You are currently viewing رسالة ماجستير اية محمد / بعنوان: سياسة الولايات المتحدة الأميركية اتجاه سنغافورة (1969-1981م)

رسالة ماجستير اية محمد / بعنوان: سياسة الولايات المتحدة الأميركية اتجاه سنغافورة (1969-1981م)

المستخلص

اكتسبت سياسة الولايات المتحدة الأميركية اتجاه دول جنوب شرق اسيا أهمية كبيرة، لاسيما دولة سنغافورة، إذ شملت السياسة الأميركية اتجاه سنغافورة مختلف الاصعدة منها السياسية والاقتصادية والعسكرية، وجاءت تلك السياسة في ظل تطورات الحرب الباردة، والازمات الدولية التي كانت على اشدها، لاسيما ان تلك الاحداث ألقت بظلالها على علاقات الدولتين، إذ كانت الولايات المتحدة الأميركية منخرطة في حرب فيتنام، وعلى الرغم من تبني سنغافورة سياسة الحياد الاّ أنّها ارتعبت من التوسع الشيوعي في دول جنوب شرق اسيا، ولاسيما بعد الهزيمة المدوية للولايات المتحدة الأميركية في فيتنام عام 1975، تلاها الغزو الفيتنامي لكمبوديا عام 1978، وهنا تكمن اهمية الموضوع، عندما عالجت الباحثة السياسة الخارجية الأميركية اتجاه سنغافورة، ومحاولة تجنب المنافسة بين الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد السوفيتي في آسيا من خلال الصراعات المسلحة بالوكالات، والافادة من تلك المنافسات لصالحها على المستوى السياسي والاقتصادي والعسكري، في حين سعت الولايات المتحدة الاستفادة من موقع سنغافورة الاستراتيجي في جنوب شرق اسيا بوصفها حلقة وصل مهمة بين الصين والهند، واستغلال التخوف السنغافوري من التوسع الشيوعي.

جاءت الدراسة لتغطي المدة (1969-1981)، إذ حدد العام ١٩٦٩ بداية أدارة الرئيس الأميركي ريتشارد نيكسون، التي ركزت بالأساس على التحول من التدخل العسكري المباشر لمساندة حلفاء الولايات المتحدة الأميركية، واستبداله بدعم اقتصادي وعسكري، وتصاعد ذروة الحرب الباردة والصراع بين المعسكرين الرأسمالي والاشتراكي في المنطقة وانتشار الشيوعية التي تغلغلت في دول جنوب شرق أسيا مهددة بذلك أمن واستقرار الدول غير المنحازة لأي طرف مثل سنغافورة، التي كانت بأمس الحاجة الى دولة قوية قادرة على دعمها ومساندتها، وحدد عام  ١٩٨١ نهاية الدراسة، وهو العام الذي انتهت فيه رئاسة الرئيس الاميركي جيمي كارتر، وتركيز سياستهُ الخارجية على قضايا حقوق الأنسان مما أثار بذلك مخاوف دول جنوب شرق أسيا غير الشيوعية.

اعتمدت الدراسة على التسلسل الزمني في فصولها، استعملت الباحثة وحدة الموضوع في مباحثها، لتكون عملية عرض المعلومات أكثر دقة، وعدم تداخل الاحداث.

هدف موضوع الدراسة الى بيان أهمية السياسة الخارجية الأميركية اتجاه سنغافورة، من خلال الاجابة على عدد من التساؤلات منها،  أسئلة تحليلية:

  • كيف أثرت المصالح الاقتصادية لسنغافورة في علاقاتها بالولايات المتحدة الأميركية خلال مدة الدراسة؟
  • ما مدى تأثير التهديد الشيوعي في جنوب شرق أسيا في سياسة الولايات المتحدة الأميركية اتجاه سنغافورة؟
  • ما التغيرات التي شهدتها السياسة الأميركية اتجاه سنغافورة خلال المدة 1969-1981؟.
  • هل شجعت الولايات المتحدة الأميركية توجه سنغافورة بالانتقال الى الدولار بدل من الجنيه الإسترليني؟
  • ما موقف السياسة الأميركية من حياد سنغافورة في الحرب الباردة؟.
  • ما التحديات التي واجهت سنغافورة في التعامل مع التوازن بين الدول العظمى خلال حكم الرؤساء الأميركيين ريتشارد نيكسون وجيرالد فورد وجيمي كارتر ؟
  • كيف استطاع بلد صغير ومستقل حديثاً من اتخاذ موقف الحياد من الحرب الباردة؟.
  • ما موقف سنغافورة من الهزيمة العسكرية للولايات المتحدة الأميركية في فيتنام؟. وما موقفها من الغزو الفيتنامي لكمبوديا؟.
  • كيف تأثرت السياسة الأميركية اتجاه سنغافورة خلال وبعد انتهاء حرب فيتنام؟.
  • ما مجالات التعاون الأميركي السنغافوري؟ وما ابرز الاتفاقيات التجارية والعسكرية والسياسية؟
  • كيف تمكن السياسيون السنغافوريون من استغلال الصراع الرأسمالي الشيوعي في تطوير بلادهم على المستوى الاقتصادي والعسكري؟.

