المستخلص
فإنّ اللغةَ العربية التي نزل بها القرآن الكريمُ هي الطريقُ والوسيلةُ إلى معرفتهِ وفهمهِ ومن أجلِ فَهمِ اللغةِ العربيةِ والغور في بحرها عكف أغلبُ الباحثينَ في علومِ اللغةِ العربيةِ، والشريعةِ على دراسةِ مؤلفاتِ علماءِ النحوِ الأوائل، ولمّا كانَ كتابُ سيبويه أوّلَ كتابٍ منهجي جَمَعَ قواعدَ اللغةِ العربية، فقد انكبَ علماءُ اللغةِ المتقدمونَ والمتأخرونَ على دراستهِ وشرحهِ والتعليقِ عليهِ، واختصارهِ، ومن هؤلاء أصحاب الحواشي الذين ذاعَ صيتهم في الجزيرة العربية فهم جهابذةُ اللغةِ، وكان جُلُّ عنايتهم باللغة العربيَّة، فجعلوا أغلب اجتهادهم واعتمادهم على العربيَّة، والمعرفة بوجودها، والوقوف على مثلها ورسومها، والتأمل في دقائق دلالتها، والتفقُّه في عجائب بلاغتها، وأخذوا يدونون ما يظفرون به من شواهد ليعتمدوها في ضبط اللغة، وتثبيت قواعدها، فكانت لديهم حواشٍ على كتاب سيبويه، شرحوا فيها المشكل الغامض من نصوص الكتاب.
وأطروحتي الموسومة بـِ(البَحْث النَّحْوِي عِنْدَ أصْحَابِ الحَوَاشِي عَلَى كِتَابِ سِيبَوَيْهِ)، الَّذي اقترحه عليَّ الأستاذ الدكتور (حسين إبراهيم مبارك)، ولا يخفى على دارسِ العربيةِ ما للبحثِ النّحويّ من أثر بارز في إثبات اللغةِ وتوثيقها، وما له من أهميةٍ في إثبات المعاني النّحويّة، بل يعدُّ الأساس في تقعيدِ قواعد النحوِ وأصولهِ، ورغبةً مني في تسليطِ الضوءِ على حواشي كتاب سيبويه عند العلماء الأوائل وبيان كيفية توظيفهم لهذه الحواشي، استقر اختياري على دراسةِ هذا الموضوع المهم ولا سيما أنّ كتاب الحواشي طُبع حديثًا، فوجدتُ فيهِ فرصةً كبيرةً للاطلاع على آراءِ كبارِ العلماءِ ومعرفة كيفيةِ توظيفهم للبحث النّحوي في تأصيل معارضاتهم، وموافقاتهم، على أوّل موسوعةٍ نّحويّةٍ، وهي كتابُ سيبويه الذي مثَّل خلاصة النحو منذ ولادته إلى أنْ نضج واستوى، وبعد أنْ بدأتُ في إحصاءِ حواشي كتابِ سيبويه، وجدتُ صعوبةً في فهمِ نصوصِ سيبويه ونصوص العلماءِ في حواشيهم على كتابهِ، إذ كانت عباراتُهم مقتضبةً بأسلوبٍ عالٍ تحتاجُ إلى فهمٍ، وتدبرٍ. وكنت في بادئ الأمر متردِّدًا من الخوض في هذا الموضوع، ثم عرضته على الأستاذ الدكتور (مكي نومان الدليمي) فقال لي: هذا موضوع يستحقُّ الدراسة، فازداد يقيني بأهمِّيَّتِهِ؛ لارتباطه بكتاب سيبويه، الذي هو من أهم كتب النحو، إذ أطلق عليه (قرآن النحو)، وما زال هذا الكتاب بهِ حاجة إلى دراسةٍ وتفسيرٍ لبعض موضوعاته، وقد جاء ذلك في حواشٍ صدرت في وقتنا الحاضر، وحَقّقَها الاستاذ الدكتور (سليمان عبد العزيز العيوني) في أربعة مجلدات، تضمنت هذه الحواشي أهمِّيَّةً كآراء وتعليقات وتعليلات، فقد كشفت جوانب غامضة لعلم هؤلاء، وفتحت أبوابًا جديدة للبحث النحوي، وجهود العلماء عليها، وكانت الحواشي لعلماء يتميَّزون بمزيتين مهمَّتين، هما: التقدُّم الزمني، والتقدُّم العلمي، فأصحابها من كبار أئمَّة النحو.
