المستخلص
تتناول هذه الرسالة الموسومة بـ “التَّسَاؤُلَاتُ التَّفسِيريَّةُ الَّتِي أَوْرَدَهَا الإِمَامُ الْمَاتُرِيدِيُّ فِيْ تَفْسِيرهِ مِنْ سُورَةِ العَنكَبُوتِ إِلَى سُورَةِ النَّاسِ – جَمْعاً وَدِرَاسَةً –“تسليط الضوء على جانب مهم من منهج الماتريدي في تفسيره “تأويلات أهل السنة”، والمتمثل في الأسئلة التفسيرية التي طرحها خلال تفسيره لهذه السور، وتهدف الرسالة إلى جمع هذه التساؤلات وتصنيفها، وتحليل أسلوبه في التعامل معها، وبيان صيغها ومقاصدها، ودرجة ارتباطها بالإشكالات العلمية واللغوية والعقدية الواردة في النص القرآني.
وقد إِعتمدت الدراسة ثلاثة مناهج متكاملة، هي: المنهج الاستقصائي في تتبع جميع التساؤلات التي أوردها الإمام الماتريدي في تفسير السور المذكورة، والمنهج التحليلي في دراسة تلك التساؤلات والإجابات التي قدمها عنها من حيث البناء والمضمون والدلالة، والمنهج الوصفي في عرض شخصية الماتريدي، وتعريف تفسيره، وبيان خصائصه المنهجية والأسلوبية.
وقَدْ تَوصّلت الدراسة إلى جملة من النتائج، من أبرزها: أنَّ الإمام الماتريدي إِعتمد التساؤل التفسيري كأداة منهجية تساعد في الكشف عن المعاني، وإزالة الإشكالات، وتعميق الفهم لمراد النص القرآني، كما إِنَّ إِسلوبه إِتَّسم بالنزعة العقلية المتزنة، حيث جمع بين التحليل اللغوي، والاستدلال العقلي، والنقل عن النصوص الشرعية، مع الموازنة الدقيقة بين الرأي والأثر. وأكدت الدراسة أن تساؤلاته لم تكن عشوائية، بل كانت منضبطة بمنهج علمي يُعليّ من قيمة العقل دون أن يغفل عن النص. وفي الختام، توصي الدراسة بأهمية استكمال هذا النهج البحثي، من خلال دراسة تساؤلات الماتريدي في بقية سور القرآن الكريم، وكذلك بإجراء دراسات مقارنة بينه وبين غيره من المفسرين في استخدام التساؤل التفسيري، لما لذلك من أثر في إبراز تميز منهجه، ومكانته في تطور الفكر التفسيري الإسلامي
