You are currently viewing دبلوم عالي ساجد كريم : بعنوان/ الحرية الدينية ودورها في تأسيس المجتمع المدني ( دراسة معاصرة )

دبلوم عالي ساجد كريم : بعنوان/ الحرية الدينية ودورها في تأسيس المجتمع المدني ( دراسة معاصرة )

المستخلص

لا تزال الحرية الدينية في القرن العشرين والحادي والعشرين تقف في وجه الأطماع ، والمؤامرات السرية ، والتعصبات المقيتة.

     وتنالها الأقلام الحاقدة، والنزاعات الإلحادية بالسوء والطعن والتشكيك ، ويقف العقلاء والمفكرون والمصلحون والمعتدلون بالمرصاد لكل هذه الحركات الهدامة ، ويعلنون التمسك بالحرية الدينية التي تعد من أهم الحريات، وأقدس حقوق الإنسان ، لأنها تتصل بالعقيدة والإيمان، والفكر والقلب الذي يخص كل إنسان في الكون ، مهما كان عمله، ومهما تغيرت مواقعه ، ومهما تفاوتت صفاته ، لأنها جزء من الفطرة وتكوين النظرة الصحيحة عن الكون وخالقه، والحياة ونواحيها والإنسان ومكانته . والواجـب علينـا نحـن المـسلمون أن نواجـه هـذا العـداء بـالحوار مـع أصحاب الديانات بمنهج وأسـلوب علمـي، ونحـاورهم بأسـلوب يناسب رقي هذا الدين وتميزه . إنَّ منطلق الإسلام في الحرية الدينية نابع من أصوله التشريعية وقواعده الثابتة، فقد أناط المسؤولية بأعناق المسلمين وأمرهم أن يحرسوا هذه الحرية ويحافظوا عليها ويمنعوا وصول يد الأذية إليها.

     فقد أقر القرآن الكريم أَنَّ للفرد حق التعبير عن رأيه في كل شيء، فله مطلق الحرية بأن يرى رأياً يجعله مع المؤمنين، والعكس كذلك، فالإيمان يبنى على الوعي الكامل والقناعة التامة، وعلى الإنسان أن يوسع فكره في جنبات هذا الوجود ليصل إلى حقيقة عليا. وقد كان لطبيعة الدراسة قدرٌ من الخطورة، لأنه يمس واقع حياة كثير من الديانات، والأمر يتطلب مني أن أتجه إلى اختيار عبارات تبعد التدابر وتفتح مجال النقاش والحوار، حتى تعود على الأمة بالخير والنفع .

والاسلام يكفل للإنسان جميع الحقوق التي تصون كرامته وتحفظ حريته وفي مقدمة هذه الحريات حرية المعتقد والتدين. ومن أجل الحرية الدينية منع القرآن الكريم الإكراه على الدين، وتقرير الحرية الدينية يتبعه إقرار حرية ممارسة الشعائر الدينية، لأننا أمرنا بترك الذميين وما يدينون، ولا يعتدى على كنائسهم ومعابدهم، ولهم ما للمسلمين، وعليهم ما على المسلمين، ولا يناقشون في عقائدهم الاَّ باللين والخطاب الحسن.

وهذا ما نريد عرضه وتناوله في هذا البحث الموجز .

أولاً: أسباب اختيار الموضوع.

  1.  الحرية الدينية لها أهمية بالغة في الشريعة الإسلامية .
  2. 2-                         الحرية الدينية اليوم تعاني من جمود البعض على النصوص بدعوى أنها محظورة في الإسلام وتعاني ممن أخذها بغير حقه.
  3. 3-                         رغبتي في البحث في الأديان بشكل عام والحرية الدينية المتعلقة بها على وجه الخصوص.
  4. 4-                         إيضاح النظرة القرآنية والنظرة النبوية في الحرية بوجه عام، وحرية الفرد بوجه خاص.
  5. 5-                         معرفة الحق في المعارضة البناءة التي لا تنفي مصطلح الحرية.

ثانياً: مشكلة البحث.

  1. 1-                         تقوم هذه الدراسة في أساسها على عرض تفصيلي للحرية الدينية في الاسلام.
  2. 2-                         تتناول هذه الدراسة بعضاً من النماذج التطبيقية المعاصرة للحرية الدينية في الاسلام.
  3. 3-                         تعمل هذه الدراسة على دراسة الحرية الدينية وأثرها على المجتمع .
  4. 4-                         الاجابة على تساؤلات كثيرة أبرزها هل توجد حرية دينية في الإسلام.
  5. هل يوجد تعارض واختلاف بين الحرية الدينية التي أقرها الإسلام قبل أكثر من أربعة عشر قرناً،  والحرية الدينية التي نعيش فيها في عصرنا.

ثالثاً: أهمية الدراسة.

