المستخلص
بلا شك أنَ التاريخ هو ذاكرة الأمة, الذي تحفظ به أصولها وتعرف أعراقها, وأنسابها, وفيه تحتفظ بأمجادها ومفاخرها, ومنه تستلهم الكثير من الدروس والعبر من الماضي لتكون نجوماً تضيء حاضر ومستقبل الأمة, ومن هنا أهتمت الأمم بدراسة تاريخها, ولأمة العرب تاريخ أصيل وحضارة عريقة, إذ يعد تاريخ العرب قبل الإسلام من الموضوعات المهمة بالنسبة الى تاريخ العرب العام, والتاريخ الإسلامي بشكل خاص, لأنه الركيزة الاساسية لهذا التاريخ, إذ لا يمكن تفسير كثير من الظواهر الاجتماعية والدينية والسياسية والاقتصادية إلا إذا بحثنا عن أصولها القديمة في عصر ما قبل الإسلام وعليه فأن الدراسات الأكاديمية المختلفة لتاريخ العرب قبل الإسلام تعد من الدراسات المهمة, كونها تسلط الضوء على مدة زمنية غامضة من تاريخ العرب, فضلاً عن أن تاريخ العرب قبل الإسلام يعد حلقة مهمة من حلقات التاريخ العربي الذي لايزال معظم جوانبه يستحق الدراسة.
ومن هنا تبرز أهمية اختيارنا لموضوع الدراسة الموسومة بـ ( تاريخ العرب قبل الإسلام من خلال كتاب نهاية الإرب في فنون الأدب للنويري (ت 733هـ/1332م).
اعتمدت هذه الدراسة على منهج عرض الرواية التاريخية في طرح المادة في كل فصول الدراسة, من خلال كتاب نهاية الإرب في فنون الأدب للنويري, كما اتبعنا المنهج الأستقرائي في الدراسة, لاسيما في ربط الحقائق التاريخية الواردة في الرسالة بعد مقارنتها مع المصادر الأخرى,
ومما تجدر الإشارة اليه هو أن حصيلة دراستنا هذه تمخضت في فصول متباينة في حجم الرسالة, وهذا لا يشكل خللاً من الناحية العلمية وإنما من الناحية الشكلية, ويرجع السبب في ذلك الى طبيعة الموضوع وما تقتضيه المادة من كثرة الروايات أو قلتها في كل فصل من حيث العنوان.
وقد قسمنا دراستنا هذه الى ثلاثة فصول تسبقها مقدمة, وانتهت بخاتمة ومن ثم ملحق, وقائمة بأسماء المصادر والمراجع المستخدمة, وفيما بعد ملخص للدراسة باللغة الإنكليزية.
1ـ نطاق البحث:
تضمن الفصل الاول الذي جاء بعنوان( شهاب الدين النويري وكتابه نهاية الإرب في فنون الأدب) على ثلاثة مباحث, شمل المبحث الاول عصر المؤلف الذي تحدث عن الحياة السياسية, والاقتصادية, والعلمية والفكرية فيه, أما المبحث الثاني فقد ذكر فيه سيرة حياة النويري الشخصية ومكانته العلمية, من حيث أسمه ونسبه, وكنيته ولقبه, وولادته ونشأته, ووفاته, وشيوخه, وتلاميذه, والوظائف التي تولاها, ومؤلفاته, وأقوال العلماء فيه, في حين تضمن المبحث الثالث, وصف الكتاب, وتسميته والهدف من تأليفه, ثم منهج النويري وموارده في كتابه.
وجاء الفصل الثاني بعنوان(المظاهر الاجتماعية والدينية لدى العرب قبل الإسلام), مقسماً على أربعة مباحث, الأول جاء بعنوان العرب وابنيتهم, وتناول هذا المبحث أصل العرب وتسميتهم بصورة مختصرة, وطبقاتهم, والكرم والجود عندهم, فضلاً عن المباني القديمة, والقصور المشهورة عند العرب, أما المبحث الثاني فقد تطرق الى عادات العرب وتقاليدهم, في حين تحدث المبحث الثالث عن الشهور والاعوام عند العرب, ثم المبحث الرابع الذي أشتمل على ذكر الاصنام عند العرب.
