المستخلص
يعد موقف نواب محافظة جبل لبنان من الأحداث السياسية الداخلية والخارجية وأنشطتهم الإجتماعية في المدة ( 1958 – 1975 ) جانباً مهماً في تاريخ لبنان المعاصر، وذلك لأن معظم نواب محافظة جبل لبنان لهم ثقلهم السياسي والاجتماعي والاقتصادي في البلاد في مدة البحث ، مما أنعكس على مواقفهم من الأحداث السياسية التي عصفت بلبنان بشكل خاص وبالعالم العربي بشكل عام في المدة المذكورة ، أما عن سبب اختيارنا لمدة البحث ( 1958 – 1975 ) ، فقد شكل عام 1958 انعكاسه مهمة في التاريخ اللبناني بقيام انتفاضة عام 1958في لبنان ضد حكم رئيس الجمهورية كميل شمعون ( 1952 – 1958 ) الذي كان منحازاً نوعاً ما لسياسة الأحلاف الغربية ، فأنقسم الشعب اللبناني بين مؤيد ومعارض له ، فقد عارضته الفئات المؤيدة للرئيس المصري جمال عبد الناصر المدعوم من قبل السوفيت ، وأيدته الفئات المنضوية حول الأحزاب المارونية ، مثل حزب الكتائب اللبنانية ، وما ترتب على ذلك من إنهاء حكمه وبداية لحكم الرئيس فؤاد شهاب ( 1958 – 1964 ) قائد الجيش الذي رفض تدخل المؤسسة العسكرية بالمواقف السياسية وتميز عهده بالإصلاحات الشهابية في عدة مجالات منها التعليمية والصحية والاقتصادية ويمكن القول إنه وضع الأساس للتطورات التي جنى اللبنانيون ثمارها فيما بعد وأخيراً أنتهى البحث بعام 1975 وهو العام الذي بدأت فيه الحرب الأهلية اللبنانية عام 1975 التي عصفت بدولة لبنان وكان لها تأثير كبير على لبنان بشكل خاص والعالم العربي بشكل عام لما تمثله من منعطفات في جميع النواحي التي أثرت على المجتمع اللبناني بشكل خاص ، فيمكن عد ًمدة البحث بما فيها من مواقف داخلية وعربية وموقف نواب جبل لبنان منها هي عوامل مهدت للحرب الأهلية اللبنانية .
لا بد من الإشارة الى بعض الأسئلة المهمة التي طرحت خلال هذه الدراسة مثل :
1- لماذا تبدل الموقف الأمريكي ضد الرئيس اللبناني كميل شمعون بعد استعانته بالقوات الأمريكية لقمع انتفاضة 1958 التي نشبت ضد حكمه .
2 – لماذا لم تستطع الإصلاحات الشهابية التي كانت من أبرز إنجازات الرئيس فؤاد شهاب أن تنهض بدولة لبنان خلال فترة حكم الرئيس المذكور .
3- كان لنواب جبل لبنان دوراً فاعلاً ومهماً في مناقشات مجلس النواب اللبناني في أغلب والقضايا الداخلية والعربية التي طرحت في المجلس النيابي اللبناني خلال مدة بحثنا .
لا بد من الإشارة الى الصعوبات التي واجهت الباحثة منها : عدم توفر الوثائق الغير منشورة التي تخص الدراسة ، وذلك لصعوبة الحصول عليها من خلال مراسلات الباحثة مع جماعات داخل لبنان وندرتها حيث أن الوثائق الغير منشورة كانت غير ميسرة داخل لبنان ، إلا أنه قدر المستطاع حاولت الباحثة الحصول على معلومات جديدة من خلال محاضر مجلس النواب اللبناني ومن خلال بعض الصحف اللبنانية التي تناولت الموضوع ، كما واجهت الباحثة الكثير من المتاعب خلال التنقل والسفر بحثاً عن تنوع المصادر والحصول على معلومات متنوعة ترفد الدراسة ، وعدم احتواء الوثائق الأنكليزية على معلومات دقيقة تخص المجالس النيابية واللبنانية ومواقف نواب جبل لبنان منها ، فقد كانت معلومات الوثائق الأنكليزية معلومات عامة عن الانتخابات بشكل عام رفدت الدراسة بمعلومات عامة .
