المستخلص
لم تنلِ القصيدة العمودية في ديالى عناية الباحثين ؛ فهناك كثيرٌ من الشعراء لم يُعرف عنهم سواء ما كُتب عنهم في بعض المقالات, أو الأبحاث الأدبية, ولم يحظَ منهم بالدراسة المستقلة إلا القليل, ومنها (شعر أنمار الجراح دراسة نقدية), وهي رسالة ماجستير للباحث أحمد حسن, و(المخيّلة الشعرية دراسة نقدية في شعر خالد الداحي) رسالة ماجستير للباحثة جنان أحمد, كما دُرست القصيدة النثرية في اطروحة دكتوراه ( القصيدة النثرية في ديالى – دراسة في البناء والرؤية) للباحث أحمد حسن؛ لذا أرتينا دراسة القصيدة العمودية في محافظة ديالى, وستبنى دراستنا على: الكشف عن التحولات في القصيدة العمودية عند شعراء ديالى على مدى الرؤية والبناء.
كان هذا هو الأساس الذي انطلقت منه الدراسة , وقد كان صاحب الفكرة أستاذي الأستاذ المساعد الدكتور خالد علي ياس , ولجنة السيمنر المحترمة فلهم خالص الشكر والامتنان؛ إذ تقوم دراستنا على بيان العناصر الفنية لنمط القصيدة العمودية في ديالى عند مجموعة من الشعراء, وهم (حسين الحمداني, خالد الداحي, غزاي درع الطائي, أنمار الجراح ,فالح الكيلاني, خالد السعدي, كريم القيسي, تيمور الشيخ, ثابت حسن حمد, محمد سيد نجم, عامر هادي, جلال عبدالله خلف, أمجد فاضل)؛ إذ تعلقت الدراسة بالشعراء الذين تم اختيارهم بوصفهم عينات, فسلطنا الضوء على مجموعة من الشعراء من سنة 1976م إلى 2020م, للكشف عن رؤية الشعراء, وبنائهم في هذه المدة الزمنية, ومدى التحولات التي طرأت على تلك الرؤية, والبناء، وقد اعتمدت المنهج الوصفي التحليلي الذي يلائم الدراسة للوقوف على أهم الرؤى, والبنى في نصوصهم الشعرية التي تميزت بثرائيها الفكري, والأدبي.
وقد قسمت دراستي على ثلاثة فصول , وتمهيد , وخاتمة , و ملحق ؛ إذ أعرض في التمهيد (مفهوم القصيدة العمودية عرض تاريخي وتطوري, وخصوصية ديالى ) ؛ إذ سعى إلى الكشف عن القصيدة العمودية من بداياتها إلى العصر الحديث, ثم التحدث عن المشهد الشعري في ديالى، ثم يأتي بعد ذلك الفصل الأول المعنون: (الرؤية الشعرية) ، فقد تضمن مدخلاً تحدثتُ فيه عن مفهوم الرؤية الشعرية, والفرق بين الرؤية والرؤيا, ومبحثين , أما المبحث الأول (الرؤية الذاتية) سعينا فيه إلى دراسة الرؤية الذاتية عند شعراء ديالى، والتي انقسمت على قسمين هما الغربة الذاتية, والمكانية، والقسم الثاني الأنا الشعرية التي ارتفعت عند شعراء ديالى، التي عبروا بوساطتها عن إبائهم، وشموخهم, أما المبحث الثاني, فهو: (الرؤية الموضوعية) في شعرهم، وقد أنقسم على قسمين الأول الرؤية الاجتماعية, والثاني الرؤية السياسية؛ إذ وجدنا بأن هناك أحداث اجتماعية, وسياسية قد أثرت عليهم، فظهرت ملامحها في شعرهم ليعلنوا عِبْرَها عن إدراكهم للواقع، ومدى تأثيره عليهم, أما الفصل الثاني المعنون: (بناء القصيدة وتمظهراتها)، فقد قُسمَت هذا الفصل على ثلاثة مباحث, أما الأول: (فاعلية التناص والرمز في القصيدة العمودية)، وقد تحدثنا في هذا المبحث عن فاعلية التناصّ, والرمز في القصيدة التي تكشف عن موهبة الشاعر, وثقافته، ومدى قدرته على ربط الماضي بالحاضر لتقديم رؤية شعرية للقارئ، أما المبحث الثاني, فهو (العتبات)؛ إذ سلطنا الضوء فيها على ثلاث عتبات، وهي (العنوان، الإهداء، التصدير) لما لها من أثر فاعل في الكشف عن موهبة الشاعر في استعمال العناصر التي تكمل النصوص الشعرية, أما المبحث الثالث المعنون: (الشكل الفني للقصيدة العمودية) ،وقد بينت فيه عن نوع من القصيدة العمودية, وهو العمود الومضة الذي كتب فيه عدد قليل من شعراء ديالى، أما الفصل الثالث المعنون: (الإيقاع الشعري ) لندرس فيه الإيقاع الشعري الذي يعدَّ من العناصر الرئيسة في بناء القصيدة العمودية، وقد قُسمَ هذا الفصل على مبحثين, أما الأول, فهو: (الإيقاع الخارجي ) تحدثتُ فيه عن أثر الوزن, والقافية اللذين يعدان الهيكل الخارجي في القصيدة العمودية , ومدى تأثريهم في القصيدة العمودية في ديالى، وما أنواع الأوزان, والقوافي التي وظّفها الشعراء, أما المبحث الثاني, فهو الإيقاع الداخلي) بينتُ في هذا المبحث الأثر الفاعل للتكرار, والتضاد في إثراء الموسيقى الداخلية في الإنتاج الشعري لشعراء ديالى, ثم تبعنا الدراسة بخاتمة شملت أهم النتائج التي توصلنا إليها بوساطة الدراسة, وبعدها ملحق ذكرتُ فيه السيرة الذاتية لشعراء محافظة ديالى .
وعليه فإن هذه الرسالة تعدّ الخطوة الأولى في طريقي العلمي، وقد أسهمت أستاذتي المشرفة الأستاذ المساعد الدكتورة إسراء إبراهيم محمد الخزرجي في إخراج الرسالة حتى استوت على سوقها؛ إذ وجهتني, وقوّمت , وتحمّلت سقطات البحث ، فكان لملحوظاتها العلمية آثار واضحة في الرسالة , فلها كل الشكر, والتقدير, والامتنان داعية الله أنْ يمدها بالصحة, والعافية, والعطاء الدائم.