المستخلص
يقول ابن جني في باب القول على النحو: “هو انتحاء سمت كلام العرب في تصرفه من إعراب وغيره كالتثنية والجمع والتحقير والتكسير والإضافة والنسب والتركيب وغير ذلك ليلحق من ليس من أهل اللغة العربية بأهلها في الفصاحة فينطق بها وإن لم يكن منهم وإن شذ بعضهم عنها رد به إليها”([1])، ولعظيم شأنه ومكانته جعل بعض العلماء تَعَلُّمه فرضًا واجبًا، ثُمَّ إنّ بعضهم شبّه وجوده في العلم كالملحِ في الطعام لا يُستغنى عنه أبدا.
ولا يَخْفَى على أحدٍ إنّ الذين شرحوا كتاب سيبويه عدد من العلماء الأفذاذ، إلا إنني اقتصرت على أربعة من العلماءِ الأجلاء وهم: (السِّيرافي، وأبو علي الفارسي، والرُّماني، وابن خروف)، فجاءت رسالتي بعنوان: (آراء شراح الكتاب النحوية في التذييل والتكميل لأبي حيان الأندلسي)، وقد تكون هذهِ الآراء التي نقلها أبو حيّان عن الشُّراح موجود في شرحهم على الكتاب، وقد لا تكون موجودة في مؤلفاتهم الأخرى، مما يدل على دقة وأمانة أبي حيان في النقل عن العلماء.
وأما كتاب أبي حيان، فغنيٌ عن التبيانِ والإيضاح، فهو من الكتب المهمة في النحو العربي، ويكاد يكون أفضل كتبه ؛ لما حواه من آراء ومسائل شملت موضوعات النحوِ أجمع. كما حوى طائفة غير قليلة من كلام العرب وأمثالهم.
أما الآراء النحوية فكانت مفروشة بين دفتي الكتاب، ومبثوثة في كُلَّ مسألة، فكان التذييل دُرّة من درر تراثنا المعرفي والثقافي، أما مسوغات اختيار الموضوع، فهي:
- الرغبة والميل الشديدين لدراسة آراء علماء أفذاذ كرسوا حياتهم، وألفوا كتبهم، وجلسوا في حلقاتهم حتّى برعوا في هذا العلم.
- أهمية كتاب أبي حيان، فدلَّ على شخصيته الموسوعية، وسعة ثقافته اللغوية؛ إذ جمع فيه منابع النحو وروافده فجاء الكتاب شاملًا حاويًا على زُبدة من الآراء النحوية.
- معرفة أثر آراء الشراح في كتاب التذييل والتكميل.
أهداف الدراسة:
إن هذهِ الدراسة تدرس آراء شراح الكتاب، التي لم تتناولها دراسات سابقة، فهدفت الدراسة إلى الآتي:
- بيان مكانة شُراح الكتاب، وأهمية آرائهم في الكتاب.
- إبراز مكانة أبي حيان الأندلسي وكتابه (التذييل والتكميل في شرح كتاب التسهيل).
- تقديم دراسة مستقلة حول آراء الشراح في التذييل والتكميل.
- تحليل آراء العلماء الذين شرحوا كتاب سيبويه، ودراستها، ومعرفة مدى توافقها واختلافها مع آراء جمهور النحاة.