أما الفصل الثالث فكان بعنوان(المظاهر السياسية عند العرب قبل الإسلام), وقد قسم على ثلاثة مباحث, الأول الذي جاء بعنوان ملوك العرب, الذي تناول ملوك قحطان وملوك الشام وملوك الحيرة, أما البحث الثاني فكان الحديث فيه عن ولاية قصي للبيت وامر مكة واهم الوظائف التي استحدثت, بينما تحدث المبحث الثالث عن الأيام التي وقعت بين العرب أنفسهم, وبين الفرس.
أما الخاتمة : فقد تضمنت اهم النتائج التي خرجت بها الدراسة
2ـ عرض المصادر:
اقتضت دراستنا هذه الاعتماد على مصادر ومراجع متعددة ومتنوعة ومتفاوتة في معلوماتها, بما يتناسب مع عرض النويري للمعلومات التي ذكرها, وحسب المنهجية المتبعة في الكتابة, وفي مقدمة هذه المصادر يأتي كتاب “نهاية الإرب في فنون الأدب” للنويري( ت:733هـ) الذي اعتمدت عليه هذه الدراسة .
كما وأفادت الدراسة من مجموعة من المصادر والمراجع الحديثة وبعض من الرسائل الجامعية, التي كان لها أثر كبير في أنجاز هذه الدراسة, ومن أهم تلك المصادر:
1ـ القران الكريم :
يأتي القران في مقدمة هذه المصادر إذ يعدُ من المصادر التي لا يمكن الاستغناء عنها لأنه تنزل من الله تعالى, ولا سبيل الى الشك في صحة نصه, وقد أفادنا في توثيق وتوكيد عدد من المعلومات التاريخية التي تتعلق بذكر القبائل العربية البائدة, كقبائل عاد وثمود, فضلا عن ذكره الاصنام التي كانت تعبد عند العرب قبل الإسلام في عدد من آياته الكريمة, كصنم اللَاتَ والعزى.
2ـ كتب التفسير:
تعدُ كتب التفسير من المصادر الاساسية التي أفاد منها الباحث في الدراسة, فقد أمدتنا بإيضاحات مهمة حول تفسير الآيات القرآنية, التي افدنا منها لاسيما فيما يخص ذكر طبقات العرب, وعاداتهم وتقاليدهم, ومن أبرزها كتاب ” تفسير مجاهد” لمجاهد(ت:114هـ) الذي أفاد الباحث منه في الفصل الثاني, وكتاب” الكشف والبيان عن تفسير القرآن” للثعالبي(ت:427هـ) الذي أفاد الباحث ايضاً في الفصل الثاني, وكتاب” تفسير القرآن ” لأبي المظفر السمعاني(ت: 489هـ) الذي افاد منه الباحث في الفصل الثالث لاسيما في ذكر اصحاب الأخدود الذين خيرهم ذو نؤاس بين اليهودية او الاحراق بالنار.
3ـ كتب الحديث:
كان اعتمادنا على كتب الحديث مقتصراً بشكل قليل, وذلك لعدم ورود الأحاديث النبوية بشكل كبير فيما يتعلق بموضوع الدراسة, ومنها: كتاب” صحيح البخاري” للبخاري (ت: 256هـ) الذي استفدنا منه في الفصل الثاني.
4ـ كتب السيرة النبوية:
أشهرها كتاب ” السيرة النبوية” لابن هشام (ت:213هـ) الذي أفاد منه الباحث في الفصل الثاني لا سيما في ذكر بناء القليس وغمدان, وفي الفصل الثالث عند ذكر ولاية قصي للبيت وأمر مكة, وأيضاً في ذكر ملوك قحطان, وايام الفجار الأخر من الفصل الثالث من الرسالة وكتاب ” الروض الأنف في شرح السيرة النبوية لأبن هشام” للسهيلي” (ت:581هـ), الذي أمدنا بمعلومات عن مباني العرب القديمة وعن بعض عادات العرب كالوصيلة, فضلاً عن ذكره الاصنام التي كانت تعبد عند العرب كصنم إساف ونائلة, وكتاب ” عيون الأثر في فنون المغازي والشمائل والسير” لابن سيد الناس (ت: 734هـ) الذي أفاد منه الباحث في ذكر صنم اللَات من الفصل الثاني .
