You are currently viewing رسالة ماجستير كاظم فؤاد/ بعنوان:  تَنْشِئَةُ الأُسْرَةِ الـمُسْلِمَةِ وَدَوْرُهَا في تَنْمِيَةِ التَّرْبِيَةِ السَّلِيمَةِ في ضَوءِ تَفسِيرِ الـمُنِيرِ لِلزُّحَيلِي (دراسة قرآنيَّة معاصرة)

رسالة ماجستير كاظم فؤاد/ بعنوان: تَنْشِئَةُ الأُسْرَةِ الـمُسْلِمَةِ وَدَوْرُهَا في تَنْمِيَةِ التَّرْبِيَةِ السَّلِيمَةِ في ضَوءِ تَفسِيرِ الـمُنِيرِ لِلزُّحَيلِي (دراسة قرآنيَّة معاصرة)

المستخلص

فإنَّ ﻤﻦ ﻓﻀﻞ الإسلام على البشريَّة ﺃﻥ جاءها بمنهاج قويم في تربية النفوس ﻭﺍﻷﺟﻴﺎﻝ وتكوين الامم وبناء الحضارات وارساء قواعد المجد ومن المعروف ان كل هذا لا يأتي الا من النواة الصغيرة وهي الأسرة، ومن خلال الفقه الإسلامي العظيم الَّذي هو نسيج الإسلام المتين وشرع الله الحكيم، به صاغ المسلمون حياتهم في ضوء النصوص الشرعية، فتوحدوا في العبادة والمعاملة والسلوك، هذا الفقه هو المنطلق الحضاري الرائع للأمة ؛ لأنَّهُ يبني لها أصول عزتها، وقوام حياتها، ويضع لها مخطط عملها في المستقبل.

كانت الأسرة ولا تزال محل اهتمام الكثير من المتخصِّصين في مختلف العلوم والمعارف، وخاصَّة العلوم الاجتماعيَّة والإنسانية نظرا لأهمِّيَّتها وبِعَدِّها الخليَّة الأولى والرئيسة الَّتي يتكون منها المجتمع، فهي أول وحدة اجتماعيَّة عرفتها البشريَّة من أول اسرة ضمـت آدم وحواء وانبثاق أولى الجماعات الأسريَّة الَّتي تطورت عبر الزمن، إلى تنظيمات اجتماعيَّة تنوعت فيها التنظيمات الأسريَّة في بنيانها وأحجامها ووظائفها وأدوارها، وعلاقاتها وسلطاتها من مجتمع إلى آخر ولقد حاولنا التعرض من خلال هذا البحث الموسوم (تَنْشِئَةُ الأُسْرَةِ الـمُسْلِمَةِ وَدَورُهَا في تَنْمِيَةِ التَّرْبِيَةِ السَّلِيمَةِ في ضَوءِ تَفسِيرِ الـمُنِيرِ لِلزُّحَيلِي – دراسة قرآنيَّة معاصرة) لمعرفة مفهوم الأسرة ونشاتها وتكوينها، فقد وَرَدَ مصطلح الأسرة في القرآن الكريم، بقوله تعالى: ﱡﭐ ﲪ ﲫ ﲬ ﲭ ﲮ ﲯ  ﲰ ﲱ ﲲ ﲳ ﲴ ﲵ ﲶ ﲷ  ﲸ ﲹ ﲺ ﲻ ﲼ ﲽ ﲾ ﲿ ﱠ([1])،  وقوله تعالى: ﱡﭐ ﱝ ﱞ ﱟ  ﱠ ﱡ ﱢ ﱣ ﱤ ﱥ ﱦﱠ([2])،  وقد وردت الكلمة في الحديث النبوي في موضع واحد يدل على جماعة الرجل، وهو قول اليهود لرسول الله r: (…ثم زَنَى رجلٌ في أسرةٍ مِن النَّاسِ…)([3])، ولكن نجد مصطلحات قرآنيَّة قد تقترب من المدلول المعاصر نحو مصطلح (الأهل) والَّتي تدل على جماعة الرجل وعشيرته.

قد لا يمكن الاستدلال على اهتمام القرآن بالأسرة أو عدم اهتمامه بتكرار (المصطلح) لفظا، وإنما بمدى العناية التشريعية الَّتي أولاها القرآن للأسرة؛ وهذا أحد الاسباب الَّتي دفعتني لاختيار تفسير المنير للزحيلي لما به من تفصيلات تشريعية وقيمية وإرشادية لمختلف مكونات الأسرة، واهتماما بتنظيم علاقاتها وفق منظور تشريعي مقاصدي؛ ببيان حقوق أفرادها وواجباتهم والقيم الَّتي يجب التحلي بها، والمقاصد الَّتي ينبغي التأطر بها، فتفسير القرآن على ضوء تفسير المنير للزحيلي تروم بيان المنظومة الأخلاقيَّة الَّتي تربط بين أفرادها ورغم لم يذكر مصطلح الأسرة في القرآن إلا أنَّه لا يمنع من محاولة تبين الأسرة ومفاهيمها اجتهاديا قبل الانتقال إلى دراستها مقاصديًّا، بعدِّ تداول المصطلح اليوم.


([1]) سورة التحريم: الآية 6.

([2]) سورة الفتح: من الآية 11.

([3]) صحيح البخاري، أبو عبدالله محمـد بن اسماعيل البخاري (ت210هـ)، تحقيق: مجموعة من العلماء، المطبعة الاميرية بولاق مصر1958م، باب الصلاة على الجنائز في المصلى والمسجد، رقم الحديث (1329)، 2/88.

اترك تعليقاً