المستخلص
يعد التلوث من أهم المشاكل التي يواجهها الأنسان في الوقت الحاضر ومشكلة تلوث الترب هي أخطرها وذلك لعلاقتها بصحة الأنسان والكائنات الأخرى . تبين الدراسة دور الخصائص الطبيعية والبشرية للمنطقة والخصائص الفيزيائية والكيميائية للترب بمساهمتها في تباين تراكيز الملوثات وفقاً لبعديها الزماني والمكاني ، اتبعت الدراسة منهج البحث التحليلي الذي يقوم بتحليل الظاهرة ودراسة العوامل المؤثرة فيها بإتباع الأسلوب الوصفي والأسلوب الكمي ، تم إختيار مناطق جمع عينات الترب في قضاء المقدادية بالأعتماد على عوامل عدة منها الحركة المرورية والأنشطة الصناعية والعمرانية والكثافة السكانية ، أخذت نماذج من الترب على مستوى عمق يتراوح بين (0-10سم) من سطح الترب ، تم جمع (30نموذجاً) من (30موقعاً) وبواقع نموذجين الأول في شهر كانون الثاني(شتاء عام 2023) والثاني في شهر تموز (صيف عام 2023) ،ولتحقيق ذلك تم الاعتماد على تحليل البيانات الخاصة بتلوث الترب (بالمعادن الثقيلة) في منطقة الدراسة ، فضلاً عن التحليل الكيميائي والفيزيائي لعينات الترب من خلال معرفة خصائص الترب الكيميائية إعتماداً على المعايير العالمية ومعرفة مدى آثارها بتجاوز تلك المحددات ، ويتم ذلك من خلال نتائج التحليل المختبري لعينات الترب في منطقة الدراسة وقياس تراكيز خمسة من المعادن الثقيلة (الرصاص ، الكادميوم ، الكروم ، الزرنيخ ، الزئبق).
وقد توصلت الدراسة إلى جملة من النتائج أهمها وجود فروقات في مستوى تراكم هذه المعادن في بعض الترب والتي كان سببها على الأرجح النشاطات البشرية ، بينت النتائج أيضاً أن زيادة المعادن المدروسة (الرصاص ، الكادميوم ، الكروم ، الزرنيخ ، الزئبق) تكون مصاحبة في الغالب للمناطق الصناعية ومصبات مياه الصرف الصحي ومناطق تجمع النفايات وترب الطرق الرئيسية ، إذ وجد أن معدن(الزرنيخ) سجل اعلى تركيز في منطقة الدراسة خلال شتاء عام 2023 وبتركيز بلغ(15.39ppm) ، وبتركيز بلغ (12.27ppm) خلال صيف عام 2023 والتي تجاوزت الحدود المسموح بها عالميا، بينما وجدت الدراسة أن أعلى تركيز من حيث الخصائص الكيميائية كان من نصيب(الكالسيوم) بمعدل مكاني بلغ (711.90ppm) ،إذ تم الاستفادة من نظم المعلومات الجغرافية(GIS) في تسقيط الفحوصات المختبرية في بيئة البرنامج وتحديد الامكان الاشد والاقل تلوثا ووفقا لمعيار منظمة الصحة العالمية ومختبر الملوحة الأمريكي وتقسيمها إلى أقاليم وهي الإقليم (القليل والمتوسط والعالي والعالي جدا) بعض الملوثات ظهرت بإقليم وبعضها بإقليمين وبعضها بثلاثة وبعضها بأربعة أقاليم أعطت صورة واضحة لأماكن تراكيز الملوثات في الخريطة، فضلا عن تحديد الملائمة والمخاطر البيئية من خلال تحديد المناطق الاشد تلوثا بالمعادن الثقيلة والاقل تلوثا ووضعها بيد صناع القرار والحد من التجاوزات البشرية بالدرجة الاولى على مصدر طبيعي ومهم في البيئة الا وهو الترب.