المستخلص
أما بعد فحين كنت أقرأ في طيات الكتب وأتأمل بحروفها أحمد الله على أن جعلني من طلبة العلمِ وأهله وأعانني على إتمام الدراسة الموسومة ب( تداول السلطة في بلاد الأندلس وآثاره العامة 484-897ه / 1091-1492م )، إذ لاقت هذه الدراسة قبولاً لدى اللجنة العلمية في قسم التاريخ في جامعة ديالى وهناك عدة أسباب جعلت الباحث يختارها، إذ أنّ هذه الموضوع لم يتم دراسته في الجامعات العربية والعراقية التي اطلعت عليها على الرغم من أهميتها والآثار التي تنتج من تداول السلطة والسبب الثاني بيان طرق وأساليب انتقال السلطة بين الحكام في دولة المرابطين والموحدين أو مملكة غرناطة وبيان الآثار السياسية والاجتماعية والاقتصادية والعمرانية والعلمية التي ترتبت على ذلك، ومما دفعني أيضاً لدراسة الموضوع رغبتي في الاطلاع على تاريخ الأندلس الذي أخفي الكثير من جوانبه وقلة الدراسات فيه، وايضاح اوجه الشبه والاختلاف لتداول السلطة وآثارها بين العصور الثلاثة الأخيرة ، كما تهدف الدراسة إلى بيان التطور الذي طرأ على الأنظمة السياسية منذ تأسيسها حتى اضمحلالها .
وهناك دراسات مشابه لها في عصور واماكن مختلفة منها الصراع على السلطة خلال عصر الولاة ( 95 – 138 ه / 715 – 756م ) في جامعة مؤتة في الأردن ، ودراسة بعنوان إمراء بني أمية في الأندلس بين الممارسة والسياسة والحياة العسكرية ( 138 – 300ه / 756- 912م ) ، لمرام عادل القاضي في جامعة الخليل في فلسطين ، ومن الدراسات ايضاً ولاية العهد والصراع على السلطة في عهد الامارة الاموية في الأندلس ( 138 – 300ه / 756 – 912م )، ليوسف احمد بن ياسين في جامعة مؤتة في الاردن؛ وكذلك من الدراسات رسالة ماجستير بعنوان الصراع على السلطة بين ابناء البيت الأموي في الأندلس ( 138 – 422ه) لجاسم الدين الدرويش في كلية الآداب – جامعة ذي قار في العراق ، واطروحة دكتوراه في جامعة البصرة بعنوان فلسفة التنافس السياسي على السلطة في الأندلس 95 – 422ه / 713 – 1030م ) لضياء الأسدي ، واخيراً دراسة بعنوان الاغتيالات السياسية على مملكة غرناطة 635 – 897ه للباحث جمعة فرج محمد .
وقد اشتملت الدراسة على مقدمة استهلها الباحثُ بذكر أهمية الموضوع مع عرضٍ وافٍ لأهم المصادر والمراجع التي أعتمدت عليها الدراسة واسباب اختيار الموضوع ، تلاها تمهيد وأربعة فصول ، ثم خاتمة وثبت بأسماء المصادر والمراجع، وملخص للدراسة باللغة الانكليزية .
تضمن التمهيد عنوان تداول السلطة في الأندلس من الفتح حتى نهاية عصر ملوك الطوائف (92- 484 ه /710- 1091م ) بيّنت فيه تداول السلطة عند وصول المسلمين إلى الأندلس أثناء الفتح الإسلامي وفي عهد الولاة ( 95- 138 ه / 714- 765م )، وعصر الأمارة الأموية ( 138 – 422ه / 755م – 1030م ) وتداول السلطة للخلافة الأموية في الأندلس(316- 422ه / 928 – 1030م ) وكذلك في عصر ملوك الطوائف( 422- 484ه / 1031- 1091م) إذ بينا فيه طرق وأساليب انتقال الحكم أثناء كل عصر وكذلك بيان انتقالها بين العصور، ولم تدخل ضمن موضوع دراستنا إذ سبقنا بدراستها الباحث حسين عبد الجليل في قسم التاريخ في كلية التربية للعلوم الانسانية جامعة ديالى .
أما الفصل الأول الموسوم ب( تداول السلطة في الأندلس في عصر المرابطين وأثارها العامة (484 – 541 ه / 1091 -1146م ) فقد قُسِم على عناوين عدة، شمل القسم الأول طرق وأساليب انتقال الحكم في المغرب منها رئاسة القبيلة والإيمان والعقيدة وطريقة التعيين والتنازل والقسم الثاني توحيد المغرب وبناء عاصمة المرابطين وعند إتمام العاصمة عبر المرابطين إلى الأندلس وبيان الأسباب التي دفعت المرابطين للعبور، كما تناولنا موقف الخلافة العباسية وموقف علماء المشرق من عبور المرابطين وقائدهم يوسف بن تاشفين للأندلس وكذلك طرق واساليب انتقال الحكم لدولة المرابطين في الأندلس التي شملت طريقة الخلع وضم بلاد الأندلس إلى المرابطين وولاية العهد وطريقة النيابة، واخيراً ختم الفصل الأول بِبيان الآثار العامة لتدول السلطة وقد شملت الآثار السياسية والاجتماعية والاقتصادية والعمرانية والدينية والعلمية.
واشتمل الفصلُ الثاني عنوان تداول السلطة في الأندلس في عصر الموحدين وآثارها العامة 541- 668ه / 1146-1269م ، تم تخصيص العنوان الأول عن تداول السلطة بالمغرب من قبل الموحدين وعن مؤسسها محمد بن تومرت ( ت524ه / 1130م ) وعن الطرق التي استخدمها في الحفاظ على سلطانه ضد أعدائه من المرابطين والنصارى وأولى الطرق التي استخدمها هي الثورة ضد المرابطين ومن ثم التعيين إذ عين عبد المؤمن بن علي قبل وفاته وتمكن عبد المؤمن من العبور إلى الأندلس وضمها لبلاده واستخدم ولاية العهد في تولي السلطة للحفاظ على سلطانه وابعاد اتباعه عن الصراعات التي ربما تحدث حول السلطة؛ ولم يلبث اشياخ الموحدين أن خلعوا ولي العهد محمد بن عبد المؤمن لضعفه في إدارة الخلافة لذلك برزت طريقة الاختيار في تولي السلطة إذ يختار الموحدون من هو اصلح للحكم ويبايعونه ومن ثم الحديث عن الانقلاب الذي يعد من الطرق المستخدمة في دولة الموحدين، واخيرا بين الباحث الآثار العامة التي نتجت لتداول السلطة .
