You are currently viewing رسالة ماجستير سجى عبد الكريم / بعنوان: كُتب الضّرائرِ الشعريّة في الرّؤية النقديّة العربيّة:

رسالة ماجستير سجى عبد الكريم / بعنوان: كُتب الضّرائرِ الشعريّة في الرّؤية النقديّة العربيّة:

المستخلص

      فإنّ دراسة الضرورة الشعريّة موضوعٌ جديرٌ بالعناية: لارتباطه بالأشعار العربيّة، فضلًا عن ارتباطه بعلم العَروض، وتمثّل الضرورة الشعريّة ظاهرة يلجأ إليها الشاعر، ندعو إلى عناية الباحثين بِها، وبيان جمالية توظيفها في الأبيات الشعريّة، فضلًا عن ذكر الرؤى النقدية للقدماء والمحدثين في كتب الضرائر الشعرية، وكيف تمّ تقسيمها من ناحية الزيادة، والنقص، والإبدال، والتقديم والتأخير، وأنواعها من الحُسن أو القُبح، ومدى تأثيرها في البيت الشعري، مع ذكر الرؤى النقدية لها، مع الشواهد الشعرية التي وردت في هذه الكُتب.

          ومن الصعوبات التي واجهتني في هذه الرسالة، هي صعوبة الحصول على الكتب النقدية الحديثة، التي تناولت الضرورات الشعرية، فضلًا عن حاجتها إلى الخبرة والمعرفة في النحو العربي.

          جاءت الدراسة على تمهيدٍ وثلاثة فُصول، شُفِعتْ بخاتمةٍ، سَطّرتُ فيها أهم النتائج.

          إذ جاء التمهيد في اتّجاه تأصيل مفهوم الضرورات في الدراسات النقدية، وذِكر الرؤى النقدية للعلماء من القُدماء والمُحدثين في تأصيل مفهوم الضرورة الشعريّة، وكيف تمّ تناولها بوصفها ظاهرة، وُجِدت في الأشعار العربيّة، فضلًا عن اختلاف اللهجات العربيّة وتأثيرها في الضرورة الشعريّة.

ب

          وجاء الفصل الأول للحديث عن الضرائر الشعرية والظواهر الأسلوبيّة في الرؤى النقدية، قسّمت فيه الفصل على مبحثين، تناولت في المبحث الأول (المستوى الصوتي)، والذي تضمّن الظواهر التي وظّف فيها الشاعر الضرورة الشعرية، وتأثيرها من الناحية الصوتية على الشاهد الشعريّ، وأمّا المبحث الثاني فقد تضمّن (المستوى التركيبيّ)، وتناولت فيه الظواهر التي وظّف فيها الشاعر الضرورة الشعريّة، ومدى تأثيرها في البيت الشعريّ من ناحية التقديم أو التأخير، أو الإبدال، وغيرها من الظواهر، مع ذكر رؤى العلماء والنقّاد لها.

          وكان الفصل الثاني في التوجّهات الإيقاعيّة للضرورة الشعريّة، قسّمت فيه الفصلَ على مبحثين، الأول تضمّن (تنوّع القوافي ودوره في الضرائر الشعريّة)، مع ذكر آراء العلماء، فضلًا عن الرؤى النقدية فيه، وبيان الأسباب التي دفعت الشاعر إلى اللجوء إلى توظيف هذه الضرورة في قافية البيت، ومدى تأثيرها على إيقاع البيت الشعري، وأمّا المبحث الثاني فتضمّن (التغيرات في الضرب وعلاقتها بالضرورة الشعرية)، تضمّن الزحافات والعلل، وما تُحدثه من تغيّرات إيقاعيّة في الضرورة الشعريّة، التي لجأ إليها الشاعر لغرض الانسجام الإيقاعي، فضلًا عن ذكر آراء العلماء، والرؤى النقدية فيها.

          ولأنّ البُعد الجمالي حاضر، فكان الثالث في الجانب الجمالي للضرورات، يتضمّن مبحثين، الأول تضمّن الحسن والقبيح في الضرورة الشعرية، والآراء التي تمّ ذكرها في كُتب الضرائر الشعرية، والظواهر التي وظّفها العلماء ضمن الحسن أو القبيح، والشواهد الشعرية، مع بيان أسباب حُسنها أو قُبحها، أمّا المبحث الثاني فقد تضمّن التوظيف الانزياحي في الضرائر الشعرية، وكيف قام الشاعر بتوظيف هذا الانزياح في تركيب البيت، من ناحية زيادة، أو حذف، أو إبدال، لغرض إضافة جمالية، من ناحية اكتمال المعنى المُراد إيصاله للمتلقّي، فضلًا عن انسجام الإيقاع.

          ثمّ تأتي الخاتمة، التي ذكرتُ فيها أهمّ النتائج التي أسفرت عنها الدراسة، في كتب الضرائر الشعريّة في الرؤية النقدية العربية، يتعبها سرد لأهم المصادر والمراجع التي كان من أهمّها كتاب (ما يحتمل الشعر من الضرورة) للسيرافي، وكتاب (ما يجوز للشاعر من الضرورة)، للقزّاز القيرواني، وكتاب (الشرح المفصّل) لابن يعيش، وكتاب (ضرائر الشعر) لابن عصفور، وكتاب (الضرائر وما يسوغ للشاعر دون الناثر) للآلوسي، أمّا الكتب النقدية الحديثة، فمنها (في الضرورات الشعرية)، لخليل بنيان، وكتاب (الضرورة الشعرية دراسة أسلوبيّة) للسيد إبراهيم محمد، وكتاب (العروض والقوافي والضرائر الشعرية)، لمرزة الأسدي، وكتاب (الضرورة الشعرية دراسة لغويّة نقدية)، لمحمد عبد الوهاب العدواني، وكتاب (جماليات الانزياح في الضرورة الشعرية)، لأحمد عبد الكاظم هون، وكتاب (المستوى الصوتي في الضرورة الشعرية دراسة وصفية تحليلية)، لأحمد سالم، وغيرها من المصادر والمراجع.

          ومن الدراسات السابقة التي تناولت الضرورة الشعرية، دراسة د. علي عبد الله، الموسومة بـ (الضرورة الشعرية بين السيرافي والقيرواني دراسة موازنة)، ودراسة د. سامي عوض، الموسومة بـ (مفهوم الضرورة الشعرية عند أهم علماء العربية حتّى نهاية القرن الرابع الهجري)، ودراسة د. رضوان جنيدي الموسومة بـ (مصطلح الضرورة الشعرية بين الدرس النحوي والدرس النقدي، دراسة أسلوبيّة صوتية).  

          وقد عمدت دراستي إلى منهج وصفي (نقد النقد)، في كتب الضرائر الشعرية، عمدت فيها إلى الانتقائية لأبيات بعينها، بغية التوصل إلى الكشف عن أسباب وتوظيف الضرورة الشعرية، ومدى تأثيرها في البيت الشعري، فضلًا عن التغيرات المصاحبة لها في تفعيلات البحور التي نظم عليها الشاعر الشاهد الشعري.

اترك تعليقاً