اعلام المكتبة المركزية / المهندس مهند
الخلاصة
تقوم فكرة البحث على دراسة العلاقة بين أسلوب من أساليب النحو العربي ؛ و هو أسلوب النفي بطرائقه المختلفة بالمجالات الدلالية التي تتردد فيها في القرآن الكريم في السور موضع الدراسة . و من المعروف أن المجال الدلالي ( أو ما يعرف بنظرية الحقول الدلالية ) نظرية دلالية نشأت في مستوى الدراسات الدلالية المعجمية ؛ و تدل على وجود ارتباط بين مجموعة من المعاني تتميز بوجود عناصر أو ملامح دلالية مشتركة فيما بينها و يعبر عنها بكلمات متقاربة . و تكتسب الكلمة معناها في علاقتها بالكلمات الأخرى و لكن هذا البحث يحاول توظيف بعض معطيات هذه النظرية في مجال الدراسات النحوية في القرآن الكريم
.الهدف من الدراسة
- العمل على ابراز المجال الدلالي في سور القرآن العظيم ( البقرة ، و آل عمران ، و النساء ، و المائدة ) ؛ من خلال تطبيق نظرية الحقول الدلالية , والتركيز على المجالات التي تكررت في النص المبارك , لبيان اهميتها ، و أثرها في استخراج حُكمه سبحانه و حكمته في ذلك الامر المشرع .
- محاولة الاجابة عن السؤال الآتي : ( ما المجالات الدلالية التي استعمل فيه أسلوب النفي في هذه السور المباركات ) ؟
- ما دلالة اختيار هذا الأسلوب النحوي في كلّ سياق في كل مجال من هذهِ المجالات ؟
- ما نوع النفي الذي هيمن على هذا السياق في هذا المجال دون نوع آخر؟
- ما سرّ ارتباط استعمال اسلوب من أساليب النفي في مجال معين دون غيره من الأساليب؟ و ما السر في ارتباط عدة اساليب بمجال معين؟ و ما سر وجود اسلوب وارتباطه بمجال معين ، وغيابه في مجال آخر مشابه له في الحكم والحالة ؟
الدراسات السابقة
تناولت دراسات كثيرة أسلوب النفي في العربية عموما ، و في القرآن الكريم على نحو خاص ؛ لكن استقراء المكتبة العربية لم يقف على دراسات سابقة تناولت مجال العلاقة بين أسلوب نحوي محدد ، و مجال دلالي تعبيري محدد في القرآن الكريم إلّا كتاب ( المجالات الدلالية في النهي في سورة البقرة ) للدكتور ياسر عوض أحمد . و قد اختار فيها الباحث الكريم أن يدرس ( أسلوب النهي ) (( ليبرز المجالات الدلالية للنهي أو بصورة أوضح المجالات الدلالية للأمور التي تم النهي عن اتيانها من خلال سياقات الآيات الكريمة في هذه السور المباركة )) . و قد قسم الكتاب على عدد المجالات الدلالية الي ورد فيها أسلوب النهي في سورة البقرة ثم عرض في كل مجال دلالي طريقة النهي التي اُستعملت فيه
خطة البحث
اقتضت طبيعة البحث أن يُدرس في مقدمة ، و تمهيد ، و أربعة فصول قسّمت على وفق طبيعة النفي ( ؛ لأن المجالات الدلالية التي استعمل فيها النفي في السور موضع الدراسة كانت كثيرة جدًا ما حال دون أن تقسم الدراسة على وفق المجالات ) ، و خاتمة ، و ثبت بمصادر البحث و مراجعه .
- أما المقدمة ؛ فتناولت فيها عنوان البحث و فكرته و أهم السؤالات التي يروم البحث الإجابة عنها و الدراسات السابقة عليه و خطته و منهجه .
- و أما التمهيد فجاء بعنوان ( أسلوب النفي و نظرية المجال الدلاليّ : بحثٌ في إمكان العلاقة بينهما ) . و تناولت فيه بعض المفاهيم الرئيسة في البحث و امكان العلاقة بين الأسلوب النحوي و المجال الدلالي .
- و جاء الفصل الأول بعنوان : ( المجالات الدلالية لأداة نفي الاسم و أدوات النفي الناسخة ) . و تناولت فيه المجالات الدلالية التي استعملت فيها أداة نفي الاسم ؛ و هي : ( لا ) المؤكدة للنفي ، و المجالات الدلالية لأدوات النفي الناسخة للجملة الاسمية ؛ و هي : ( ليس ) ، و ( لا ) ، و ( ما ) العاملات عملها ، و ( لا ) النافية للجنس .
- و جاء الفصل الثاني بعنوان : ( المجالات الدلالية لأدوات نفي الفعل ) . و درست فيه المجالات الدلالية للأدوات النافية للفعل ؛ و هي : ( لا ، و ما الداخلتان على الماضي و المضارع ) ، و ( لم ، و لمّا ، و لن ) المختصة بالدخول على الفعل المضارع ) .
- و جاء الفصل الثالث بعنوان : ( المجالات الدلالية للنفي الضمني ) . و تناولت فيه ما ورد في السور موضع الدراسة من نفي ضمني بالاستثناء ، و بالقصر بـ ( إنما ) ، و بالاستفهام بـ ( هل ، و كيف ) ، و بالاستدراك بعد مثبت بـ ( لكن ) ، و بالتمني بـ ( ليت ) و ارتباطها في سياقاتها بمجالاتها الدلالية .
- و جاء الفصل الرابع بعنوان : ( المجالات الدلالية للتركيبات الدالة على النفي ) . و درست فيه مجموعة من التعبيرات و التركيبات التي استعملتها العربية بدلالة تفيد النفي في وجه من وجوهها بدلالة استعمال لفظ يدل معجميا على النفي ؛ و من ذلك : ( غير ، و سبحان الله ، و أعوذ بالله ، و أبى ، و يكاد ، و منع ) . و هي ألفاظ وردت في صيغ تركيبية نحوية أفادت النفي .
- ثم ختمت البحث بخاتمة تضمنت أهم نتائجه .
- ثم بثبت بمصادر البحث و مراجعه . و كان من أهمها كتب التراث النحوية ، و اللغوية ، و كتب التفسير . و لم تستغن الدراسة عن المراجع الحديثة .