You are currently viewing رسالة ماجستير عبد الخالق محمد / بعنوان: الجـوانـب التَّاريخيَّة في شعــــر عبد الله بــن روَّاحة (ت 8 هـ/ 629 م)

رسالة ماجستير عبد الخالق محمد / بعنوان: الجـوانـب التَّاريخيَّة في شعــــر عبد الله بــن روَّاحة (ت 8 هـ/ 629 م)

المستخلص

إنَّ الغوص في دراسة التَّاريخ الإسلاميّ، وما فيه من أهمية كبيرة تتعلق بحياة الرَّسول (r) والصحابة ( (yالذين آزروه، ونصروه، واتبعوه، وهاجروا معه، فأحبوه أكثر من حبهم لذاتهم، وجاهدوا معه بأموالهم وأنفسهم، فلهم فضل عظيم بعد الرسول (r) في نشر الإسلام في جميع أرجاء الأرض، قال تعالى: )وَالَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ(. [سورة الأنفال]

ومن هؤلاء الصحابة عبد الله بن روَّاحة الأنصاريّ (t)، الذي نشأ وترعرع في المدينة، كان فارساً وسيداً وشاعراً من سادات بني الخزرج دافع عن قبيلته بأشعاره وسيفة وله دورٌ بارزٌ من خلال مشاركته مع قومة في أيامهم، ووقائعهم، وحروبهم، ومع ظهور الإسلام شرح الله صدره لهذا الدين العظيم؛ إذ كان أحد النقباء الاثني عشر الذين اسهموا في بيعة العقبة الثانية، فضلاً عن شأنه الكبير في نشر الإسلام في يثرب، كما أسهم بسيفه ولسانه في معظم غزوات الرسول (r) وحربه ضد المشركين، وإعلاء كلمة الحق، فكانت أشعاره وسيلة مهمة من وسائل الدفاع عن الدعوة الإسلاميةَّ.

وقد تشرف بكونه أحد الأمراء الثلاثة الذين أرسلهم رسول الله (r) في غزوة مؤتة عام (8 هـ/ ٦٢٩ م) ونال وسام الشهادة فيها، فرضي الله عن الصحابي الجليل عبد الله بن روَّاحة لما قدم من الشعر الصادق الذي دافع به عن عقيدته ودينه .

في ضوء المعطيات آنفة الذكر وقع اختيارنا على عنوان الدراسة :(الجوانب التَّاريخيَّة في شعر عبد الله بن روَّاحة ( ت 8 ه/ 629 م)، وكان الدافع الأساسي من اختيار هذا العنوان وهو الرغبة مَّنا في دراسة السيرة النَّبويَّة والخوض في شخصيَّة الصحابي عبد الله بن روَّاحة (t) الذي له أثر الكبير في نفوس الإسلام والمسلمين لما قدم من تضحية بالغة، فضلاً عن ميولي ورغبتي الشديدة في دراسة شعر عبد الله بن روَّاحة (t)، لأنَّه على حسب علمي لم يدرس على هذا النحو، فضلاً عن تشجيع مشرفي الأستاذ الدكتور أحمد مطر الهيازعي على تناول هذه الدراسة التَّاريخيَّة في شعر عبد الله بن روَّاحة (t) .

ولم تخل هذه الدراسة من بعض الصعوبات منها: قلة المعلومات التي تتعلق بحياة الصحابي عبد الله بن روَّاحة (t) الشخصية في مراحلها الأولى، الذي دفعنا إلى تتبع دقائق الأمور التَّاريخيَّة متعلقة بترجمة شخصيته، ومن خلال ذلك تمكنا ولو بشكل بسيط أن نستدل ونستنتج عن حياته الأولى .

    اقتضت طبيعة الدراسة تقسيمها لثلاثة فصول سبقتها مقدمة تطرقنا فيها إلى أهمية الموضوع، وتحليلاً لأهم المصادر والمراجع، وتلتها خاتمة أجملنا فيها أهم النتائج التي توصَّلنا إليها، وأعقبتها قائمة المصادر والمراجع، وملخَّص للرسالة باللغة الإنكليزية. 

