You are currently viewing اطروحة دكتوراه هناء تركي / بعنوان: حياة العرب قبل الاسلام من خلال كتاب شمس العلوم ودواء كلام العرب من الكلوم لنشوان الحميري(ت573هـ/1177م)

اطروحة دكتوراه هناء تركي / بعنوان: حياة العرب قبل الاسلام من خلال كتاب شمس العلوم ودواء كلام العرب من الكلوم لنشوان الحميري(ت573هـ/1177م)

المستخلص

      ان البحث في تاريخ العرب قبل الاسلام ودراسة مظاهر حياتهم من النواحي السياسية والاقتصادية والاجتماعية والدينية جدير بالعناية والاهتمام لتوضيح الصورة المشرقة التي كان يعيشها العرب قبل الاسلام والذي تعرض للتشويه بصورة كبيرة من قبل بعض المستشرقين اذ ان تاريخ العرب قبل الاسلام حلقة مهمة  من تاريخ العرب العام لذلك حضي باهتمام الباحثين والمؤرخين.

       وتعد كتب المعاجم اللغوية رصيداً علمياً ضخماً وهي لا تقل عن كتب التاريخ والادب ولا سيما ان العرب قبل الاسلام كانوا بارعين بالشعر لذلك فهي تحتوي على ماده تاريخية مهمة وهي مرآة العصر.

       وتعود دراستنا لمعجم(شمس العلوم ودواء كلام العرب من الكلوم) لنشوان الحميري المتوفي (573ه/1177م) لما يحتويه الكتاب من ماده علمية قيمة غنية  بالمعلومات التاريخية التي نقل منها الباحثون.

       وقد تطلبت الدراسة استعمال المنهج التاريخي التحليلي والوصفي لتسليط الضوء على الاحداث التاريخية التي كان يعيشها العرب آنذاك فضلا عن استعمال المقارنة لربط الحقائق التاريخية والتأكد من صحتها.

      وعليه يمكن القول ان كل جهد علمي سواء قبل الخوض في غمار الكتابة او اثنائها لابد ان يواجه الباحث جمله من الصعوبات, منها ما هو خاص يتعلق ببعض المصاعب التي تواجه الباحث ومنها ما هو عام تتمثل بأن بعض اشارات الحميري لعدد من جوانب حياة العرب قبل الاسلام قليلة أو غير واضحة والتي استطعنا بحمد الله تجاوزها من خلال التحليل ودعم المعلومة من المصادر التاريخية الاخرى لاكمال المعلومة التاريخية.

       اما عن الدراسات السابقة لم اجد اي دراسة أكاديمية سابقة في تخصص التاريخ عن كتاب نشوان غير تلك الدراسات التي تتعلق باختصاص اللغة العربية ومنها اطروحة دكتوراه للباحث عبدالحكيم عبدالله غالب جيهلان بعنوان: (نشوان الحميري وصوره اللغوية في شمس العلوم) ورسالة ماجستير للباحث هادي عبد الله ناجي بعنوان(نشوان بن سعيد الحميري وجهوده اللغوية والنحوية).

       وطبيعة المادة التاريخية عن العرب قبل الاسلام الواردة في كتاب(شمس العلوم) لنشوان الحميري متناثرة في اجزاء متفرقة من الكتاب والذي تبلغ أجزاءه أثنى عشر جزءاً مع الفهارس وغير منظمة وفقاً للتسلسل التاريخي لحدوثها ، لذلك كان لا بد من الاطلاع على جميع اجزاء الكتاب والبحث بين السطور عن مادة عصر العرب قبل الاسلام في جميع أجزاء الكتاب.

       اقتضت طبيعة الموضوع أن يقسم الى تمهيد وأربعة فصول تسبقهم مقدمة  أحتوت على تحليل لأهم المصادر، وخاتمة تضمنت أهم النتائج التى توصلت اليها الدراسة وقائمة المصادر والمراجع  وملخص باللغة الانكليزية ، وقد تضمنت الدراسة مايأتي: التمهيد : وتضمن مبحثين الاول:  الحديث عن السيرة الشخصية لنشوان الحميري (ت٥٧٣هـ/١١٧٧م) والثاني: سيرته العلمية.

       اما الفصل الاول : بعنوان(الحياة الدينية عند العرب قبل الاسلام) وقسم على ثلاث مباحث، الاول : الديانة الوثنية ويشمل الطلاق وأنواع الزواج والتعريف بالزواج،  والثاني: الديانات الكتابية والعبادات الاخرى ويشمل أدوات الزينة والملابس والزينة وملحقات الطعام، والطعام والمبحث الثالث: الطقوس الدينية.