ومن الدراسات السابقة التي تضمنت عناوين قريبة عن موضوع أطروحتي، هي:
- توظيف الشاهد النحوي في كتاب حواشي سيبويه، ندى منعم حنشل، (رسالة)، كلية العلوم الإسلامية، جامعة الفلوجة، 2022م.
هدفت الدراسة إلى توظيف الشاهد النحوي عند أصحاب الحواشي في شرحهم لكتاب سيبويه، وقد كشفت الدراسة أهم الشواهد النَّحويَّة والتي تضمنت الشواهد القرآنية والحديث النبوي الشريف وكلام العرب المنظوم والمنثور، وبيان موافقاتهم لسيبويه وترجيح بعض الآراء في المسائل النَّحويَّة.
وتضمنت الرسالة تمهيد وثلاثة فصول وجاء في التمهيد أربعة مباحث، المبحث الاوّل كتاب سيبويه، الكتاب وطباعة الكتاب، والمبحث الثاني تعريف بمن جمع الحواشي وحققها (أبو علي الفارسيّ، أبو القاسم الزمخشري، أبو عبد العزيز العيوني)، والمبحث الثالث تعريف أصحاب الحواشي، وأمّا الفصول فتضمن الفصل الأوَّل توظيف الشاهد النحوي في الأسماء، وتضمن ثلاثة مباحث، الأوّل: توظيف الشاهد النحوي في المرفوعات، والثاني: توظيف الشاهد النحوي في المنصوبات، والثالث: توظيف الشاهد النحوي في المجرورات، وتضمن الفصل الثاني توظيف الشاهد النحوي في الأفعال وتضمن مبحثين، الأوّل: توظيف الشاهد النحوي في الفعل الماضي، والثاني: توظيف الشاهد النحوي في الفعل المضارع، والفصل الثالث تضمن الشاهد النحوي في الحروف، وتضمن أربعة مباحث، الأوّل توظيف الشاهد النحوي في الحروف الأحادية، والثاني: توظيف الشاهد النحوي في الحروف الثنائية، والثالث: توظيف الشاهد النحوي في الحروف الثلاثية، والرابع: توظيف الشاهد النحوي في الحروف الرباعية.
- الموقف النحوي لأصحاب حواشي كتاب سيبويه من أقواله، دراسة وتقويم، أحمد ثعبان رجب، (أطروحة دكتوراه)، كلية التربية/ جامعة الأنبار2023م.
هدفت الدراسة في بيان المواقف النَّحويَّة عند أصحاب الحواشي على كتاب سيبويه وتضمنت الأطروحة ثلاثة فصول مسبوقة بتمهيد وجاء التمهيد بعنوان قصة تأليف حواشي كتاب سيبويه وأصحابها وترتب على أمرين:
أوّلًا: جمع حواشي كتاب سيبويه وتحقيقها.
ثانيًا: أصحاب حواشي كتاب سيبويه.
