اعلام المكتبة المركزية / المهندس مهند
المستخلص
فتجيء دراستي الموسومة بـ (شعر الصنوبري دراسة في ضوء علم المعاني)، للحديث عن شعر الصنوبري، بوصفه متضمنًا مظاهر بلاغيّة، تتعلّق بعلم المعاني، مُظهرة قدرة الشاعر الفذّة على توظيف البناء التركيبيّ، للإتيان بالمعاني الثانية، في سياق أغراضه الشعريّة المتنوّعة، التي يسوقها وصفًا، أو مدحًا، أو فخرًا أو غيرها التي ارتبطت بالطبيعة والكون ومظاهرهما الفسيحة وتعالقت بها، ولا سيّما غرض الوصف، ولا عجب في ذلك، فالصنوبري شاعر الطبيعة العبّاسيّ، الذي للطبيعة وجمالها من لقبه الذي عُرفَ بهِ نصيب.ونظرًا لطبيعة الدراسة وموضوعها، فقد انقسمت الخطّة فيها على تمهيد وثلاثة فصول تعقبها خاتمة، إذ يأتي التمهيد للحديث عن الصنوبري، وخصائص شعره، وموضوعاته، بما يؤسس مدخلًا لمضمون الدراسة. ويأتي الفصل الأول الموسوم بـ (التوظيف الخبري والإنشائي)، ليقدّم مبحثين، أدرس في الأول (البنية الخبريّة)، أعرض فيه أضرب الخبر الابتدائي، والطلبي، وأثرهما البلاغي في السياق الشعريّ، ويجيء المبحث الثاني بعنوان (بنية الطلب ومعنى المعنى)، إذ بيّنت فيه الأساليب الإنشائيّة: الاستفهام، الأمر، النهي، النداء، وتمثّلاتها في شعر الصنوبري، وما ينتج عنها من معانٍ مولّدة مُثيرة. ويأتي الفصل الثاني موسومًا بـ (آلية المتغيّر الأسلوبي في السياق ـــ الرصد والإجراء) في مبحثين، يدرس المبحث الأول: التقديم والتأخير ـــ الانزياح الدلالي ـــ، إذ يقف على بيان معاني التقديم وآثاره السياقيّة في شعر الصنوبري، ثمّ يجيء المبحث الثاني بعنوان: التعريف والتنكير ـــ السياق وفاعلية الأسلوب ـــ، مصوّرًا أوجه التعريف والتنكير ومعانيها في سياق شعر الصنوبري. وتستكمل الدراسة محاورها الموضوعية الفنّية مع الفصل الثالث الموسوم بـ (البنية التقريريّة ــ التوكيد والمُبالغة ـــ)، إذ يقع في مبحثين، يدرس المبحث الأول: توظيف طرائق القصر في أمثلة من شعر الصنوبريّ، والوقوف على دلالاتها السياقيّة، أمّا المبحث الثاني: فهو الاطناب وتنوعه في السياق، إذ يدرس أولا: مفهوم الإطناب لغة واصطلاحًا، الفرق بينه والتطويل، وثانيًا: تنوّع الإطناب في شعر الصنوبري، أدرس فيه أنواع الإطناب في شعر الصنوبري، والأثر الفنّي والبلاغي الذي يظهر عن تمثّلات تلك الأنواع في السياق. ويجيء مسك الختام مع الخاتمة، إذ وقفت فيها عند أهم النتائج التي توصّلت إليها. ومن الجدير بالذكر أنّ الدراسة اعتمدت في استقاء مادّتها جملة من المصادر والمراجع، كان من أبرزها ديوان الصنوبري، وكتاب الصنوبري شاعر الطبيعة لعبد الرحمن عطبة، وكتاب الإيضاح في علوم البلاغة للقزويني، وغيرها. ونظرًا لسعة موضوعات علم المعاني، فقد ركّزت دراستي على موضوعات بعينها، شكّلت ظواهر بارزة في شعر الصنوبري، وهي المذكورة آنفًا بوصفها محاور مهمّة في سياق شعره، وقد انتهجت في دراستي منهجًا يجمعُ بين الوصف والتحليل. ولعلّي أفدتُ من دراسات سابقة لدراستي في شعر الصنوبري، أذكر منها: (صور الزهريات في شعر الصنوبري ــ دراسة أسلوبية)، للباحثة وفاء عزيز، و(الطبيعة النباتيّة في شعر الصنوبري وابن خفاجة)، للباحث أحمد صالح ركنان، و(الطبيعة المائيّة في شعر الصنوبري)، للباحثة فداء محمد غنيم، ولعلّل المطّلع عليها يستوعب رؤية جزئيّة أو موازنة لبعض شعر الصنوبريّ، وأحسب أنّي أضفت لها رؤية أخرى تنصبّ في تحليل عبارات الصنوبري الشعريّة، وما انطوت عليه من معاني تركيبيّة، تتعلّق بالسياق وغرض الشاعر ومقاصده.