جاء الفصل الأول بعنوان: (عبد الله بن روَّاحة (t) دراسة في سيرته الذاتيَّة) وتضمَّن ثلاثة مباحث، تناولتُ في المبحث الأول: حياته الشخصيَّة، وتكلمت في المبحث الثاني عن: إسلامه وجهاده، وتحدثت في المبحث الثالث عن: سيرته الثقافيَّة والعلميَّة .

أما الفصل الثاني فكان تحت عنوان: (أيام العرب قبل الإسلام من خلال شعر عبد الله بن روَّاحة)، وجاء مقسماً على ثلاثة مباحث، تطرقت في المبحث الأول إلى: يوم الفضاء في شعر عبد الله بن رواحة (t)، والمبحث الثاني تناولت فيه: حرب حاطب في شعر عبد الله بن رواحة (t)، أما المبحث الثالث تحدثت فيه: عن يوم بعاث في شعر عبد الله بن رواحة (t) .

وكان الفصل الثالث بعنوان:(السّيرة النَّبويَّة في شعر عبد الله بن روَّاحة (t)) وجاء مقسماً على ثلاثة مباحث تكلمت في المبحث الأول عن: الغزوات النبويَّة في شعر عبد الله بن روَّاحة (t)، وأما المبحث الثاني جاء تحت عنوان: الجوانب الدينية والحضارية في شعر عبد الله بن روَّاحة (t)، وتناولت في المبحث الثالث عن: المدح والرثاء بعض الصحابة ( (yفي شعر عبد الله بن روَّاحة (t) .

    أما فيما يخص الدراسات السابقة التي جاءت قريبة من عنوان دراستنا فهي كالاتي:

  1. الساسي، أيمان، دراسة بعنوان: (ديوان عبد الله بن روَّاحة (t) دراسة في المضامين والأشكال الجمالية)، رسالة ماجستير غير منشورة، جامعة أم البواقي، (الجزائر: كلية الآداب واللغات، ٢٠٠١ م) .
  2. أبراهيم، محمد أبراهيم، دراسة بعنوان: (عبد الله بن روَّاحة حياته وشعره)، رسالة ماجستير غير منشورة، جامعة أم درمان الإسلامية، (السودان: كلية اللغة العربية، ١٤٢٧ هـ/ ٢٠٠٦ م).
  3. ياسين، جمعة عبد الله، دراسة بعنوان: (عبد الله بن روَّاحة سيرته ودوره الجهادي والفكري في الإسلام)، رسالة ماجستير غير منشورة، جامعة تكريت، (كلية التربية، ٢٠٠٨ م)

وبعد الاطلاع على هذه الدراسات اتضح أنها جاءت بجوانب لغوية، وغيرها من الجوانب الأخرى، إذ تبين أنها لا تمن بموضوع دراستنا .

ثانياً: عرض المصادر والمراجع

حاولت الدراسة قدر المستطاع الإفادة من أغلب المصادر والمراجع التَّاريخيَّة في بيان مضمون مادتها، والتي كان لها الأثر الكبير في إغنائها بمادتها العلمية من خلال المعلومات القيمة، ونظراً لاتساع نطاق الدراسة وفي محاولة منا لتغطية كل ما اشتمل عليه عنوان دراستنا من أجل إعطاء صورة واضحة عنها، فقد اعتمدت الدراسة على المصادر والمراجع المتنوعة، وسنقتصر على ذكر المهم منها للتعريف على مدى أهميتها وفائدتها للدراسة ومن أبرزها .

1. كتب السيرة والشمائل:

لكتب السيرة والشمائل أثر كبير في إغناء هذه الدراسة بمعلومات قيمة، ومن أبرزها:

أ. كتاب (السيرة النبوية) لابن إسحاق (ت ١٥١ هـ / ٧٦٨ م) الذي ألف ابن إسحاق في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم، وهي تشمل حياة الرسول صلى الله عليه وسلم قبل البعثة، وشيئاً من أخبار الجاهليَّة، ثم سيرته صلى الله عليه وسلم بعد الهجرة، ثم في حياته في المدينة، ومغازيه، وبعوثه، حتى وفاته صلى الله عليه وسلم. أما طريقته في الترتيب والتأليف فلا نكاد نبينها كاملة لأن كتبه لم تصل إلينا إلا من خلال بعض النقول التي وجدت في مؤلفات العلماء الذين جاؤوا بعده، وأقربها هو تهذيب السيرة، الذي قام به ابن هشام من المصادر القيمة التي أفادت الدراسة، ولا سيما في الفصل الأول .

