المستخلص
وقد تم اختيار هذا الموضوع لأهميته في حياة العباد وخطورة الجهل به فلابد لكل مسلم من التعرف على أمور البيوع والالمام بها لمعرفة الحلال من الحرام ، فوجدته موضوعاً يستحق الكتابة عنه لسببين :
الأول : لكونه يتعلق بأحكام المعاملات المهمة التي تمثل العمود الفقري للحياة الاجتماعية ومحوراً من محاور الاقتصاد الإسلامي ، وحاجه الإنسان إلى معرفه أحكام المعاملات المالية ، لاسيما فيما يخص البيوع ، إذ كان الغرض من ذلك تنظيم حياة الناس وطرائق التعامل بينهم بيعاً وشراءً.
والثاني : لأن للبيوع أحكاماً أقدم على تفصيلها الائمة الأعلام ، والفقهاء وافردوا لها مؤلفات كثيرة توضح للبائع والمشتري اسلم الطرائق ، ومن هذه الكتب كتاب (بحر المذهب ) للأمام أبي المحاسن الروياني الذي يعد من كتب الفقه المهمة الذي يمدنا بمعلومات مهمة في مجال دراسة تاريخ الاقتصاد الإسلامي ، الذي اشتمل على كثير من مسائل البيوع .
كذلك اصبح لزاماً علينا ان نشير إلى التطبيقات الفعلية والتعاملات بقضية البيوع في العصور الإسلامية الاولى بعد الحديث عن الجوانب النظرية للكتب الفقهيه مع الاعتناء بما جاء في النصوص القرآنية والاحاديث النبوية الشريفة وسيرة نبينا الأَكرم (عليه الصلاة والسلام) كما ذكرنا تعاملات الصحابة والخلفاء والتابعين .
ولا شك في ان البحث في موضوع كهذا يعد من الامور الصعبة وذلك ، بسبب صعوبة الموضوع وتشعبه ووروده في ضمن كتب الحديث والفقه ، لان معظم الدراسات الفقهية لم تخصص جوانب لدراسة التاريخ الاسلامي فيما يتعلق بالبيع والشراء ، إذ إنها كانت تركز اعتناءها على الاحكام الشرعية وقد حاولت دراسة تلك الصعوبات وذلك بتوفيق من الله عز وجل.
اما المنهج الذي اتبعناه في هذه الرسالة فهو المنهج المتمثل باستقراء المادة التاريخية بوساطة كتاب (بحر المذهب في فروع المذهب الشافعي) مع اللجوء إلى المصادر الاخرى لسد النقص في المادة.
لقد فرضت علي طبيعة الموضوع الذي درسته أن يقسم على ثلاثة فصول مسبوقة بمقدمه وتمهيد ومتلوة بخاتمة وملخص الرسالة باللغة الانكليزية، إذ تحدثنا في التمهيد عن الحياة الاجتماعية والعلمية للروياني .
اما الفصل الاول: فقد تناولت فيه البيوع أنواعها وأحكامها في بحر المذهب وتضمن المباحث الآتية: المبحث الاول: بينت فيه مفهوم البيع في اللغة والاصطلاح، ثم تحدثت بعد ذلك عن البيوع في الكتاب والسنه والاجماع، واشرتُ فيه ايضاً شروط البيع وشروط الرد والفسخ. وجاء المبحث الثاني: البيوع الصحيحة في بحر المذهب ، اذ تحدثت فيه عن انواع البيوع مثل( بيع الخيار ، بيع العرايا ، وبيع البراءة ، وبيع السلف (السلم)، وبيع المرابحة).
وتحدثت في الفصل الفصل الثاني : عن البيوع الفاسدة او المنهي عنها في كتاب بحر المذهب في مبحثين اذ تناولت في المبحث الاول: عن البيوع الفاسدة لاشتمالها على الغرر الذي قسمته على مطلبين فقد اشرتُ في المطلب الاول إلى مفهوم الغرر وانوعها في اللغة والاصطلاح، وفي المطلب الثاني تناولت بيوع غرر اخرى يذكرها الروياني في كتابه بحر المذهب, وجاء المبحث الثاني عن طرق منهي عنها في البيع ، إذ بينت فيه بيع الطعام قبل ان يستوفى، وعن التفريق بين الام وولدها، وبيع اللحم بالحيوان، وبيع حاضر لباد، وتلقي الركبان وغيرها.
اما الفصل الثالث: فقد تحدثت فيه عن متعلقات البيوع في بحر المذهب في مبحثين ايضاً ، إذ درستُ في المبحث الاول : انواع متعلقات البيوع وتشمل: الربا ، والرهن ، والحجر، والحوالة ، وغيرها ومشروعيتها في الاسلام ، ودرست في المبحث الثاني :الموضوعات الاخرى التي ذكرها الروياني مثل (تجارة الوصي في مال اليتيم، ومدينة العبد بغير اذن سيده ، والتسعير، والاحتكار، وتفريق الصفقة), بعد ذلك كان لا بد من وضع خاتمة لخصت فيها ابرز ما استنتجناه من البحث من نتائج وتلا ذلك قائمة بمصادر البحث ومراجعه.