5ـ كتب التاريخ:
من أبرزها, كتاب “الأصنام” لأبن الكلبي (ت: 204هـ) الذي أفاد منه الباحث في الفصل الثاني لاسيما فيما يتعلق بذكر الاصنام, وكتاب” أيام العرب قبل الإسلام” لأبي عبيدة(ت:209هـ) الذي أفاد منه الباحث في الفصل الثالث فيما يتعلق بذكر ايام العرب, وكتاب “المحبر” لأبن حبيب(ت:245هـ) الذي أفاد منه الباحث في الفصل الثاني, لما فيه من معلومات هامة ومتنوعة لاسيما في ذكر القبائل العربية البائدة, وفي ذكر يوم ذي قار من الفصل الثالث, وكتاب” المعارف” لأبن قتيبة(ت:276هـ) الذي أفاد الباحث منه لاسيما في ذكر قبيلة عمليق وطسم وجديس من الفصل الثاني, وفي ذكر ملوك قحطان والشام والحيرة من الفصل الثالث, وكتاب” تاريخ الرسل والملوك” للطبري (310هـ) الذي أفاد منه الباحث في الفصل الثاني والثالث, وكتاب ” البدء والتاريخ” للمقدسي (ت: 355هـ) الذي أفاد منه الباحث في الفصل الثاني, وكناب” مرآة الزمان في تواريخ الأعيان” لسبط أبن الجوزي(ت:654هـ) الذي أفاد منه الباحث في الفصلين الثاني والثالث, فضلاً عن ذلك أعتمد الباحث على عدد من المراجع الحديثة التي اهتمت بدراسة تاريخ شبه الجزيرة العربية في عصر ما قبل الإسلام وفي مقدمتها يأتي كتاب” المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام” لصاحبه جواد علي, وهو من المراجع المهمة التي لا يمكن لأي باحث الاستغناء عنه لما فيه من معلومات معمقة منقولة عن الكتب اليونانية والرومانية, وقد أثرى الدكتور جواد علي على هذه الكتب بتصويباته العلمية ومعالجتها الفكرية بالاستناد على مناهج البحث التاريخي في معالجة الروايات التي اوردتها المصادر اليونانية والرومانية بعد مقارنتها مع ما جاءت به المصادر العربية وما كشفت عنه المدونات والآثار التي اكتشفت في العديد من جهات ارض العرب, ومنه تم الحصول على معلومات تخص عادات العرب وتقاليدهم في الفصل الثاني, أما في الفصل الثالث فقد قدم لنا معلومات قيمة عن ايام العرب.
6ـ كتب التراجم :
استفدنا كثيراً من كتب التراجم لاسيما في اعطاء المعلومات الوافية عن ذكر الأعلام و الشخصيات الواردة في الرسالة منها نذكر: كتاب ” المؤتلف والمختلف في أسماء الشعراء وكناهم وألقابهم وأنسابهم وبعض شعرهم” للآمدي (ت: 370هـ) الذي أفاد منه الباحث في الفصلين الثاني والثالث, وكتاب ” المؤتلف والمختلف” للدار قطني(ت: 385هـ) الذي أفاد منه الباحث في الفصل الثاني والثالث, وكتاب” تاريخ دمشق” لأبن عساكر (ت:571هـ) الذي أفاد منه الباحث أيضاً في الفصل الثاني والثالث, وكتاب ” المنتظم في تاريخ الملوك والأمم” لأبن الجوزي(ت: 597هـ) الذي أفاد منه الباحث في الفصل الاول والثالث, وكتاب ” وفيات الأعيان” لأبن خلكان (ت:681هـ) الذي أفاد منه الباحث في الفصل الاول والثاني, وكتاب” الوافي بالوفيات” للصفدي(ت: 764هـ) الذي أفاد الباحث أيضاً في الفصلين الأول والثالث.
