اعلام المكتبة المركزية / المهندس مهند
المستخلص
عُرفت الأمة العربيّة ومنذ نشأتها عنايتها الكبيرة بالأدب عامة والشعر خاصة؛ لأَنَّ الشعر يمثل سجل الأمة التاريخي والحضاري والاجتماعي؛ فهناك الكثير من الدراسات الأدبية التي سلطت الضوء على شعر المرأة وأولته العناية المطلوبة إِلى جانب أشعار الرجال؛ فقد عُنيت هذه الدراسات بتوثيق عدد كبير من حياة الشواعر وأشعارهنَّ؛ مِمَّا فسح المجال للمرأة ومشاركتها الرجال في المجال الإبداعي والأدبي. وسنحاول من هذه الدراسة القائمة على تطبيق نظرية حديثة (القراءة والتلقي) فسح المجال؛ للعناية بالنصوص والانطلاق لدراستها وتحليلها؛ فالقراءة المفتوحة للنصّ تفتح مجالًا واسعًا للتأويل؛ فيتحقق بذلك معنى النصوص بوساطة رؤية المتلقي وأثره في إنتاج المعنى عبر التفاعل مع النصوص. وقد أشارت عليَّ المشرفة التمسك بهذا العنوان؛ لأَنَّ شعر المرأة بلغ من المرتبة ما يستحق الدّراسة. وقد أفاد البحث من مجموعة من المصادر والمراجع، أبرزها: كتاب (الأغاني) للأصفهاني، و(الأمالي) للقالي، و(الأصمعيات) للأصمعي، و(رياض الأدب في مراثي شواعر العرب)، للأب لويس شيخو اليسوعي، و(شاعرات العرب في الجاهلية والإسلام) لبشير يموت، و(فعل القراءة) آيزر، و(الأصول المعرفية لنظرية التلقي) لناظم عودة خضر، وغيرها من المصادر التي أسهمت بإغناء البحث. قامت الدراسات على منهجية منضبطة، اتخذت من نظرية التلقي فلكًا دارت حوله، محاولة استثمار آلياتها المتعددة جميعها في تحليل النصوص الأدبية واستقرائها، كذلك الإفادة من المناهج النصّية وخارج النصّية في تحليل الأبيات الشعرية؛ محاولة الكشف عن البنية الداخلية للنصوص واستنطاق مكوناتها؛ لذلك قسمت الدّراسة على ثلاثة فصول سبقتها مقدمة وتمهيد وختمت بخلاصة تضمّن أَبرز القضايا التي توصلت إليها مع عرض لأبرز النتائج. تضمن التمهيد: مكانة المرأة في الجاهلية شعرها وخصوصيته ومكانتها في المجتمع الذكوري، والتعريف بنظرية التلقي وأَبرز آلياتها. ثمَّ جاء الفصل الأَوّل بعنوان: (مرجعيات التلقي بين خيبة آفاق الانتظار وتلقيها للشعر النسوي)، وتكون من ثلاثة مباحث (التلقي الانطباعي، والتلقي النفسي، والتلقي الثقافي). أمَّا الفصل الثاني فتمثل بـ(أنواع القُرّاء)، وتضمن أيضًا ثلاثة مباحث هي: (القارئ الحقيقي، والقارئ الضمني، والقارئ العمدة)؛ فهو يوضح طبيعة تلقي كُلّ نوع من هذه الأنواع للنصوص الشعرية. أَمّا الفصل الثالث فجاء بعنوان: (مستويات الفراغ الباني) استند إِلى إضاءة لمفهوم الفراغ الباني، وتضمن ثلاثة مباحث هي: (مستوى الفجوة أو الفراغ)، وتضمن عِدَّة محاور، منها: التركيب البياني، والتناص، والرمز، أَمّا المبحث الثاني (مستوى القطع) فتضمن (تعدد الأصوات، والتلخيص، والاسترجاع)، ودرس المبحث الثالث (مستوى النفي) ودرس النفي الاجتماعي.