المستخلص
أن هذه الدراسة الموسومة بـ(سيناريوهات التغيير المناخي وأثرها في النشاط الزراعي النباتي في محافظة ديالى دراسة مستقبلية حتى عام 2050) قد اعتمدت على البيانات المناخية المرصودة للدراسة البالغة(27)عام والممتدة من(1994-2020)م واختيرت تلك المدة كأطول سلسلة زمنية توفر بيانات متكاملة للمحطات الستة وهي(الخالص، خانقين، طوز خور ماتو، بغداد، بدرة والعزيزية) ومن خلالها تم معرفة الاتجاه العام ومعدل التغير لمدة الدراسة للعناصر والظواهر المناخية، فقد تبين وجود اتجاه واضح نحو التناقص لكل من (السطوع الشمسي الفعلي، سرعة الرياح الرطوبة النسبية) ووجود اتجاه واضح نحو التزايد للحرارة (الاعتيادية، العظمى، الصغرى)، أما العناصر والظواهر المناخية الأخرى فقد تباينت في نتائجها ضمن المحطات. وسجلت الموازنة المائية المناخية للفصل(المطير) عجزاً مائياً لجميع الاشهر (المطيرة) وجميع المحطات ماعدا شهر كانون الثاني الذي سجل فائض لمحطة (طوز خور ماتو) قدره(16.3)ملم، أما الموازنة المائية المناخية للأشهر غير المطيرة (الجافة) شهدت عجزاً مائياً لجميع الاشهر والمحطات المدروسة، أما مؤشرات الجفاف سجل معامل الجفاف(D) اعلى التكرارات للسنوات الجافة في محطة الخالص وبلغ تكراره (27) سنة. ومؤشر دليل المطر القياسي (spi) سجل أعلى التكرارات لصنفي الجاف الخفيف والرطوبة الخفيفة، واعلى تكرار لصنف الجاف الخفيف في محطة بغداد بلغ (14)سنة أما صنف الرطوبة الخفيفة اعلى تكرار في محطة العزيزية وبلغ (10)سنة، اما بالنسبة للمتطلبات المناخية للمحاصيل الزراعية هناك تطرف في درجات الحرارة الصغرى؛ إذ تقل عن المتطلبات المناخية للمحاصيل وكذلك المتطلبات الضوئية تقل عن الحدود الضوئية للمحاصيل وذلك لتناقص عدد ساعات السطوع الشمسي الفعلي في بعض أشهر فصل الشتاء مما يوثر على المحاصيل ونموها وجودتها، وارتفاع في درجات الحرارة العظمى؛ إذ تزيد عن الحدود الحرارية العليا للمحاصيل مما يؤدي الى اصابتها بلفحة شمس وهلاكها، ومن دراسة اثر التغير المناخي على مساحات وانتاج المحاصيل (الحقلية، الخضر، النخيل)، تم اعتماد سنة(2000)م سنة اساس لتوفر البيانات عنها واستقرار الاوضاع الامنية والاقتصادية في منطقة الدراسة ومقارنتها مع سنة (2020)م للكشف عن حالة التغير الحاصل في المساحات المزروعة والإنتاج سواء سلبا كان ام ايجابا، و اعتمدت سنة (2002)م لأشجار الفاكهة هي الأساس لعدم توفر البيانات، أذ شهد محصولي(القمح، الشعير) تغيرا ايجابيا لسنة (2020)م، يرجع ذلك إلى كونها محاصيل شتوية ولا تحتاج لوفرة في مياه الري لتوفر الرطوبة في الموسم المطير أما محصولي (الذرة الصفراء، السمسم) يرجع الانخفاض في نسبة الانتاج والمساحة إلى ندرة مياه الري السطحية والجوفية في الفصل الجاف. بينما شهدت محاصيل الخضر الشتوية تغير ايجابي وزيادة واضحة في الكميات المنتجة والمساحات المزروعة ما بين عام(2000) وعام(2020) فجميعها سجلت زيادة عدا محصول (الباقلاء الخضراء) وهذا ناتج عن التحول الى زراعة المحاصيل الشتوية بدلا عن المحاصيل الصيفية وذلك لسيادة المناخ الجاف والعجز في مياه الري خلال فصل الصيف عكس المحاصيل الصيفية حيث سجلت انخفاضا واضحا عدا(البطيخ والرقي والماش)؛ إذ إن زراعة الرقي والبطيخ تبدا في فصل الشتاء على شكل زراعة محمية وتتوفر رطوبة جيدة للتربة اذ يحتاج ريات اقل من الزراعة المكشوفة ليصل الى مرحلة النضج ، بينما نسبة تغير أعداد أشجار الفاكهة وانتاجها كان اغلبها تغير سلبيا اذ يعود إلى اسباب طبيعية كارتفاع درجات الحرارة والشحة المائية التي تعرضت اليها المحافظة خلال السنين الماضية وانتشار الامراض والآفات أما البشرية توقف عمليات الدعم والرعاية من قبل الدولة بعد عام (2003) للقطاع الزراعي بصورة عامة وعمليات تجريف الاراضي والحرائق، مما ادى إلى انخفاض إنتاج الفاكهة في المحافظة. وتم حساب نسبة تغير العناصر المناخية للمدة المستقبلية من(2030-2050)،حسب الانموذج الياباني(MIROC5) لمحطتي(الخالص وخانقين)، على وفق سيناريو تغير المناخ المرتفع(8.5RCP )، تقلب درجة الحرارة في فصل الشتاء أعلى بكثير من تقلبها في فصل الصيف وان ارتفاع درجات الحرارة (الصغرى والعظمى) يسير نحو الارتفاع والاتجاه العام لدرجات الحرارة المستقبلية يتفق مع الاتجاه العالمي والاقليمي مع اختلاف المقدار التغير نتيجة لزيادة انبعاثات الغازات الدفيئة، وكانت اعلى نسبة متوقعة لدرجة الحرارة الصغرى بلغت(38.3%) في محطة (الخالص)، واعلى نسبة متوقعة لدرجة الحرارة العظمى بلغت(18.4%) في محطة(الخالص)، أما التبخر المستقبلي يتجه للارتفاع في محطتي(الخالص وخانقين) واعلى نسبة متوقعة بلغت (7.9%) في محطة(الخالص)، لارتفاع درجات الحرارة وانخفاض الرطوبة النسبية. وتبين أنّ هطول الأمطار يتجه إلى الانخفاض في محطتي(الخالص وخانقين) يتماشى مع انخفاض هطول الأمطار العالمي والاقليمي القرن الحادي والعشرين، وادنى انخفاض بلغت نسبته (100-%) في محطة(الخالص)، بسبب تناقص عدد المنخفضات الجوية المؤثرة على هذا الاقليم وتغير مساراتها الى الشمال لارتفاع درجات الحرارة.