  1.  إظهار سمو الشريعة الاسلامية في تحقيق الحرية الدينية للمسلمين وغير المسلمين.
  2. الحرية الدينية من المفاهيم المعاصرة والتي أحدثت جدلاً وتبايناً في وجهات النظر.
  3. الحاجة إلى معرفة وفهم مفهوم الحرية الدينية وضوابطها.

 رابعاً: منهج الدراسة : وجاء على النحو الآتي.

  1. 1-                         قمت بجمع وتتبع الكتب التي تحدثت عن الحرية الدينية.
  2. 2-                         ذكر الآيات القرآنية الواردة في الدراسة إلى مواضعها في كتاب االله تعالى.
  3. 3-                         توثيق المعلومات في الهامش على النحو التالي: ذكر اسم الكتاب ، اسم المؤلف ، اسم المحقق، دار النشر ، بلد النشر ، تأريخ النشر ،رقم الطبعة،  رقم الجزء إنْ وجد ، رقم الصفحة.
  4. 4-                         استخدام المنهج التحليلي الاستنباطي والوصفي المقارن بين الحريات ، بتحليل ما لدي من نصوص بهذا الموضوع .

خامساً: الدراسات السابقة.

  1.  الإسلام وحرية الإنسان، زكريا عبد الرازق المصري : قام المؤلف بتقسيم الحريات إلى أربع حريات الأولى: حرية الذات، والثانية: حرية الاعتقاد ، والثالثة : حرية التفكير، والرابعة: حرية العمل والسلوك. وفي حرية الاعتقاد قسم الناس إلى مسلمين وقسمهم إلى مؤمنين ومتقين وفاسقين وغير المسلمين وقسمهم إلى اليهود والنصارى والمجوس والمشركين والملحدين وذكر كل فريق بما يتصف . ولم يتعرض لقضية الارتداد إلا ما يعادل بحثاً واحداً ، ولم يتحدث عن علاقتها بالحرية الدينية للمرتد نفسه، ولم يدخل في تفاصيل التخيير، ولم يربطها بالحرية الدينية. فكان الغالب على فصله هذا التقسيم فقط.
  2. حرية الإنسان في الإسلام، بكر موسى : تحدث فيه عن الحرية الدينية تحت عنوان (لا إكراه) ولم يتعرض في كلامه للحديث عن المرتد . وعندما تحدث عن الجهاد أو الجزية تناولها من باب سماحة هذا الدين، وبين دوافع أخذ الجزية من أهل الكتاب، بما لا يتجاوز الأسطر، ولم يتطرق فيها لمفهوم الحرية الدينية. وكذلك لم يتناول مسألة تخيير الشعوب في الجهاد    الإسلامي .
  3. 3-                         الحريات العامة في الإسلام مع المقارنة بالمبادئ الدستورية الغربية والماركسية، محمد سليم غزوي: عالج الدكتور غزوي في كتابه الموضوعات التالية: مفهوم الحرية قبل الإسلام وبعد الإسلام ، وصور لحرية التنقل في الإسلام وحرية الرأي خاصة في المسائل السياسية في عهد الرسول(ﷺ) ثم الخلفاء الراشدين والعهود الآتية. ثم تحدث عن حرية العقيدة الدينية، التعلم، والتعليم، والردة، والجزية، والملكية، والأمن. وأخيراً تحدث عن الحريات في الديموقراطيات الغربية والماركسية، وكان ناقداً لها، وإعلانات الحقوق، والعصر الحديث، وتطور مركز الدولة.   إلا إنَّ هذا الكتاب بعد أن تحدث عن الردة والجزية لم يربط الكاتب بينها وبين قضية تصادمها (في الظاهر) مع الحرية الدينية في الإسلام، وهذا ما سأبينه في هذه الرسالة إن شاء االله تعالى.
  4. 4-                         الحريات العامة في الأنظمة السياسية المعاصرة، كريم يوسف كشاكش : تحدث كشاكش عن مفهوم الحريات في النظم الليبرالية وتطبيقاتها وأزمتها. ثم تعرض لمفهوم الحريات في النظم غير الليبرالية، وأنواعها. وبعدها تناول مفهوم الحريات العامة وما تعانيه من أزمات .

ثم تطرق لمفهوم الحريات العامة في النظام الإسلامي وأنواعها. و تكلم عن ضمانات الحريات العامة في النظم المعاصرة. وجاء الكتاب مختصراً جداً، حتى كأنه مجرد ذكر للحريات دون أي دراسة أو تفصيل، فغلب عليه طابع التعداد فقط.

ومن أوجه الشبه بين دراستي وهذه الدراسات السابقة هو تناولي موضوع واحد(الحرية الدينية) في الأديان السماوية إلا إن دراستي قد اشتملت على الحرية الدينية ودورها في تأسيس المجتمع المدني.

اترك تعليقاً