المستخلص
فالقرآن الكريم هو كتاب الله المعجز الذي نزلهُ على النبي الأمين، ليكون رسالة للعالمين، وهو تاج الأمة العربية، ومثله الأعلى، والله تعالى تفضّل على البشر حين جعل كلامهُ المعجز بين أيديهم، والذي تحداهم على أنْ يأتوا بمثلهِ لكنَّهم لم يستطيعوا لما لهُ من نظم خاص معجز في دقة الألفاظ وصياغتها وأساليبه وترتيبها، ممّا دفع العلماء إلى التأليف فيهِ منذ نزوله وإلى الآن، وقد نال القرآن الكريم ما لم ينلهُ أي كتاب آخر من عناية، إذ أفاضوا في دراسته من الجوانب كلها، من نحوه، وإعرابه، وتفسيره، وبلاغته، ودلالته وغيرها من العلوم اللغوية والبلاغية.
وعُنيَ بهِ المفسرون أيضًا عنايةً واضحةً في بيان كل مظاهره وأساليبه، وفي الكشف عن علة اختيار هذهِ الألفاظ، وسبب اختيارها دون غيرها، ومن هنا جاءت فكرة دراستي، وبعد المناقشات مع أساتذتي في لجنة السمنار استقرت الدراسة على عنوان: ((علل الاختيار في تفسير القرآن العظيم لابن فُوْرَك (ت:406ه) )).
ومن أهم الأسباب التي دفعتني إلى اختيار هذا العنوان -مع التنبيه على أنَّ الكتابة في موضوع (علل الاختيار في كتب التفسير)) ليست جديدة؛ لوجود دراسات عدة سبقني فيها باحثون أكاديميون – ولكن جدة موضوعي تظهر في اختيار كتاب من كتب التفسير لم تدرس فيه (علل الاختيار) –حسب اطلاعي-، وهو كتاب “تفسير القرآن العظيم لابن فُوْرَك(ت:406ه)“، فوقع الاختيار على هذا الكتاب ليكون موضوعًا لدراستي للماجستير، وهو كتاب في تفسير القرآن يعد مختصرًا قياسًا إلى كتب التفسير الأخرى التي عرفت بسعةِ المادة العلمية وتشعبها.
وعلى الرغم من الاختصار في المادة اللغوية التي وجدتها في كتاب ابن فُوْرَك إلَّا أنَّني استطعتُ الوقوف على المواطن التي علل فيها ابن فُوْرَك اختيار بعض الألفاظ القرآنية دون بعض، فضلًا عن الأساليب، فجاءت الدراسة في ما استحصلتهُ من مادة نتيجة الاستقراء في تمهيد، وثلاثة فصول على النحو الآتي:
أولًا: التمهيد: جاء بعنوان “علل الاختيار، وكتاب تفسير القرآن العظيم لابن فُوْرَك (ت:406ه)”، وقد قسمتهُ على ثلاثةِ أقسام: تناولت في الأول: تعريفًا مختصرًا بالعلة وتعريفًا بالاختيار، وتناولت في القسم الثاني: التعريف بالمؤلف بالاعتماد على كتب التراجم، ومحقق التفسير، والدراسات الحديثة التي تناولت ابن فُوْرَك؛ إذ أذكر منها رسالة ماجستير بعنوان: (تعدد الأوجه الإعرابية في تفسير القرآن العظيم لابن فُوْرَك (ت:406ه) للباحث: حسن علي حميد، كلية التربية- جامعة سامراء، 2024)، والقسم الثالث: كان بعنوان: (علل الاختيار في تفسير القرآن العظيم لابن فُوْرَك)، قدمتُ فيهِ وصفًا للعلل في تفسير ابن فُوْرَك.
أمَّا الفصل الأول: فقد جاء بعنوان (علل الاختيار في المستوى الصرفي)، وقسمتهُ على ثلاثة مباحث تناولت في المبحث الأول: علل الاختيار في المصادر والمشتقات، وفي المبحث الثاني: علل الاختيار في الإفراد والتثنية، والجمع، وفي المبحث الثالث: علل الاختيار في التذكير والتأنيث.
والفصل الثاني: كان عنوانه (علل الاختيار في المستوى النحوي)، وقسمتهُ على ثلاثة مباحث تناولت في المبحث الأول: علل الاختيار في الأسماء، وفي المبحث الثاني: علل الاختيار في الأفعال، وفي المبحث الثالث: علل الاختيار في الحروف.
أمَّا الفصل الثالث: فقد جاء بعنوان: (علل الاختيار في الأساليب)، وتوزع على ثلاثة مباحث أيضًا تناولت في المبحث الأول: علل الاختيار في أسلوب الحذف، وفي المبحث الثاني: علل الاختيار في أسلوب التكرار.
وختمت الدراسة بخاتمةٍ لخصت أهم نتائجهِ وأبرزها.
والمنهج الذي اعتمدتهُ في دراستي كان يتراوح بين الوصف والتحليل قدر الإمكان، وملاحقة الآراء، والأقوال في كتب التفسير واللغة السابقة على تفسير ابن فُوْرَك واللاحقةُ بهِ.
وقد استعنتُ بجملة من المصادر والمراجع التي أعانتني في إتمام بحثي بما رفدتني بهِ من مادة علمية، وكانت على قسمين الأول: عدد من المؤلفات القديمة مثل (الكتاب) لسيبويه (ت:180ه)، و(معاني القرآن) للفراء (ت:207ه)، و(الأصول في النحو) ابن السراج (ت:316ه)، و(إعراب القرآن) النحاس (ت:338ه).
أمَّا المؤلفات الحديثة قد كان أبرزها الدراسات التي سبقتني إلى دراسة علل الاختيار وأذكر منها على سبيل المثال: (علل الاختيار في تفسير القرطبي) للباحثة بروين فتاح عباس، الجامعة المستنصرية، وعلل الاختيار في تفسير أبي السعود، للباحث توفيق هلال أحمد ناصر الجبوري، كلية التربية- جامعة ديالى، و(علل الاختيار في تفسير التحرير والتنوير لمعد الطاهر بن عاشور (ت:1393ه))، للباحثة صبيحة حسن طعيس الزوبعي كلية التربية للبنات، جامعة بغداد، وغيرها من الدراسات المشابهة.
فضلًا عن الدراسات الحديثة التي سبقتني في دراسة التفسير وهي: أطروحة دكتوراه بعنوان: “التوجيهُ اللُغويُّ في تفسير ابن فُوْرَك (ت:406ه)”، للباحث باقر عبد الحسن، كلية التربية، الجامعة المستنصرية، 1440ه.
حيثُ تناولت هذهِ الأطروحة التَّوجيهُ اللغويُّ للموضوعات في المستوى الصرفي، والصوتي، والنحوي، والدلالي.
والدراسة الثانية رسالة ماجستير بعنوان: “البحث الدلالي في تفسير القرآن العظيم لابن فُوْرَك (ت:406ه)، للباحثة: زينب عبد الصاحب مسلم، كلية التربية للعلوم الإنسانية، جامعة واسط، 1443ه-2022م.
