المستخلص
أولاً/ نطاق البحث:
تُعدُّ الأحزاب السياسية من حيث القوة أو الضعف مؤشرًا على حالة النظام السياسي ودرجة تطوره في أي دولةٍ، فالأحزاب تؤدي دورًا هامًا في تدعيم الممارسة الديمقراطية بوصفها حلقة الوصل بين الحكّام والمحكومين، بما يسمحُ بتنشيط الحياة الحزبية، وتعميق المشاركة السياسية للمواطنين، وللأحزاب السياسية جذور عميقة في تاريخ مصر الحديث، اذ نشأت وتطورت بتطور مفهوم الدولة ذاته، وظهرت البدايات الأولى للحياة الحزبية المصرية مع نهاية القرن التاسع عشر، ثم برزت وتبلورت بعد ذلك خلال القرن العشرين، والعقد الأول من القرن الحالي انعكاسًا للتفاعلات والأوضاع السياسية، والاجتماعية، والاقتصادية، والثقافية السائدة، ومرّت نشأة الأحزاب السياسية، وتطورها في الخبرة المصرية عبر مراحل متمايزة منها مراحل كانت فيها الأحزاب السياسية مؤثرة وفاعلة في المشهد السياسي المصري وأخرى أُلغيت فيها النشاط الحزبي من الأساس إلى أنّ تنفس الشعب المصري نسيم الحرية عُقبَ انتفاضتهِ ضد الاستبداد والحكم السلطوي.
احتلتَ دراسة الحزب الوطني الديمقراطي المصري محورًا رئيسًا في التاريخ السياسي، إذ اقترنت الأحداث من خلاله لتعطى السمة الأساسية والرؤى التاريخية والسياسية لمدة حياة ذلك الحزب الحاكم، فالارتباط وثيق بين الحزب الحاكم والقيادة المصرية المتمثلة في “الرئيس السادات والرئيس مبارك”، ويحتم منهج البحث التاريخي على الدراسين والباحثين تتبع خطوات ذلك الحزب وسبر أغوارهِ والنفاذ لأعماقها وملازمتها ورصد مواقفهِ السياسية في مصر، وقياس تلك التحركات لإعطاء الرؤى الصادقةُ التي تعبر وتترجم عن أهدافهُ، وذلك للإلمامِ الدقيق بالأحداث الجارية ومكوناتها وأبعادها والملابسات التي التفت حول دور ذلك الحزبِ من كل جانبِ، ومن ثم تكتمل الصورة وتظهر واضحةً المعالم ويصبح من السهل وضعها في الميزان وإصدار الحكم عليها، وتاريخ مصر الحديث والمعاصر يفيضُ بأثر الحزب الوطني الديمقراطي المصري في الحياة السياسية والنيابية في مصر (1978-2011).
ومن ثم فقد قضت طبيعة هذه الدراسة التركيز على “الحزب الوطني الديمقراطي المصري وأثره في الحياة السياسية والنيابية في مصر (1978-2011)، وذلك للبحث في الجوانبِ التاريخية لتتبع نشأة وتطور تاريخ الأحزاب السياسية في مصر، وكشف النقابِ عن مراحل النشأة التطور التاريخي للحزب الوطني الديمقراطي المصري، ودورهُ في الحياة السياسية في مصر في المدة من (1978 إلى 2011)، ودور ذلك الحزب أيضًا في الحياة النيابية في مصر من عام (1978 إلى 2011).
