You are currently viewing رسالة ماجستير قبس رزوقي / بعنوان : مَدخل إِلى الشعر العبّاسي في مَنظور مناهج النقد الحديث

رسالة ماجستير قبس رزوقي / بعنوان : مَدخل إِلى الشعر العبّاسي في مَنظور مناهج النقد الحديث

المستخلص

يُشّكلُ الشعرُ العباسي ذروةَ تطور الأدب العربي،  إذ تميز بتنوعه وثرائه نتيجة تلاقح الأفكار من مختلف الثقافات، ومع ظهور مناهج النقد الأدبي الحديث، أصبح من الممكن إعادة قراءة هذا الشعر بطرق جديدة تركز على الجوانب الاجتماعية والنفسية والفكرية، مما يفتح آفاقًا أوسع لفهم دوره في التعبير عن روح العصر.

وتلخصت مشكلة البحث في أنه كيف يمكن تطبيق المناهج النقدية الحديثة على الشعر العباسي بطرائق فعّالة؟، وما هي السُبُل التي تتيح لمناهج النقد الأدبي المعاصر  في تجديد فهمنا لموضوعات وأساليب الشعر العباسي، وما التحديات الرئيسية التي قد تعترض الباحثين عند استعمال هذه المناهج في تحليل الشعر العباسي.؟

 إن ّالهدف من اختيار هذا العنوان؛ هو تقديم قراءة جديدة للشعر العباسي،  بوساطة تطبيق المناهج النقدية المعاصرة، مما يعزز فهمنا للأدب العباسي؛ ويقدم تفسيرات جديدة للنصوص، وتحسين استعمال الأدوات النقدية الحديثة في تحليل الأدب القديم،  فضلاً عن تعزيز الوعي بأهمية الربط بين القديم  والحديث، وأخيراً، دفع البحث الأكاديمي نحو استكشاف جوانب جديدة من التراث الأدبي العباسي وتحفيز المزيد من الدراسات في هذا المجال.

 تكمن أهمية العنوان، في قدرته على تجديد فهمنا للأدب العباسي  بوساطة تطبيق أدوات النقد الأدبي المعاصر،  إذ يعزز من قدرة الباحثين على ربط التراث الأدبي بأساليب نقدية حديثة، مما يتيح رؤى جديدة للأبعاد الاجتماعية والنفسية في النصوص الشّعرية، كما يسهم في إثراء الدراسات الأدبية عبر تقديم نموذج لتحليل الأدب القديم باستعمال نظريات حديثة.

أتبعت الباحثة المنهج التحليلي والوصفي في كتابة البحث، كما أنها قسّمت الرسالة إلى التمهيد، دوال العنوان ومفاهيمه الشعر  ومفهومه ومن ثم العصر العباسي والأدب، لمحة تاريخية عن العصر العبّاسي وما تحقق فيه من ازدهار، وكيف تنوعت أغراضه ومظاهر التجديد فيه، هذا مما شكل عتبة للدخول الى مفهوم النقد الأدبي الحديث وبيان خصائصه وكيف تأثر النقد الأدبي الحديث بالنقد الغربي ، فجاء الفصل الأول بعنوان (الشعر العباسي من منظور المناهج السياقية) ومرحلة تبني المناهج النقدية السياقية ومنها المنهج الاجتماعي، والمنهج النفسي الانثربولوجي والمنهج الانطباعي (التأثري).   أمّا الفصل الثاني فوسمَ بعنوان (التحليل البلاغي والأسلوبي) ركز على تبني التحليل البلاغي والأسلوبي فتخصص في الشعر العباسي بفنونه وبلاغته ومنها: البيان ، التشبيه، الاستعارة الكناية وعلم البديع فضلاُ عن تتبع المنهج الاسلوبي والياته .       وفي الفصل الثالث الذي جاء بعنوان (المناهج النصية وما بعد الحداثة) تتبع الباحث اليات المناهج النصية ،أي مناهج ما بعد الحداثة  ومنها :المنهج البنيوي، المنهج السيميائي، المنهج التفكيكي والتأويل والتلقي وخاتمة لابرز النتائج وقائمة بالمصادر والمراجع ،   فأفادت الدراسة من طروحات النقاد، التي جاءت في أهم المصادر في أمهات الكتب والمعاجم المشهورة لكل باحث ولابد منها، ومنها على سبيل المثال كتاب (مناهج النقد المعاصر)  للدكتور صلاح فضل ، وكتاب (إشكالية المصطلح في الخطاب النقدي العربي الجديد)،  ليوسف وغليسي وكتاب (الخطيئة والتفكير من البنيوية الى التشريحية) لعبدالله محمد الغذامي.

 لقد حاولت الباحثة الكشف عن التداخل بين الثقافة العباسية والمفاهيم النقدية الحديثة، التي تعيد صياغة الفهم الأدبي للشعر العباسي، ومن ثم  الكشف عن أبعاد جديدة في الأغراض الشعرية التقليدية و وما جرى من تحولاتٍ في البنية الشعرية مقارنةً بالشعر الجاهلي، فضلاً عن الإفادة من آليات المنهج النفسي والرمزي  للوصول  الى عمق التأويل في الشعر العباسي،  يضاف له النقد الأسلوبي  في الكشف عن تنوع الأساليب البلاغية التي تمزج بين الأصالة والتجديد.

في ختام هذه الرحلة في عالم الشعر العباسي  بوساطة عدسة النقد الحديث، نجد أنفسنا أمام بُعد جديد من التفكر في روائع هذا التراث الأدبي العظيم، نستشعر أن كل تحليل نقدي هو بمثابة رسالة تقدير وتكريم للشعراء العباسيين الذين صاغوا كلماتهم بإحساس عميق، وأن هذه اللحظة هي تذكير بأن الأدب، بكل تفاصيله، يظل مصدر إلهام وجسرًا بين الأجيال.

اترك تعليقاً