المستخلص
دراسة الشخصيات من الموضوعات المهمة في دراسة التاريخ و لاسيما التاريخ الحديث والمعاصر كونها تلقي بظلالها على مراحل مهمة من تاريخ الحوادث التي عاصرتها تلك الشخصيات, إذ عدت شخصية وارن كريستوفر شخصية دبلوماسية لها تأثيرها في السياسة الخارجية الأميركية واسهمت في حل بعض النزاعات وتجنب الدخول الحروب واللجوء إلى طرائق سلمية, إذ كان له الدور الكبير في عملية إطلاق سراح أثنين و خمسين رهينة أميركية في إيران و إعادتهم إلى بلادهم بسلام في عهد الرئيس الأميركي جيمي كارتر وترأسه مفاوضات السلام بين الكيان الصهيوني و دول العربية منها فلسطين و الأردن وسوريا و لبنان وتوقيع اتفاقية أوسلو المشهورة ما بين العرب و الكيان الصهيوني , إذ زار وارن كريستوفر الدول العربية وتفاوض مع رؤساء تلك الدول من أجل إحلال السلام مع ما يعرف بدولة (الكيان الصهيوني), كما كان لهُ دوراً مهماً في توسيع حلف شمال الأطلسي (الناتو), إذ استخدم دبلوماسيته من أجل السلام العالمي, و لكل ما سبق تأتي أهمية دراسة شخصية وارن كريستوفر و أثرهُ في سياسة الولايات المتحدة الأميركية الخارجية حتى العام 1997م , من الممكن ان تسهم في إضافة علمية و اكاديمية إلى الدراسات التي تناولت الأثر السياسي لوزارة الخارجية في سياسة الولايات المتحدة الأميركية اتجاه دول العالم.
اختير الإطار الزمني للرسالة منذُ ولادة الشخصية (وارن كريستوفر و أثره في سياسة الولايات المتحدة الأميركية الخارجية حتى العام 1997م) في العام 1925م كونه يمثل العام الذي في وارن كريستوفر, وانتهى موضوع الرسالة في العام 1997م الذي اقترن بانتهاء أثر وارن كريستوفر في مجال السياسة الخارجية للولايات المتحدة الأميركية .
اقتضت طبيعة الرسالة تقسيمها على مقدمة و ثلاثة فصول وخاتمة وقائمة المصادر المستخدمة في الرسالة, وتجدر الإشارة إلى انها اختلفت في التوازن بين الفصول نظراً لما يحتويه كل فصل من معلومات لذلك استخدمت الباحثة التسلسل الزمني للأحداث التاريخية في الفصلين الأول و الثاني.
ورد الفصل الأول بعنوان “ وارن كريستوفر و مراحل حياته و بواكير نشاطه السياسي” , إذ قسم الفصل على أربعة محاور, اذ تضمنت تلك المحاور ولادته ونشأته الأسرية, اذ نشأ في قرية سكرانتون وكان للأزمة الاقتصادية الأثر الكبير في صقل شخصيته ثم انتقاله إلى مدينة هوليوود حتى عام 1939, بعدها تطرقت الباحثة إلى تعليمه الثانوي والجامعي و تجنيده في البحرية الأميركية ومشاركته في الحرب العالمية الثانية فضلاً عن زواجه واولاده ومن ثم انخراطه في العمل المهني و عمله نائب للمدعي العام للولايات المتحدة الأميركية في المدة ما بين عامي 1967 و 1969 و عمله نائباً لرئيس لجنة ماكون التي تشكلت ضد اعمال الشغب, بالأضافة إلى ممارسته مهنة المحاماة حتى عام 1977.
وجاءالفصلالثانيبعنوان ” نشاط وارن كريستوفر في السياسة الخارجية للولايات المتحدة الأميركية (1977-1993)” إذ قسم الفصل على خمسة محاور, تناول المحور الأول منها تسنمه منصب وزير الخارجية الأميركية و كيفية ترشيحه لهذا المنصب من لدن وزير الخارجية الأميركية سايروس فانس, إما المحور الثاني فتطرق إلى إثرهُ في تطبيع العلاقات الأميركية مع الصين وتوقيع اتفاقية تطبيع العلاقات الخارجية معها بعد رحلات عديدة قامَ بها وارن كريستوفر ما بين الصين وتايوان, إما المحور الثالث فقد سلط الضوء على أثر وارن كريستوفر في التصديق على اتفاقيات قناة بنما ودوره في إقناع مجلس الشيوخ الأميركي بشأن توقيع الاتفاقيات ما بين جمهورية بنما والولايات المتحدة الأميركية, في حين أوضح المحور الرابع دوره في حادثة السفارة الأميركية في طهران بين عامي 1979 و 1981 وكيف ترأس وران كريستوفر المفاوضات ما بين إيران و الولايات المتحدة الأميركية مع دخول بعض الدول للوساطة ما بين الطرفين منها الجزائر و بريطانيا و ألمانيا فضلاً عن رحلات وارن كريستوفر إلى تلك الدول ونجاحه في إطلاق سراح أثنين وخمسين رهينة أميركية محتجزه في طهران , وبين المحور الخامس من الفصل حياة وارن كريستوفر بين عامين 1981 و 1992 إذ اعتزل كريستوفر خلال تلك المدة السياسة الخارجية ولم يكن لهُ إي تدخل في السياسة الخارجية الأميركية, إذ لم يكن قريباً منها.