You are currently viewing رسالة ماجستير / خنساء فهمي / بعنوان: ديــوان المواريــث الحَشْريـَّــة في العصر المملوكي (648_923 ه/1250_1517 م)

رسالة ماجستير / خنساء فهمي / بعنوان: ديــوان المواريــث الحَشْريـَّــة في العصر المملوكي (648_923 ه/1250_1517 م)

المستخلص

أن الدارس للتاريخ الإسلامي بجميع حقبه من عصر النبوة إلى سقوط الخلافة العباسية سنة 656ه/ 1258م وما جرى فيها من أحداث تشدّ القارئ إليها ليطلع على ما حدث من أحداث تاريخية في هذه الحقب، ومن هذا المنطلق كان اهتمامي كباحثة في التاريخ الإسلامي أن أدرس وأبحث في دولة المماليك (٦٤٨_٩٢٣ه/١٢٥٠_1517م)، ولا سيما في الجوانب الاقتصادية مما شدّني إلى دراسة ديوان المواريث الحشرية في هذه الدولة تحت عنوان: (ديوان المواريث الحشرية في العصر المملوكي (٦٤٨_٩٢٣ه /١٢٥٠_1517 م)، والذي طرحهُ عَليَّ مشرقي الدكتور الفاضل (عبد الخالق خميس علي)، وكان لهذا الموضوع الأهمية البالغة في مختلف الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية والإدارية، وتبين من ذلك أن للدولة المملوكية العديد من الموارد ومنها المواريث الحشرية.

ويعد العصر المملوكي من أكثر العصور الإسلامية ثراءً من الناحية الإدارية والتنظيمية، إذ شهد تطوراً ملحوظاً في مؤسسات الدولة ومرافقها، ومنها الدواوين التي مثلت العمود الفقري للنظام الإداري، ومن بين هذه الدواوين برز ديوان المواريث كإحدى المؤسسات الحيوية التي عنيت بتنظيم شؤون التركات وتوزيع الإرث وفقاً لأحكام الشريعة الإسلامية، وهو ما يعكس حرص الدولة المملوكية على إرساء العدالة وضبط الحقوق المالية للأفراد بعد وفاتهم، وتكتسب دراسة ديوان المواريث الحشرية أهمية خاصة، إذ تسلط الضوء على فئه اجتماعية فريدة، وعلى آليات التعامل مع تركتها ضمن جهاز إداري منظم.

 وتهدف هذه الدراسة إلى الكشف عن النشأة التاريخية لهذا الديوان، وبيان دوره الإداري والمالي، وتوضيح مدى تأثيره على خزينة الدولة، إلى جانب ربطه بالجانب الاجتماعي في تلك المدة، كما تهدف الدراسية إلى سد ثغرة بحثية في حقل الدراسات، الإدارية والمالية في العصر المملوكي وتقديم إضافة علمية جديدة في هذا المجال.

لم تخل هذه الدراسة من بعض الصعوبات منها قلة إيراد المصادر للمعلومات، فالمعلومات المتعلقة بديوان المواريث متفرقة في كتب الفقه والتاريخ أو دواوين الحسبة والقضاء، ولا توجد مؤلفات مستقلة وشاملة تناولت هذا الموضوع بشكل خاص، مما جعل جمع المادة العلمية عملية شاقة تتطلب الغوص في مصادر متفرقة ومتنوعة، ومن الصعوبات الأخرى هي غموض العنوان إذ أن مصطلح “المواريث الحشرية” يعد غير مألوفاً أو يحتاج إلى توضيح لغوي وشرعي، مما يتطلب من الباحث تحديد المقصود بدقة لتجنب اللبس العلمي أو اللغوي، إذ إن هذا الاصطلاح لم يكن مستخدماً حرفياً في المصادر القديمة، بل يظهر تحت سميات أخرى مثل “ميراث بيت المال” أو “ميراث من لا وارث له”، مما يتطلب اجتهاداً ووقتاً أكثر في تشح المصطلحات وفهم السياقات التي وردت فيها، فضلاً عن ذلك فإن دراســـــة الموضـــــوع فـــي سياقـــــه الزمني _العصر المملوكي_ تلزم الباحث بالإلمام بالأنظمة الإدارية والمالية والقضائية لذلك العصر ومعرفة كيفية إدارة المواريث والأموال العامة، ودور القضاء وبيت المال في ذلك، مما يتطلب بحثاً في الجوانب التاريخية إلى جانب الجوانب الفقهية، كما أن الجانب العلمي أو التطبيقي للموضوع _كيفية توزيع تلك المواريث والإجراءات المتبعة وتوثيقها_ نادراً ما يذكر مفصلاً في المصادر، مما يترك فراغاً معرفياً حاولت كباحثة سدَّها من خلال الاجتهاد والتحليل والاستنباط من شواهد متناثرة.

