اعلام المكتبة المركزية / المهندس مهند
المقدمة
إنَّ لتاريخ الأندلس أهمية كبيرة لان فتحها كان تتويجا لجهاد طويل بلغ 4قرون عاما من القتال الذي ضحى المسلمون مِنْ أجله بالكثير خاضوا فيها معارك كبيرة وبنوا فيها صروحا شامخة لم يستطع اصحاب الاقلام والكلام من تبيانه رغم ما كتبوا وتكلموا لان المسلمين كانوا اصحاب رسالة ربانية أضاءوا فيها الحقبة المظلمة التي كانت تمر بها شبه الجزيرة الايبيرية، إذ كانت تعاني من سيطرة رجال الكنيسة والاقطاع فجاء الاسلام محرراً لتلك البلاد وما يحمله من عادات اسلامية وقيم سامية. تعددت الجوانب الحربية والعسكرية التي اتسمت بها بلاد الاندلس والتي ميزتها عن مثيلاتها من الدول وقد نالت تلك الجوانب اهتمام العديد من الدراسات التاريخية فلم يترك ميدان من ميادين العسكرية إلا وقد امتدت إليّه اقلام الباحثين علما أنَّ هناك جانبا لم تصل إليه يد الباحثين على حد معلوماتي المتواضعة وهو جانب الإعلام الحربي في الاندلس وليس ذلك تقصيرا من عندهم ولكن للاعتقاد السائد بان الاعلام هو احد العلوم الحديثة وهو وليد التطور الحضاري الى ان الاعلام في حد ذاته هو وليد التطور الحضاري وهو قديم كل القدم فقد مارسته البشرية منذ ان وجد الإنسان على سطح الارض وتنوعت وسائله عبر العصور التاريخية. ومن هنا جاءت اهمية دراسة الموضوع وذلك لان الدولة كما اتسعت مساحتها كانت بحاجة إلى وسيلة تستطيع من خلالها الاتصال بجميع ابنائها وعليه يجب ان تكون هناك قوة تنظيمية تعمل على تهيئة الجيوش وحشدها حول افكار معينة سواء كانت من أجل الدفاع عن الأرض أو الجهاد ونقل الاخبار أو الافكار بين طرفين بهدف التأثير على سلوك الافراد سواء اثناء السلم أو الحرب وهذا ما يطلق عليه مجاز الاعلام فالإنسان كان اعلامي بالفطرة فرضت عليه حياته الاجتماعية ان يتصل بالأخرين وان يلتقي الاخبار والافكار معربا عن نفسه من خلالها، وبحسب هذه الاسس تبحث الدراسة على مدى مقدرة الذهن العربي على الابداع والخلق الافكار وتسخير الظروف وايجاد السبل التي يحقق بها غاياته ومقاصده، وان المنهج المتبع في كتابة الرسالة كان منهج وصفي تحليلي.