      والفصل الثاني : بعنوان (الحياة الاجتماعية عند العرب قبل الاسلام) وقسم على ثلاث مباحث الاول الحياة الزواجية عند العرب قبل الاسلام ويضم المفاهيم الدينية ودلالتها اللغوية وكذلك أصنام العرب والمبحث الثاني الطعام والملابس وادوات الزينة ويشمل النصرانية واليهودية والحنيفية والعبادات الاخرى والثالث، العادات والتقاليد ووسائل التسلية تطرقنا فيه الى الوظائف الدينية والقرابين التي تقدم للإلهة والطقوس الدينية.

       وتطرقنا في الفصل الثالث(الحياة الاقتصادية عند العرب قبل الاسلام) وقسم على ثلاث مباحث الاول: النشاطات الاقتصادية ويضم التجارة والزراعة والصناعة والاعمال والمهن الاقتصادية والثاني: الاسواق عند العرب قبل الاسلام والثالث: البيوع والمعاملات التجارية ويشمل البيوع وانواعها والربا والشركة.

       في حين جاء الفصل الرابع بعنوان (الحياة السياسية عند العرب قبل السلام) وقسم على ثلاث مباحث الأول: ممالك شمال شبه الجزيرة العربية وهي الحضر وتدمر والغساسنة والثاني: ممالك وسط وشرق شبه الجزيرة العربية ويضم الحيرة والانباط وكندة والمبحث الثالث: ممالك جنوب شبه الجزيرة العربية، ويضم مملكة معين ومملكة حضرموت ومملكة سبأ ومملكة حمير، ومن ثم خاتمة بالدراسة وقائمة بالمصادر والمراجع التي اعتمدناها في الدراسة وملخص باللغة الانكليزية.

  • تحليل المصادر والمراجع:

      اعتمدت الدراسة على العديد من المصادر والمراجع وقد تنوعت في اقسامها نتيجة لتنوع المادة الدراسية، فضلاً عن اتساع المادة العلمية التي شملت جميع جوانب حياة العرب قبل الاسلام، ولذلك قُسمت هذه المصادر على:

اولا: كتب التفسير

      تعد كتب التفسير من الكتب المهمة في تفسير الآيات الكريمة وتوضيح مضمون الآيات وتفسيرها فكان من اهمها:

  1. جامع البيان في تأويل القرآن للطبري(ت310هـ/923م) ابو جعفر محمد بن جرير إمام المفسرين، ولد عام224ه في مدينة آمل في طبرستان، وبدأ في طلب العلم في السادسة عشرة من عمره، ثم رحل الى بغداد واستقر فيها، ويعد كتابة هذا من الكتب التي اعتمدت التفسير بالمأثور، يقع في أربع وعشرين جزء، وهو من اهم كتب التفسير لما يحتويه من الروايات الكثير عن معنى كل آية وبيان اراء الصحابة(y) فيها احيانا يتناول سبب نزول تلك الآية وكانت الفائدة منه في الفصل الاول والثاني.
  2. وكتاب (تفسير القرآن العظيم) لابن كثير ابو الفراء اسماعيل بن عمر(ت774هـ) وولد في عام(701ه) والذي تميز في ايراد الروايات عند تفسير الآية، ثم إنه يرجح في كثير من الاحيان ما يراه، ثم يأتي بالأدلة مع ذكر الروايات التاريخية. والذي استفدنا منه كثيراً في الفصل الاول.

ثانيا: كتب الحديث النبوي

       تعد كتب الحديث من المصادر ذات فائدة كبيرة في تخريج الاحاديث الواردة في الدراسة وتقوية صحة الاحاديث ويقصد بها اقوال النبي(صلى الله عليه وسلم) وافعاله والاقرارات التي نقلت عنه، وتعد كتب الحديث من اصدق المصادر بعد القرآن الكريم، اذ كانت الاحاديث تروى عن طريق سلسلة الحفاظ حتى تصل الى النبي(r)، ويأتي من أهمها:

  1.  كتاب(المسند) احمد بن حنبل (ت241هـ/855م) يعد من بين اعظم كتب الحديث فقد رتبه على مسانيد الصحابة (y) وجمعت فيه احاديث كل صحابي متتالية من دون ترتيب، وكانت فائدته كبيرة في تخريج الاحاديث  في الفصل الاول والثاني والثالث.
  2. وكتاب(صحيح البخاري) للإمام محمد بن اسماعيل البخاري (ت256هـ/869م) يعد كتابه من أبرز كتب الحديث، إذ وصف بأنه أصح كتاب بعد القرآن الكريم، الذي اعتمدنا عليه في تخريج الاحاديث الواردة، وافادتنا منه في دعم الاحاديث الصحيحة، وكانت فائدته كبيره في جميع فصول الدراسة.
  3. كتاب (صحيح مسلم) للإمام ابي الحسين مسلم بن الحجاج بن مسلم القشيري(261هـ/875م)، وقد اعتنى بترتيبه فقد كان يسوق الحديث ويذكره بطرق اخرى ان وجدت، واعتمدنا علية في تخريج الاحاديث الواردة في الدراسة والمعلومات التي تضمنها كتابه فلا تقل من حيث الاهمية عن تلك التي جاء بها المحدثين الآخرين وقد افادنا في الفصل الثالث.