اشتملت الدراسة على مقدمة وتمهيد وثلاثة فصول وخاتمة ، كرست لدراسة تركيبة نواب جبل لبنان الاجتماعية والسياسية وأبرز مواقفهم في المجالس التشريعية النيابية اللبنانية من الأحداث الداخلية والعربية للمدة المحصورة من ( 1958 – 1975 ) .
حمل التمهيد عنوان تطور الحياة النيابية اللبنانية 1943 – 1958 ، الذي بدأ من عام 1943 وهو عام استقلال دولة لبنان عن الانتداب الفرنسي ، كرس التمهيد لدراسة القوانين الانتخابية والمجالس النيابية خلال المدة المذكورة ، وموقف نواب محافظة جبل لبنان منها .
حمل الفصل الأول عنوان تطور الحياة النيابية في لبنان ( 1958 – 1975 ) الذي قسم الى ثلاثة مباحث ، حيث كرس المبحث الأول في تناول التركيبة الاجتماعية لنواب محافظة جبل لبنان خلال المدة المذكورة من حيث توزيعهم مهنياً وعمرياً وتعليمياً وطائفياً وعائلياً خلال المدة المذكورة .
أما المبحث الثاني فقد بحث في التركيبة السياسية لنواب محافظة جبل لبنان من حيث الانتماءات الحزبية والمواقف السياسية لنواب محافظة جبل لبنان خلال مدة البحث ، وتناول المبحث الثالث الحياة النيابية في لبنان وموقف نواب محافظة جبل لبنان من بعض القضايا الداخلية والإنتخابت خلال نفس المدة أعلاه (1958 – 1975 ) .
جاء الفصل الثاني بعنوان : نواب محافظة جبل لبنان وموقفهم من القضايا السياسية والاجتماعية والاقتصادية 1958 – 1975 ، فقد تضمن المبحث الأول موقفهم من القضايا السياسية مثل : الإنزال الأمريكي في لبنان عام 1958 ، ومن اغتيال الصحافي نسيب المتني ومن انقلاب الحزب القومي السوري عام 1961 ومن الاعتداءات السورية على الحدود اللبنانية عام 1963 ، ومن التهديدات الإسرائيلية على لبنان عام 1967 ومن العدوان الإسرائيلي على مطار بيروت عام 1968 ، باعتبارها أبرز القضايا السياسية التي أثرت في المجتمع اللبناني في تلك الفترة .
أما المبحث الثاني فقد تناول موقفهم من القضايا الاقتصادية مثل : الزراعة والصناعة والتجارة ، فقد تركزت معظم مناقشات وأراء نواب جبل لبنان حول القطاعات الاقتصادية بهدف النهوض بلبنان اقتصاديا .
تناول المبحث الثالث موقفهم من القضايا الاجتماعية مثل : إصلاحات فؤاد شهاب ، والتعليم والموظفين والضمان الاجتماعي والصحة باعتبارها من القضايا الجوهرية التي أثرت بالمجتمع اللبناني .
جاء الفصل الثالث بعنوان نواب محافظة جبل لبنان وموقفهم من القضايا العربية و الوحدوية 1958 – 1975 ، فقد تضمن المبحث الأول : موقفهم من القضايا الوحدوية مثل وحدة مصر وسوريا عام 1958، والاتحاد العربي الهاشمي عام 1958 واعتبروها من المبادرات العربية التي يجب أن تتجسد في معظم البلاد العربية .
أما المبحث الثاني فقد تناول وموقفهم من الصراع العربي الصهيوني مثل : موقفهم من مراحل الصراع الى عام 1975 ، ومن منظمة التحرير الفلسطينية 1964 ، ومن حرب 1967 ، ومن اتفاق القاهرة 1969 ، ومن أحداث أيلول 1970 ، ومن الاعتداءات الإسرائيلية على الجنوب اللبناني من 1970 – 1975 ، ومن حرب 1973 باعتبارها أبرز محطات الصراع العربي الصهيوني خلال مدة البحث من 1958 – 1975 .
أما المبحث الثالث فكان لا بد من التطرق فيه الى موقف نواب محافظة جبل من الحرب الأهلية اللبنانية التي عصفت بلبنان عام 1975 وهو عام إنتهاء فترة البحث ( 1958 – 1975 ) .