المستخلص
واثراها، فهي التي ترسم خريطة تكمن حقائق النخبة النسائية واشكال تمظهرها في اعماق الزمن التاريخي، وكل حقيقة تفقد معناها ودلالتها حين تنفصل عن ماضيها وتفقد صلاتها الحيوية بتاريخها، ومن يمتلك القدرة بالغوص في اعماق المنهج التاريخي يستطيع ان يدرك حكمة تشكل النخبة النسائية المعاني والتحولات، ولم تتوقف عند العائلة فحسب بل تتعداها لتقدم لنفسها صورة متوافقة مع النموذج السياسي الذي يروج له حلفاؤه الجدد، بعد ان انتقلت من الطبقة العامة الى الخاصة، وصار لزامًا عليها ان تستجيب وتتحرك في بحر القيادة فتكون نشطة بدعمه وقادرة على الدفاع عنه، وبذلك يحصل التغيير الكبير في الشخصيات النسائية عند حركاتها وتنقلها بين الطبقات حتى تصل الى السيدة الاولى في البيت الابيض بوصفها زوجة رئيس الولايات المتحدة الاميركية والتي سُجلت موضوعًا للدراسة بعنوان” سيدة البيت الأبيض الأولى ونشاطها الاجتماعي والسياسي في الولايات المتحدة الأميركية ( 1961 –1963 ) جاكلين كيندي انموذجاً “.
ترصد دراستنا المرأة الاميركية صاحبة الموقع السياسي المتقدم، والتي نشطت في تعديل اسلوب عملها، وتغيير اتجاهات نشاطاتها السياسية والاجتماعية لتتحول من الشخصية الاجتماعية البسيطة الى السيدة الاولى في البيت الابيض ذات الشهرة المحلية والعالمية والنشاط النسوي الدولي، الذي له منافذ الى سياسات الدولة، كانت مدة الستينيات اكثر المراحل التأريخية ملاءمة للنشاط وتكوين الافضلية للمرأة الاميركية، وذاك الدور الذي اضطلعت فيه جاكلين كينيدي يعد من اهم الاسباب لاختيار موضوع الدراسة، بعد ان مثلت قيمة تأريخية خاصة؛ إذْ إنّ اثرها لا يمكن اغفاله، واستمر يحقق نتائج ايجابية طوال التاريخ الاميركي.
ويأتي ثقل الدراسة من اصالتها، واهمية الموضوع بما حققته جاكلين من حضور في تاريخ المرأة الاميركية، بعد استحضار “مشكلة الدراسة ” عند اتباع السياق العلمي في بحث الشخصية النخبوية لجاكلين كندي بعد الاجابة على الاسئلة التالية: ما هو مصطلح السيدة الاولى؟ ومن هي التي تلقبت اول مرة بالسيدة الاولى ؟ هل ما دفع اليه تطور النظام العالمي بأدواته الاقتصادية والاعلامية في نمو وتكوين الشخصية النخبوية لجاكلين كندي؟ هل اثرت جاكلين كندي في المجتمع الاميركي ؟ كيف شاركت جاكلين كندي في تعزيز صورتها في المجتمع الاميركي؟ كيف استطاعت جاكلين كندي ان تظهر مواهبها الشخصية في البيت الابيض ؟ ما هو موقفها من اغتيال زوجها جون كندي؟
استخدمت الدراسة منهج البحث التاريخ الموضوعي، فضلا عن تسلسل الاحداث التاريخية، وذلك لتتداخل الاحداث فيما بينها فتم فصلها موضوعيا .
اقتضت طبيعة الموضوع الى تقسيم الدراسة الى مقدمة وثلاثة فصول متبوعة بخاتمة وملاحق فضلا عن قائمة بالمصادر والمراجع، فخصص الفصل الاول لدراسة( سيدة البيت الابيض الاولى جاكلين كندي الولادة والنشأة وبناء الشخصية الاجتماعية 1929-1960) فقد تكون من مبحثين؛ اذ تناول المبحث الاول( اصطلاح السيدة الاولى الاشتقاق وحدود الاستعمال في تاريخ الولايات المتحدة” ظهور هذا المصطلح ولماذا تم استخدامه بهذا الشاكلة،بينما تطرق المبحث الثاني الى( جاكلين كنيدي السيدة الاولى ولادتها ومؤثرات تنشئتها 1929-1960) .
امّا الفصل الثاني فقد تناول مباحث ثلاثة الى دراسة (جاكلين كندي سيدة البيت الابيض الاولى دورها الاجتماعي ونشاطها الدبلوماسي في الولايات المتحدة 1960-1963) اذ اهتم المبحث الاول بمتابعة ( بداية النشاط الفعلي لجاكلين كنيدي ومواقفها الداعمة للانتخابات 1960-1961) ثم عرج المبحث الثاني بتفاصيل مركز في تناول(الاسس والمرتكزات الاجتماعية التي سارت عليها جاكلين كندي في ادارتها للبيت الابيض 1961-1963) وحاول المبحث الثالث تتبع ( اهتمام السيدة جاكلين كينيدي في الازياء وتأثيرها على حياتها الاجتماعية والسياسية (1961-1963).
حمل الفصل الثالث عنوان( تولي جون كنيدي الرئاسة وتظاهر الدور السياسي لجاكلين كنيدي في الولايات المتحدة الأميركية حتى اغتياله 1961_1963) وقام الفصل على اربع مباحث بين المبحث الاول(تنامي مكانة سيدة البيت الأبيض الأولى وتوسع دورها في الولايات المتحدة الاميركية) وعالج المبحث الثاني استجابات ونشاطات سيدة البيت الابيض الاولى و (تأثير السيدة جاكلين كينيدي في الأوساط السياسية في الولايات المتحدة الأميركية 1961-1963) اما المبحث الثالث: زيارات السيدة جاكلين كينيدي ولقائها بالرؤساء والزعماء والدبلوماسيين الاجانب ثم اختص المبحث الرابع باغتيال جون كنيدي ونهاية تواجدها في البيت الابيض وانسحابها من الساحة السياسية الاميركية بكامل فسجل بعنوان( رحلة جاكلين كيندي إلى دالاس في ولاية تكساس سنة 1963م وموقفها من اغتيال جون كنيدي) .