المستخلص
يعد الاعتلال الكلوي السكري من المضاعفات الخطيرة لداء السكري، ويُعرف أيضاً بمرض الكلى السكري. وفقا للتقديرات العلمية ان واحد من كل ثلاثة مصابين بالسكري في الولايات المتحدة يُصاب بهذا النوع من الاعتلال الكلوي. يؤثر الاعتلال الكلوي السكري في قدرة الكليتين على التخلص من الفضلات والسوائل الزائدة من الجسم، ويؤدي مع مرور الوقت إلى تلف تدريجي في نظام التصفية داخل الكلى. وهنا يبرز الدور المهم الذي تلعبه بروتينات الفيبولين-1 بوصفها مكوناً رئيساً في المصفوفة خارج الخلوية، لما لها من دور في إعادة تشكيل الأنسجة، والتليف، والتغيرات الوعائية، ما يجعلها مؤشراً حيوياً مهماً في تقييم الاعتلال الكلوي السكري.
هدفت هذه الدراسة إلى قياس تركيز الفيبولين-1 في دم مرضى السكري من النوع الثاني (ممن لا يعانون من اعتلال كلوي) ومرضى الاعتلال الكلوي السكري، لتحديد مدى التغيرات في هذا المؤشر مقارنةً بالأشخاص الأصحاء. كما هدفت الدراسة إلى تحديد الترابط بين تركيز الفيبولين-1 ومجموعة من المتغيرات الأخرى، مثل سكر الدم الصيامي ، الهيموغلوبين السكري، وظائف الكلى، دهون الدم، والبروتين التفاعلي. فضلا عن ذلك، استهدفت الدراسة استكشاف إمكانية اعتماد الفيبولين-1 بوصفه مؤشراً مبكراً لبداية الاعتلال الكلوي السكري.
شملت الدراسة 120 عينة دم، 50 منها من مرضى يعانون من اعتلال الكلية السكري من النوع 2، تتكون هذه المجموعة من 50 مريضًا، 27 ذكرًا و23 أنثى، تتراوح أعمارهم بين (37-87) عامًا، و30 من مرضى يعانون من داء السكري من النوع 2 دون اعتلال الكلية، وكان من بين 30 مريضًا 13 ذكرًا و17 أنثى، تتراوح أعمارهم بين (40-75) عامًا، و40 فردًا سليمًا يشكلون الدراسة كمجموعة ضابطة تتكون من 14 ذكرًا و26 أنثى، تتراوح أعمارهم بين (39-69) عامًا واستخدمت كمجموعة ضابطة. المعايير المقاسة في الدراسة هي FBS و HbA1c وملف الدهون واختبار وظائف الكلى و CRP ومستويات الفيبولين-1 .
نظرا الى النتائج، تبين وجود فروق معنوية في مستويات الفيبولين-1 بين مجموعات المرضى والمجموعة الضابطة. فقد كانت مستويات الفيبولين-1 أعلى بشكل معنوي في مرضى الاعتلال الكلوي السكري مقارنةً بالأصحاء (p<0.001). كذلك، ارتفعت مستويات الفيبولين-1 لدى مرضى السكري من النوع الثاني مقارنةً بالأصحاء، لكن بدرجة دلالة أقل (p<0.05). كما أظهرت المقارنات أن زيادة مستويات الفيبولين-1 ترافقت مع ارتفاع ملحوظ في مستويات اليوريا والكرياتينين وحمض اليوريك، وهي مؤشرات أساسية لوظائف الكلى (p<0.001) لدى مرضى الاعتلال الكلوي السكري مقارنةً بمرضى النوع الثاني والمجموعة الضابطة. فضلا عن ذلك، لوحظ انخفاض معنوي في معدل الترشيح الكبيبي (GFR) في مجموعة الاعتلال الكلوي السكري (p<0.001)، وهو مؤشر أساسي لقياس مدى تضرر الكلى.
بيّنت النتائج أيضاً أن ارتفاع مستويات السكر والهيموغلوبين السكري كان مرتبطاً بشكل معنوي بارتفاع الفيبولين-1 (p<0.001)، ما يشير إلى علاقة بين هذا البروتين وبين سوء السيطرة على مستوى السكر في الدم. فضلا عن ماذكر من مؤشرات اعلاه، سُجّل ارتفاع معنوي في مستويات الفيبولين-1 لدى المرضى الذين يعانون من ارتفاع في الكوليسترول، والدهون الثلاثية، والـLDL، وال VLDL ـ (p<0.001)، بينما لم تُسجل تغييرات معنوية في مستويات الألبومين وHDLلدى مجموعات مرضى السكري. ولم تُظهر المقارنات بين مستويات الفيبولين-1 حسب مؤشر كتلة الجسم (BMI)، والعمر، والجنس، في مجموعة الاعتلال الكلوي السكري فروقاً معنوية (p>0.05).
أوضحت نتائج الارتباط وجود علاقة طردية معنوية بين الفيبولين-1 وكل من الجلوكوز، HbA1c، اليوريا، الكرياتينين، وحمض اليوريك، في حين ارتبط الفيبولين-1 سلبياً مع معدل الترشيح الكبيبي في مرضى اعتلال الكلية السكري (p<0.05)..كما بينت نتائج التحليل الإحصائي لمنحنى خصائص الأداء التشغيلي للمستقبِل (ROC) للفيبولين-1 في مرضى الاعتلال الكلوي السكري أن المساحة تحت المنحنى (AUC) بلغت 0.848 مع حساسية 70% ونوعية 95% ودلالة إحصائية (p<0.001)، وهذه قيمة تشيرإلى دقة عالية وقدرة فعلية على التمييز بين المصابين وغير المصابين. أما تحليل منحنى ROC في مرضى السكري من النوع الثاني فبلغت فيه AUC قيمة 0.652، مشيرة إلى قدرة تصنيفية متوسطة للاختبار.
خلصت الدراسة إلى أن تغير تركيز الفيبولين-1 لدى مرضى السكري يرتبط بوجود مضاعفات مرضية، لاسيما اضطرابات في وظائف الكلى.