ثالثا: كتب التاريخ

      اسهمت كتب التاريخ في اغناء موضوع الدراسة بالشواهد التاريخية عن حقبة العرب قبل الاسلام ,فقد تحدثت عن احوالهم ولاسيما في بعض العادات والتقاليد الاجتماعية والاقتصادية والطقوس الدينية وابرز تلك الكتب

  1. كتاب المحبر لأبن حبيب(ت245ه) هو من الكتب التاريخية المهمة والقيّمة الذي أمدنا بالعديد من المعلومات عن بعض الممالك والشخصيات الواردة في الأطروحة، وقد أفادنا في الفصل الثاني والثالث والرابع.
  2. وكتاب تاريخ الرسل والملوك للطبري(ت310هـ/ 923م) وهو موسوعة تاريخية متخصصة لا يمكن لأي باحث تاريخي الاستغناء عنها لما فيها من روايات تاريخية عن بدء الخليقة والرسل والانبياء وأعمارهم والامم السالفة وملوكهم وأبرز الاحداث التي عاصرتهم وأهم دياناتهم، وقد أفادنا في جميع فصول الاطروحة.

رابعا : كتب السير ، وكان من أهمها

  1.  كتاب السيرة النبوية لأبن هشام(ت218ه) والذي يُعد من كتب السيرة المهمة التي تتحدث عن الحقبة الأولى للتاريخ منذ زمن سيدنا آدم والأقوام السابقة ونشأة الرسول صلى الله عليه وسلم ومبعثه ومغازيه.
  2. كتاب الروض الأنف في شرح السيرة النبوية لأبن هشام للسهلي(ت٥٨١هـ) وهو من كتب السيرة المهمة فقد وضح العديد من الأمور التشريعية والدينية التي كانت تخص حياة العرب قبل الاسلام والتي تناولها الرسول الكريم محمد بالذكر وحرمها لما فيها من العبث والاشراك والكفر وبرزت أهمية الكتاب في الفصل الثاني والثالث.

   خامسا: كتب التراجم والطبقات:    

      لا يمكن لأي بحث أن يظهر بصورة جيدة دون الرجوع لكتب التراجم والطبقات لما تحتويه من معلومات مهمة تخص بعض الشخصيات التي يرد ذكرها في البحث، كذلك لاحتوائها على العديد من الروايات والاحداث التاريخية التي تخص الشخصيات التي يرد ذكرها فيها:

  1. الطبقات الكبرى لابن سعد(ت230هـ) وهو من أهم الكتب التي ألفت في الطبقات وتراجم الرجال، ويعد من الموسوعات في سعة معلوماته، وهو من أقدم المصادر التي ترجمت للأشخاص ولم يسبقه في ذلك سوى شيخه الواقدي الذي فُقد كتابه، وتبرز أهمية الكتاب لأنه يُعد مصدراً مهماً ليس فقط في التراجم وانما أورد الكثير من الروايات التاريخية المهمة التي تخص حياة العرب قبل الاسلام واهتم بالسيرة النبوية، وقد برزت أهمية هذا الكتاب في الفصلين الاول والرابع.
  2. كتاب الاصابة في تميز الصحابة لأبن حجر العسقلاني (ت (٨٥٢هـ)، وهو يُعد من كتب التراجم المهمة لسعته، وقد ذكر بن حجر أنه استمر في كتابته بحدود أربعين سنة وأهم ما يميز الكتاب أنه يتناول مرحلة ما قبل الاسلام ويحتوي على تراجم لأشخاص لا توجد عند غيره ربما لأنه أخذها من كتب فقدت وسجل في الكتاب العديد من التفاصيل التاريخية والحضارية، وقد أفادت منه الباحثة في الفصل الاول والثاني.

سادسا: كتب الانساب

      لكتب الانساب فائدة كبيرة لكل باحث تاريخي لما احتوتهُ من معلومات عن أنساب الرجال ومأثرهم، لذلك فقد كانت ذات فائدة في دراستنا هذه لما نقلتهُ من معلومات عن كثير من الشخصيات التي ورد ذكرها ومن أهمها:

  1. كتاب أنساب الأشراف للبلاذري المتوفى سنة(279هـ)، يعد هذا الكتاب من كتب الأنساب المهمة فعلى الرغم من انه يتناول انساب الاشراف إلا انه يضيف الحوادث التاريخية وكذلك مأثر بعض من يَذكرهم، أفادت الباحثة منه في الفصل الاول .

 (الانساب للسمعاني (ت562هـ) عبد الكريم بن محمد بن منصور التميمي، ويعد من الكتب الجامعة في هذا الفن، وجمع فيه الانساب الى القبائل والبطون، والى الاباء والاجداد، والى المذاهب في الفروع والاصول، والى الامكنة والصناعات

اترك تعليقاً