اعلام المكتبة المركزية / المهندس مهند
الخلاصة
فقد حُظيت (حروف المعاني) بعناية كبيرة من لدُن علماء العربية إذ عدوها من أهم مباحث (النحو العربيّ) لما لها من أثرٍ فعالٍ في بناء الكلام وتوجيه معانيه ومقاصده، إذ هي بمثابة الميزان الذي يقيم الجملة، وتتحقق بهِ جمالية النثر والنظم، وحسن استعمالها وتوظيفها فن من فنون البلاغة وصنعة من صنع الإبانة وإقحامها في غير مواضعها دليلٌ على عدم تمكن مستعملها.وعلى هذا فإن أهل العربية ودارسي علومها جميعهم، بحاجة إلى معرفة هذه الحروف وأوجه استعمالاتها، وتبعًا لهذه الأهمية لحروف المعاني انكب النحاة على التأليف في هذا الموضوع، وكان من بين ما ألفوا هو كتاب (رصف المباني في شرح حروف المعاني) للمالقيّ (ت702ه) وكتاب (مصابيح المغاني في حروف المعاني) للموزعيّ (ت825ه)، وهما مادة رسالتي، فقد درستهما دراسة تحليلية موازنة، إذ ألّقيتُ الضوء على مواطن التشابه والاختلاف بينهما، والجدير بالذكر أنّ منهج الباحث بالموازنة كان يتمثل بالاقتصار على نماذج معينة من مادة الكتابين من دون تناول المادة بصورة كاملة؛ لأن ذلك يطيل الدراسة والإطالة لا تعطي لنا الملامح الواضحة لصورة الموازنة المُرادة، علمًا أنّي اعتمدتُ منهجًا قوامه التحليل والموازنة في دراستي.وبعد أن استفرغتُ الجهدَ في جمع المادَّةِ، شرعتُ في كتابة الرسالة مقسمًا إياها على ثلاثة فصول تسبقها مقدمة، وقد تحاشيتُ كتابة تمهيد، وسبب ذلك هو أنّ التأليف في حروف المعاني، وحياة العالمين الجليلين (المالقيّ والموزعيّ) قد أُشبِعت بحثًا ودراسة، وكان من بين من تكلم عليهما محققا كتاب (رصف المباني في شرح حروف المعاني): (أحمد محمد الخراط) و(محمد العزازي)، ومحقق كتاب (مصابيح المغاني في حروف المعاني) الدكتور (عائض بن نافع بن ضيف الله العمري)، ومحقق كتاب (حروف المعاني) للزجاجيّ (ت340ه) الدكتور (علي توفيق الحَمَد) وغيرهم. وقد أنهيت البحث بخاتمة اشتملت على أهم النتائج التي توصلت إليها الدراسة مع ثبت المصادر والمراجع التي استعنت بها في إتمام الدراسة.أَمّا الفصل الأَوّل فكان بعنوان (منهج التأليف في الكتابين دراسة تحليلية موازنة) وتضمّن هذا الفصل ثلاثة مباحث، الأَوّل: (عنوانا الكتابين ومقدّمتاهما)، والثَّاني: (ترتيب الأبواب في الكتابين)، والثّالث: (أسلوب تأليف الكتابين ومصادرهما)، واشتمل على أسماء الأعلام الذين نقلا عنهم مؤلفا الكتابين.أمّا الفصل الثاني فقد جاء بعنوان (أدلّة الصناعة النحوية في الكتابين دراسة تحليلية موازنة)، واشتمل على ثلاثة مباحث، الأَوّل : ( السماع ) والمبحث الثاني: (القياس)، والثالث: (العلّة النحويّة).أَمّا الفصل الثالث فكان بعنوان (الشخصية النحويّة لمؤلفي الكتابين)، وفيه مبحثان، الأَوّل: (المصطلح النحويّ)، والثَّاني: (الخلاف النحويّ).أمَّا الخاتمة فتضمَّنت النتائج التي خلصتْ إِليها الدراسة.ومن المصادر والمراجع التي اعتمدتُ عليها في دراستي: كتاب سيبويه، والمفصل في صنعة الإعراب، والإنصاف في مسائل الخلاف بين النحويين البصريين والكوفيين، وغيرها من كتب النحويين، زيادة على استعانتي بعددٍ آخر من المراجع في القراءات القُرآنيّة، والمعجمات، وكتب الحديث النبويّ الشّريف، والدواوين الشعرية وكتب الأمثال، وكتب أصول النحو، وغيرها من المراجع التي أعانت الرسالة وجعلتها تستوي على سوْقها، زيادة على الكتب المعتمدة في دراستي ألا وهي: (رصف المباني في شرح حروف المعاني)، و (مصابيح المغاني في حروف المعاني)، يزاد على ذلك ما أفدتُ من الدراسات السابقة التي كتبت في الموازنة النحوية، من ذلك رسالة بعنوان (شرحا المقرب لابن عصفور (ت669ه) وابن النحاس الحلبي (ت698ه) ــــ دراسة موازنة) للباحث عمر رحمن جواد ، وأطروحة دكتوراه بعنوان (شروح الاقتراح في علم أصول النحو للسيوطي (ت911ه) دراسة تحليلية موازنة) للباحث حافظ رشيد ظفير، وأطروحة بعنوان (معاجم المصطلحات النحوية عند المحدثين ـــ دراسة تحليلية موازنة) للباحث علي أحمد إبراهيم وغيرها.والجدير بالذكر ان هناك عددًا من الباحثين من تناول كتابي دراستي بالبحث اذكر من هذه الدراسات رسالة بعنوان (منهج المالقي في كتابه رصف المباني في شرح حروف المعاني ـــ دراسة نحوية تحليلية) للباحث عصام الدين الشمباتي البشير ، و رسالة بعنوان (الشاهد النحوي بين كتابي معاني الحروف للرماني ورصف المباني في شرح حروف المعاني للمالقي ـــ دراسة مقارنة) للباحثة فداء رفيق فتوح ، ورسالة بعنوان (الشاهد النحوي في كتاب مصابيح المغاني في حروف المعاني لابن نور الدين الموزعي (ت825ه) ) للباحث علي جميل حمه ، علماً ان توجه هذه الدراسات وتفصيلاتها كان يبعدُ الى حدٍ ما عن الوجهة التي اخترتها لدراستي .