ب. كتاب (المغازي) للواقدي ( ت ٢٠٧ هـ / ٨٢٢ م)، وكانت أهميته كبيرة حيث يذكر المغازي النبوية مع تحديد تاريخ الغزوة، كما يذكر أشعار المسلمين في غزواتهم، إذ قدم معلومات قيمة، ولا سيما في فصل الأول والثالث من الدراسة .

ت. كتاب (سيرة النبوية) لابن هشام (ت 218 هـ/ 828 م) يعد من المصادر المهمة والمعتمدة التي أفادت الدراسة في جميع فصولها، لما يحتويه من معلومات وافية ومفصَّلة .

ث. كتاب (الأملاء المختصر في شرح غريب السير) للخشني (ت ٦٠٤ ه/١٢٠٧ م) يعد من المصادر القيمة وكانت أهميته في فصل الثالث في تفسير معاني أغلب مفردات الشعر الصحابي الجليل عبد الله بن روَّاحة (t) .

2.كتب التَّاريخ العام:

لقد كان لهذه المصادر أهمية كبيرة في هذه الدراسة ومن الكتب التي استفدت منها يأتي في مقدمتها:

أ. كتاب (الأيام) للكلبي (ت ٢٠4 هـ/ ۸۱۹ م)، وقد أمدنَّا هذا الكتاب بالكثير من المعلومات القيمة التي استفدنا منها في فصل الثاني من الدراسة عن أيام العرب قبل الإسلام .

ب. كتاب (تاريخ المدينة) الذي ألفه ابن شبة (ت 262 هـ/ ٨٧٥ هـ) وهو من أجلَّ المحدثين المؤرخين؛ لذا يعد كتاب تاريخ المدينة مما لا يستغني عنه طالب العلم، حيث شمل أكثر من فرع من فروع العلم؛ ففيه التَّاريخ، والفقه، والحديث؛ فقد درج فيه الإمام على ذكر الأحداث التَّاريخيَّة من خلال روايات الحديث، ثم يذكر بعض الأحكام الفقهية المتعلقة بما ذكره؛ كأن يذكر مسجد النبي صلى الله عليه وسلم ثم يردف ببعض أحكام المساجد … وبرزت أهميته في الفصل الأول والثالث من الدراسة .

ت. كتاب (تاريخ الأمم والملوك) للطبري (ت ٣١٠ هـ/ ٩٢٢ م) الذي يمثل قمَّة ما وصلت إليه كتابة التَّاريخ عند العرب المسلمين، قدّم لنا الطبري في كتابه معلومات قيمه أغنت الدراسة في كثير من جوانبها.

ث. كتاب (الكامل في التاريخ) لابن الأثير (ت ٦٣٠ هـ/١٢٣٢ م) يعد من المصادر المهمة في التَّاريخ العام، أمدَّ الدراسة بمعلومات قيمة ومفيدة عن أشعار الصحابي الجليل عبد الله بن روَّاحة (t) في أيام العرب ووقائعهم قبل الإسلام، وجاءت أهميته في الفصل الثاني من الدراسة .

3. كتب الطبقات والتراجم:

تعد من المصادر القيمة والمهمة التي رفدت الدراسة بمعلومات وافرة عن تراجم الشخصيات الواردة في جميع فصول الدراسة ومن أبرزها:

أ. كتاب (الطبقات الكبرى) لابن سعد (ت ٢٣٠ هـ/ ٨٤٤ م)، يعتبر من أهم مصادر التَّاريخ الإسلامي، وكانت فائدته في تعريف بعض الشخصيات، فضلاً عن أحداث السيرة النبوية، وقد أمدنَّا بمعلومات وافية ومفصَّلة في جميع فصول الدراسة .

ب. كتاب (طبقات فحول الشعراء) لابن سلام (ت ٢٣٢ هـ/ ٨٤٦ م)، ولقد ذكر فيه شعراء العرب في الجاهليَّة والإسلام، ورتبهم على عشرة طبقات، منها عشرة طبقات لشعراء الجاهليَّة، وعشرة طبقات لشعراء الإسلام، كما ذكر شعراء مكة والطائف والبحرين وشعراء اليهود، وبرزت أهميته في الفصل الأول والثالث من الدراسة .

اترك تعليقاً