المستخلص
بادرت الجماعات اليهودية منذ القرن السادس عشر بتشجيع الهجرة اليهودية إلى أرض فلسطين إلا أنها فشلت في استيطان ما يقارب ثلاثة الف فرد يهودي، وخلال القرن السادس عشر ظهرت مجموعة دعوات اخرى لهجرة الجماعات اليهودية إلى أرض فلسطين إلا أن تلك الدعوات لم تلقى دعمًا كبيرًا مثل الذي لقاه اليهود خلال القرن التاسع عشر بهجرتهم إلى فلسطين بسبب العوائق الاجتماعية والاقتصادية في فلسطين، وكان اهتمام الدول الاوروبية في فلسطين بسبب موقعها الاستراتيجي المهم، ورغبة تلك الدول في تأمين طرق مواصلاتها التجارية، وعليه استغلت ما مرت به الدولة العثمانية من تدهور في اوضعها من كافة الجوانب فظهرت الحركة الصهيونية التي اخذت تنادي بإقامة (وطن قومي لليهود).
عدَّت الحركة الصهيونية من أبرز الحركات السياسية التي ظهرت في نهاية القرن السابع عشر وبدايات القرن العشرين، ووصفت بأنها حركة استعمارية سياسية استيطانية مارست الاعمال الارهابية والعنف بهدف تحقيق اهدافها في ايجاد حلول لمشكلة اليهود في العالم وذلك عبر طرد السكان الاصليين الذين هم من العرب للاستيلاء على أرضهم، وتشجيع الجماعات اليهودية بالهجرة اليها، وتشكيل وطن قومي لهم فيها، وواجهت تلك الحركة عراقيل ومشكلات في طريقها نحو تحقيق هدفها المنشود، كما واجهت في الوقت نفسه معارضة قوية من قبل بعض الجماعات اليهودية والعرب، التي ادركت بأن الحركة الصهيونية وافكارها ستؤدي لهم مشكلات في المجتمع العربي في فلسطين، وقد اعتبرت الجماعات اليهودية أن الحركة الصهيونية وافكارها خارجة عن تعاليم الدين اليهودي وخارجة عن التوراة وبقية الكتب السماوية.
انفردت الحركة الصهيونية في السيطرة على اليهود في نهاية القرن التاسع عشر، واخذت بعض الجماعات اليهودية تعارضها وعدّتها حركة تجسد لهم المشاكل وتؤثر على مصالحهم في فلسطين، اما في أوربا فأن الجماعات اليهودية كانت تنظر إلى الحركة الصهيونية على أنها استغلَّت بشكل كبير القنصليات الاجنبية لأجل حماية اليهود الذين تجنسوا في جنسيات مختلفة بهدف الوصول إلى أرض فلسطين والاستقرار فيها وذلك تحت ظل السياسة العثمانية المتدهورة تجاه البلاد العربية.
– أهمية الدراسة
- التعرف على أهم الجماعات اليهودية التي عارضت وبقوة الحركة الصهيونية واهدافها.
- 2- معرفة أهم الاسباب التي أدت إلى وجود الخلافات بين الجماعات اليهودية والحركة الصهيونية، وأهم العوامل وراء ذلك الخلاف.
- 3- التعرف على أهم الجماعات والشخصيات اليهودية الرافضة للحركة الصهيونية، وتسليط الضوء على المحطات التاريخية لتلك الجماعات اليهودية الرافضة للاستيطان.
كشف زيف ادعاءات الحركة الصهيونية في حصولها على التأييد الكامل من اليهود في تبنيها لقضيتهم الاستعمارية