7ـ كتب البلدان والجغرافيا:
كان لها فائدة كبيرة للباحث, لاسيما في ما يتعلق بذكر الاماكن, فمعظم أيام العرب قبل الاسلام سميت بأسماء الاماكن التي وقعت فيها, نذكر منها كتاب” المسالك والممالك” لأبن خرداذبة (ت: 280هـ) الذي أفاد منه الباحث في الفصل الثاني أيضاً,” وكتاب البلدان” لأبن الفقيه (ت: 340هـ) الذي أفاد الباحث منه في الفصل الثاني, وكتاب” المسالك والممالك” وكتاب” معجم ما أستعجم” للبكري(ت: 487هـ) الذي أفاد منهما الباحث في الفصلين الثاني والثالث, وكتاب” معجم البلدان” لياقوت الحموي(ت:626هـ) الذي أفاد منه الباحث في جميع فصول الرسالة, وكتاب” مراصد الاطلاع ” لأبن عبد الحق(ت: 739هـ) أيضاً أفاد منه الباحث في الفصلين الثاني والثالث.
8ـ المعاجم اللغوية:
أمدتنا كتب اللغة والمعاجم بالمعلومات التاريخية المهمة من خلال العديد من المعلومات و المفردات الواردة فيها, نذكر منها كتاب” العين” للفراهيدي(ت:170هـ) الذي استفدنا منه في الفصلين الثاني والثالث, وكتاب” الألفاظ” لأبن السكيت(ت: 244هـ) الذي أفاد منه الباحث في الفصل الاول والثالث, وكتاب” تهذيب اللغة” للأزهري(ت:370هـ) الذي أفادنا في الفصل الثاني والثالث, وكتاب “المحيط في اللغة” للصاحب بن عباد(ت:485هـ) الذي استفدنا منه في الفصلين الثاني والثالث, وكتاب” لسان العرب” لأبن منظور(ت:711هـ) الذي أفاد منه الباحث أيضاً في الفصلين الثاني والثالث.
9ـ كتب الأدب والبلاغة:
كان لها اهمية كبيرة للباحث لما فيها من معلومات تاريخية هامة ومتنوعة تخص عرب قبل الإسلام منها نذكر كتاب” الحيوان” للجاحظ(ت:255هـ) الذي أفاد منه الباحث في الفصل الثاني, وكتاب” الشعر والشعراء” لأبن قتيبة(ت: 276هـ) الذي أفاد منه الباحث في الفصل الثاني, وكتاب” نثر الدر في المحاضرات” للآبي (ت:421هـ) الذي استفدنا منه في الفصل الثاني والثالث, وكتاب” ثمار القلوب في المضاف والمنسوب” للثعالبي(ت: 429هـ) الذي أفادنا في الفصل الثاني, وكتاب ” مجمع الأمثال” للميداني(ت: 581هـ) الذي افاد الباحث في الفصل الثاني والثالث.
10ـ الرسائل الجامعية:
لازم الباحث في حقيقة الامر خلال مدة إعداد الرسالة عدد من الرسائل الجامعية سيما المشابه لموضوعنا التي افدنا منها في فصول الرسالة منها:
أـ تاريخ الأندلس من الفتح الاسلامي حتى نهاية عصر الطوائف في كتاب نهاية الارب في فنون الادب للنويري:( ت 377هـ/ رسالة ماجستير غير منشورة مقدمة الى مجلس كلية التربية للعلوم الانسانية ( جامعة بابل 1440هـ/2019م), 2771م) , للباحث طه حسن عباس سالم الأسدي.
ب ـ نظاما الزراعة والري في العصرين الايوبي والمملوكي في مصر والشام من خلال كتاب نهاية الإرب في فنون الادب للنويري( ت: 733 هــ), رسالة ماجستير غير منشورة مقدمة الى مجلس كلية التربية للعلوم الانسانية ( جامعة ديالى ــ 2019 م ), للباحثة ايمان فليح حسن الطائي.
ت ـ الأحلاف والعهود عند العرب قبل الاسلام في كتاب لسان العرب لابن منظور( ت 711 هــ) دراسة تاريخية, رسالة ماجستير منشورة ـ مقدمة الى مجلس كلية التربية للعلوم الانسانية,( جامعة ديالى ـ 2021م), للباحثة ورود مهدي غايب.