واعتمدت هذه الدراسة على منهج تتبع الروايات والنصوص التاريخية المتعلقة بديوان المواريث الحشرية، وتحليل ما ورد في المصادر الأصيلة من إشارات إلى هذه المؤسسة، واستنباط النتائج من خلال قراءة السياقات التاريخية في ضوء الواقع الإداري والمالي للدولة المملوكية، وقد تم جمع الروايات التي تناولت أو أشارت إلى إدارة أموال المتوفين بلا وارث، وتحليل دور هذا الديوان في ضبط تلك الأموال وتحويلها إلى بيت المال وربطها بالوضع الاجتماعي والاقتصادي في تلك الحقبة وذلك للخلوص إلى فهم شامل لوظيفة هذه المؤسسة وأهميتها في البناء الإداري للدولة، وكذلك الكشف عن الأبعاد القانونية والاجتماعية التي كانت تنظم العلاقة بين الفرد والدولة في حال غياب الورثة.

كان هناك تباين في أحجام مباحث هذه الدراسة تبعاً لطبيعة الموضوعات المتناولة، إذ اقتضت بعض الروايات إيجازاً في الطرح؛ لقلة ما توفر فيها من معطيات، في حين استوجب روايات أخرى إسهاباً وتفصيلاً لما تزخر به من مادة علمية وثيقة الصلة بالبحث.

وعلى الرغم من تشابه عناوين بعض الدراسات السابقة مع عنوان هذه الدراسة، إلا أنها تباينت عنها من حيث الأسباب التي تناولتها، فضلاً إلى اختلاف السياقين الزمني والمكاني، ومن أمثله تلك الدراسات على سبيل المثال لا الحصر ما يلي:

  1. مروان سالم نوري، دراسة بعنوان: (نظم الحكم والإدارة في مصر في العصر المملوكي)، أطروحة دكتوراه، مقدمة إلى جامعة تكريت/ كلية التربية للعلوم الإنسانية، 1435ه/2014م،دراسة تناولت النظم الإدارية والسياسية والعسكرية للعصر المملوكي.
  2. إسماعيل الشريبني البيومي، بحث منشور بعنوان: (المواريث الحشرية في عصر سلاطين المماليك)، جامعة المنصورة/ مجلة كلية الآداب، 2019م، وتناول هذا البحث نظاماً مالياً وإدارياً فريداً في الدولة المملوكية، إذ كانت الدولة تتولى إدارة تركات المتوفين الذين لا ورثة لهم، وتعرف هذه الشركات بـ”المواريث الحشرية”.

اقتضت طبيعة الدراسة أن تقسم إلى مقدمة، وثلاث فصول، تليها أبرز الاستنتاجات التي توصلتُ إليها، ثم ملحق، وقائمة بالمصادر والمراجع المعتمدة، وأخيراً ملخص للدراسة باللغة الإنجليزية.

تناول الفصل الأول الذي جاء بعنوان (المماليك أصولهم وقيام دولتهم) شمل ثلاث مباحث، المبحث الأول: المماليك أصولهم، وسميتهم، والمبحث الثاني: الأحوال السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعلمية، وتطرق المبحث الثالث: النظم الإدارية والدواوين في العصر المملوكي.

والفصل الثاني الذي جاء بعنوان (ديوان المواريث الحشرية تعريفه وتاريخه) وشمل 3 مباحث، تناول المبحث الأول: المواريث الحشرية مفهومها وتاريخها قبل عصر السلاطين المماليك، وتطرق المبحث الثاني: للمواريث الحشرية في العصر المملوكي، بينما تحدث المبحث الثالث عن نظار ديوان المواريث الحشرية.

الفصل الثالث كان بعنوان: (علاقة ديوان المواريث الحشرية بالدواوين الأخرى ومهامه والمشكلات التي واجهته)، وشمل ثلاث مباحث، تطرق المبحث الأول: لعلاقة الديوان بالدواوين الأخرى، أما المبحث الثاني فتحدث عن مهام الديوان وآثاره، بينما تناول المبحث الثالث المشكلات التي واجهها الديوان.

اترك تعليقاً