أسئلة نقدية:

  • هل كان دعم الولايات المتحدة الأميركية لسنغافورة قائماً على المصالح المتبادلة أم أنهُ كان يخدم الاستراتيجية الأميركية فقط؟
  • الى أي مدى كان الموقف الأميركي تجاه الصراع في جنوب شرق أسيا متوازناً بين التدخل وعدم التصعيد؟
  • هل كان اعتماد سنغافورة على الدعم الأميركي عنصر قوة أم نقطة ضعف في سياستها الخارجية؟
  • هل ادى الغزو الفيتنامي لكمبوديا الى التقارب الأميركي السنغافوري؟.

شملت الدراسة مقدمة وتمهيد وثلاثة فصول وخاتمة، جاء التمهيد بعنوان (سياسة الولايات المتحدة الأميركية اتجاه سنغافورة حتى عام ١٩٦٩)،وتضمن ثلاثة عناوين فرعية هي: أولاً-تطور السياسة الأميركية اتجاه سنغافورة ١٨١٩-١٩٦٨، ثانياً-تطور القوات المسلحة السنغافورية ١٩٢٧-١٩٦٩،ثالثاً-سياسة الولايات المتحدة الأميركية من التنمية الاقتصادية في سنغافورة١٩٥٩-١٩٦٩، لكن التعاون بين الولايات المتحدة الأميركية وسنغافورة بدأ يقوى بعد أن أعلن عن الانسحاب البريطاني من سنغافورة في تموز عام ١٩٦٧، وكان ذلك حافزاً لتوثيق العلاقات الأميركية السنغافورية.

جاء الفصل الاول بعنوان (سياسة الإدارة الأميركية خلال حكم الرئيس ريتشارد نيكسون اتجاه سنغافورة ١٩٦٩-١٩٧٤)، تضمن زيارات المسؤولين السنغافوريون الى واشنطن، ولاسيما زيارة رئيس الوزراء السنغافوري لي كوان يو خلال الاعوام 1969و 1970 و1973، والدور الحيادي الذي لعبته سنغافورة في رابطة الاسيان، كما تطرق الى سياسة الولايات المتحدة الأميركية من التقارب السنغافوري-الصيني عام 1972، والمساعدات التي قدمتها ادارة الرئيس ريتشارد نيكسون لسنغافورة على الصعيد العسكري والاقتصادي، كما بين موقف الولايات المتحدة الأميركية من انعقاد مؤتمر الكومنولث في سنغافورة.

     ركز الفصل الثاني على(سياسة الولايات المتحدة الأميركية اتجاه سنغافورة خلال ادارة الرئيس الاميركي جيرالد فورد 1974-1977)، إذ تناول التوجهات السياسية الأميركية اتجاه سنغافورة ١٩٧٤-١٩٧٧، والموقف الأميركي من وصول الاسطول السوفيتي الى سنغافورة عام ١٩٧٥، وتطرق الى مقررات اجتماع رؤساء رابطة الأسيان في إندونيسيا عام ١٩٧٦، وعرض الدور الأميركي في دعم وتطوير الاقتصاد السنغافوري، والقوات البرية والجوية والبحرية خلال الاعوام ١٩٧٤-١٩٧٧.    كرس الفصل الثالث الى (سياسةالولايات المتحدة الأميركية اتجاه سنغافورة خلال أدارة الرئيس جيمي كارتر للمدة١٩٧٧-١٩٨١)، الذي كشف عن المخاوف السنغافورية من أدارة الرئيس كارتر، بسبب تركيزها على برامج حقوق الانسان واهمالها للجانب العسكري في منطقة جنوب شرق اسيا، إذ عبر المسؤولون السنغافوريون عن تلك المخاوف من خلال الزيارات والرسائل المتبادلة، كما أوضح الموقف الأميركي-السنغافوري من الغزو الفيتنامي لكمبوديا عام ١٩٧٨، وجهود أدارة الرئيس كارتر في تطوير القوات العسكرية السنغافورية ١٩٧٧-١٩٨١، والدور الاميركي في تطوير قطاع الصناعة والزراعة السنغافورية، كما تناول اتفاقية النقل الجوي لعام 1978، والاستثمارات الأميركية في سنغافورة ١٩٧٨-١٩٨١.

اترك تعليقاً