصطلح، وإجراءاته، ودلالاتهُ.
اعتمدتُ منهجاً يُوازنُ بين مصطلحات النثرِ عندَ الناقدين، والموازنة كما أفهَمُها هي المعادلة بين شيئين، أو عنصرين، أو حالتين، وهي في الرسالة بين مصطلحين متشابهين في الدلالة، او مختلفين في التسمية، أو بين مصطلحات أخرى غير متشابهة لكنها تخصّ النثر عند المؤلفين، وقد اعتمدت على خطواتٍ إجرائية مؤداها
أ
الحديث عن المصطلح عند ٱبن وهب الكاتب (ت-335 هـ) لأنّه الأقدم من خلال تبيان التشابه ثم الإختلاف في المصطلح فهماً، وتطبيقاً، وهذا ما اعتمدتهُ في الرسالة كلها، ثم الحديث عن المصطلح عند ابي القاسم الكَلاعي (ت- بعد 550هـ) برؤية توازن بين دلالة المصطلحين وعلاقتهما بالنثر.
لقد اعتمدتُ على عدد ليس بالقليل من المصادر، والمراجع لعل من اهمها كتابي الناقدين، وهما مصدر الرسالة، فضلاً عن مصادر أخرى مثل: البيان والتبيين للجاحظ(ت-255ه)، والحيوان للمؤلف نفسه، وكتاب الصناعتين لأبي هلال العسكري(ت-395ه) , والإمتاع والمؤانسة لأبي حيان التوحيدي(ت-441ه)، زهر الآداب وثمر الألباب للحصري (ت-453ه).
واعتمدت الرسالة معجمات لعلّ من أهمها: مقاييس اللغة لٱبن فارس(ت-395ه)، ولسان العرب لٱبن منظور(ت-711ه)، والقاموس المحيط للفيروز آبادي(ت-817ه)، ومراجع من أهمّها: معجم مصطلحات النقد العربي القديم للدكتور أحمد مطلوب، وكتاب الأدب الجاهلي لعميد الأدب العربي طه حسين، وتاريخ الأدب العربي للدكتور شوقي ضيف.
بنيت الرسالةُ من تمهيد وثلاثة فصول وخاتمة، ناقشت في التمهيد تعريف النثر في اللغة والاصطلاح، وصنعة النثر، كذلك بحثتُ في قِدَم الشعر على النثر، وآراء النقاد فيهما، فضلا عن ضياع النثر العربي.
وكان الفصل الأول بعنوان (صنعة الكاتبين قراءة موازنة)، وقفتُ في هذا الفصل على ترجمة لكل ناقد منهما، والظروف التي نشأ فيها لتحديد مصادر ثقافته، ومدى
ب
تأثيرها في كتابه شكلاً ومضموناً، مع دراسة عنوان الكتاب ومضمونه، درست في هذا الفصل ثلاثة مباحث: المبحث الأول في حياة الناقدين، وثقافتيهما، ووفاتهما، أما المبحث الثاني فكان بعنواني الكتابين، والمبحث الثالث: مضمون الكتابين.
ودرست في الفصل الثاني الموسوم بــــ( الأنواع النثرية المشتركة)، ما تشابه من مصطلحات نثرية عند كل ناقد مع تبيان رؤيته في دراسة كل مصطلح , وقسم الفصل على أربعة مباحث: المبحث الأول الخطب، والمبحث الثاني: الرسائل، والمبحث الثالث الأمثال، والمبحث الرابع: التوقيعات.
أمّا الفصل الثالث الأخير (الأنواع النثرية المختلفة)، على خلاف الفصل السابق فقد درستُ فيه ما اختلف بينهما من مصطلحات نثرية أي: ذكرها احدهما دون الآخر، أي درست فيه ثلاثة مباحث: المبحث الأول ٱبن وهب الكاتب (الوصايا، الحديث، الجدل)، المبحث الثاني: ابي القاسم الكَلاعي: المورّى، المقامات، والحكايات، التوثيق، التأليف، والمبحث الثالث درست فيه موازنة بين المصطلحات.
ثم كانت الخاتمة التي أجملتُ فيها اهم ما توصلت إليه من نتائج، وكانت النهاية مُسَرّداً للمصادر والمراجع التي اعتمدتها في الرسالة .