أمّا الفصول فجاء الفصل الأوّل بـ(الأسماء)، وتضمن خمسة مباحث، جاء المبحث الأوّل: المواقف النَّحويَّة في باب المعرب، والثاني: المواقف النَّحويَّة في باب المرفوعات، والثالث: المواقف النَّحويَّة في باب المنصوبات، والرابع: المواقف النَّحويَّة في باب المجرورات، والخامس: المواقف النَّحويَّة في باب الممنوع من الصرف، وأمّا الفصل الثاني في الأفعال: فتضمن مبحثين، الأوّل: المواقف النَّحويَّة في باب الفعل الماضي، والثاني: المواقف النَّحويَّة في باب الفعل المضارع، وتضمن الفصل الثالث: الحروف وكان على ثلاثة مباحث، الأوّل: المواقف النَّحويَّة في باب الحروف الثنائية، والثاني: المواقف النَّحويَّة في باب الحروف الثلاثية، والثالث: المواقف النَّحويَّة في باب الحروف الرباعية.
- حواشي كتاب سيبويه دراسة في الموضوع والمفهوم، صفاء حسن جاسم، (رسالة ماجستير)، بإشراف: أ. د. بلال صلاح الدين محمد، كلية الآداب/ الجامعة العراقية، 2023م.
هدفت الرسالة إلى بيان وكشف أهم آراء أصحاب الحواشي على كتاب سيبويه النَّحويَّة والصرفيّة والصوتيّة، واستعمالهم للأصول النَّحويَّة، وبيان موافقاتهم لسيبويه، ومخالفاتهم إيّاه في بعض المسائل اللغويّة.
وتضمنت الرسالة ثلاثة فصول، الأوَّل: تحدّث عن أصول الصنعة عند أصحاب الحواشي، والفصل الثاني: بحث في موضوع الحواشي دراسة وتحليل، والفصل الثالث: مفهوم الحواشي دراسة وتحليل.
- الموقف الصرفي لأصحاب حواشي كتاب سيبويه من أقواله دراسة وتقويم، مثنى إسماعيل أحمد، (أطروحة دكتوراه)، كلية التربية، جامعة الأنبار، 2023م.
هدفت الدراسة إلى بيان الموقف الصرفي عند أصحاب الحواشي على كتاب سيبويه، وتضمنت الأطروحة فصلين مسبوقة بتمهيد عنوانهُ (سيبويه وأصحاب الحواشي على كتابه)، وتضمن ثلاثة مطالب، الأوَّل: سيبويه وأبرز ما يتصل بحياته، والمطلب الثاني: التعريف بِمَنْ جمع الحواشي وعلّقها، الثالث: أصحاب الحواشي، وأمّا الفصول، فتضمن الفصل الأوّل: الموقف الصرفي لأصحاب حواشي كتاب سيبويه من أقوالهِ في التوجيهات الصرفية، واشتمل على أربعة مباحث، وكان المبحث الأوَّل: النسب وتضمن على مسائل بَيّن فيها الباحث الموقف الصرفي عند أصحاب الحواشي على كتاب سيبويه وكان عددها ثمانِ مسائل، وأمّا المبحث الثاني فكان عنوانه التصغير وضم سبع عشرة مسألة، والمبحث الثالث كان التثنية والجمع واشتمل على سبعة مسائل، في حين المبحث الرابع المعتل وما لحقته الزوائد قد احتوى على خمس عشرة مسألة، والخامس: التكسير درس فيه الباحث موضوع التكسير واشتمل على سبعة مسائل، والسادس كان عنوانه: نونا التوكيد والتنوين، وتضمن على خمس مسائل.
الفصل الثاني: كان عنوانه: الموقف الصرفي لأصحاب حواشي كتاب سيبويه من أقوالهِ في التعليلات الصرفية، واشتمل على ستة مباحث، كان المبحث الأوّل في النسب واشتمل على تسعِ مسائل، والثاني كان عنوانه: التصغير، واشتمل على سبع وعشرين مسألة، والثالث في التثنية والجمع وتضمن ثمانِ مسائل، والرابع في: المعتل وما لحقته الزوائد، واشتمل على سبعِ عشرة مسألة، الخامس التكسير، والسادس نونا التوكيد والتنوين. وقد تشابهت عناوين الأطروحة في الفصلين والمباحث