ثانيًا/ أهمية الدراسة:
وأمّا عن أهمية الدراسة فتُعدُّ تلك الدراسة من الدراسات الأولى من حيث حداثتها وأصالتها وندرة الأبحاث، والمؤلفات، والدراسات العلمية المنشورة حول موضوعها، فالدراسة تُعدُّ مبحثًا جديدًا على المستوي الأكاديمي والتاريخي، سواء من حيث الطرح، أو التصور، ممّا يحتمُّ على الباحثين إثراء الموضوع بالدراسات والبحوث لما له من أهمية بالغة في علم التاريخ الحديث، وكذلك إثراء المكتبات العربية بمادةٍ علمية تتناول “الحزب الوطني الديمقراطي المصري وأثره في الحياة السياسية والنيابية في مصر (1978-2011)”، وتعدُّ مدة تولي الرئيس السادات والرئيس مبارك من أهم المراحل في التاريخ المصري الحديث لما تحويه الوثائق فيها من أحداث تاريخية مهمة كان لها الأثر الفاعل حتى وقتنا الحالي، ويُعد ذلك الموضوع غاية في الأهمية السياسية لكونه يعكس صورة النظام السياسي المصري بما يشتمل عليه من تطورات سياسية ونيابية في المدة من (1978-2011)، فضلًا عن المظاهر السياسية المختلفة للحكومات التي توالت على مصر في تلك المدة، وما رافقها من أحداث وتطورات وما انعكس ذلك على الحزب الوطني الديمقراطي يظهر لنا ما خلفه من أثار لفهم معطيات تلك التطورات سواء السياسية والنيابية.
ثالثًا: أسباب اختيار موضوع الدراسة:
برز اختياري لذلك الموضوع لتسلط الضوء عليه من خلال الخوض في تفاصيله لتأثيره في احداث تاريخ مصر السياسية، إن كانت بعض الدراسات والبحوث عالجت أوجه نشاط الحزب الوطني ومواقفه السياسية من زوايا أخرى تختلف عن تلك الزاوية المتمثلة في دراستي التاريخية الحالية، وجاءت تلك المحاولة في إطار التوثيق لمرحلة من أهم مراحل تاريخ مصر، إذ استمر تواجد الحزب الوطني الديمقراطي المصري متصدرًا المشهد السياسي زهاء أكثر من ثلاثة عقود متتالية بدأت أثناء مدة الرئيس “محمـد أنور السادات، وامتدت إلى مدة تولي الرئيس محمـد حسني مبارك حتى تاريخ تنحيه عن الحكم في يناير (2011)، وذلك في محاولة لمعرفة الخلفيات التي تؤكد حقائق الأحداث التاريخية والسياسية عبر مختلف الدراسات والروايات والأحداث التي تناولت الموضوع وكشفها للأجيال القادمة، فضلًا عن الأهمية التاريخية والسياسية للموضوع والتي ميزت أثر الحزب الوطني في الحياة السياسية والنيابية في مصر والوقوف على الحقائق التاريخية المتعلقة بالمواقفِ التي انتهجها داخل النظام السياسي المصري.
رابعًا: أهداف الدراسة:
سعت هذه الدراسة لتحقيقِ أهدافها من خلال الهدف الرئيس وهو دراسة تاريخيةً “الحزب الوطني الديمقراطي المصري وأثره في الحياة السياسية والنيابية في مصر (1978-2011)”، وسيتم تحقيق ذلك الهدف من خلال أهداف عّدة منها معرفة الخلفيات التي تؤكد حقائق الأحداث التاريخية عبر الدراسات والروايات والأحداث التي تناولت ذلك الموضوع وكشفها للأجيال القادمة حول ذلك الحزب وأثره ومواقفه من القضايا السياسية في مصر، وتتبع نشأة وتطور تاريخ الأحزاب السياسية في مصر، وكشف النقاب عن مراحل نشأة التطور التاريخي للحزب الوطني الديمقراطي المصري، ودوره في الحياة السياسية والنيابية في مصر، الوقوف على الحقائق التاريخية ذات الصلة بـ”الحزب الوطني الديمقراطي المصري وأثره في الحياة السياسية والنيابية في مصر (1978-2011)”.
خامسًا/ منهج الدراسة:
اتبعت تلك الدراسة منهجًا علميًا أمثل يقوم على الأسس العلمية، واتخذت الدراسة المنهج التاريخي الوصفي لتحديد الأحداث حسب المدة الزمنية، والمنهج التاريخي التحليلي الذي يعمل على تحليل الوقائع والحقائق التاريخية بعيدًا عن التأويل الشخصي لمجريات الأحداث.
