المستخلص
تعد مملكتي الحيرة والأنباط من الممالك العربية القديمة التي نالت مكانة تاريخية مهمة بفضل موقهما الجغرافي المتميز في مجال التجارة الدولية من خلال نشاطها التجاري وما تضمنه من تبادل السلع والخدمات وتنوع صادراتها ووارداتها وفرض الضرائب ونشوء حركة صناعية وزراعية فيهما، الأمر الذي دعا الى ضرورة تدوين ما يخص نشاطهم الاقتصادي وحاجتهم الى توفير سجلات كتابية ما بين التجار، وقّد أسفر ذلك عن نشأة الخط العربي ويدل على ذلك النقوش والكتابات التي وجدت في مملكتي الحيرة والأنباط وانتقال الخط الآرامي النبطي إلى مناطق مختلفة من شبه الجزيرة العربية ومنه تطور الخط العربي حتى باتت هاتان المملكتان الوجه الحضاري للعرب قبل الإسلام .
لما كان الأقتصاد مظهرًا أساسيًا في تبلور الخط العربي تولدت لدينا فكرة اختيار الموضوع لإدراك أهمية هذا الجانب وما ترتب عليه من نتائج أيجابية، ومن هنا جاء اختياري لعنوان رسالتي الموسومة بـ (العوامل الاقتصادية وأثرها في تطور الخط العربي عند مملكتي الحيرة والأنباط).
وتكمن أهمية الدراسة في التعرف على أنواع الخطوط التي ظهرت في شبه الجزيرة العربية والتي سبقت الخط العربي وبيان البدايات الأولى في تبلور الخط العربي ونشوء الكتابة العربية ومراحل تطورها من حيث الشكل والأعجام والنقوش التي كتبت باللغة النبطية والتي كان لها دورًا بالغًا في تكوين الخط العربي، فضلًا عن بيان أثر العوامل الاقتصادية التي أنعكست ايجابًا في تدوينه وتطوره.
قَد اعتمدتُ في دراستي (المنهج الوصفي التأريخي) في وصف الأحداث التأريخية ومتابعة تطورها خلال الفترات الزمنية السابقة من مصادر مختلفة.
أمّا الصعوبات التي واجهتني فقد تعلقت بطبيعة الموضوع وتشعبه في الدراسات اللغوية والتأريخية وتناثر المادة العلمية بين السطور وقله المصادر والنصوص المترجمة للخط العربي.
قد اقتضت طبيعة الدراسة وفق المادة العلمية المتوفرة تقسيمها الى مقدمة وتمهيد وثلاثة فصول وخاتمة بالنتائج وملاحق الدراسة وقائمة بالمصادر والمراجع.
تضمن التمهيد : الخلفية التأريخية للكتابات واللهجات القديمة بفروعها المختلفة وبيأنّ أبرز الخطوط التي ظهرت في شبه الجزيرة العربية والتي كانت دليًلا واضحًا على معرفة العرب الخط والكتابة قديمًا وكأنّ لها أثرًا بالغًا في بلورة الخط العربي.
أمّا الفصل الأول : جاء عنوانهُ (الأطار اللغوي والجغرافي والتأريخي لمملكتي الحيرة والأنباط )، وقد أشتمل على ثلاثة مباحث اختص، المبحث الأول (بمملكة الحيرة) بما فيها من موقعها الجغرافي المتميز والمكانة التأريخية والسياسية لها، وانفرد المبحث الثاني ببيأنّ (الموقع الجغرافي والخلفية التأريخية لمملكة الأنباط )، أمّا المبحث الثالثفقد خصصته لبيأنّ (المعالم الحضارية لمملكتي الحيرة والأنباط).
ثم جاء الفصل الثاني والذي عنونته بـ: (الخطوط القديمة والعلاقات التجارية) ،وفيه ثلاثة مباحث الأول تضمن (الخطوط المستخدمة في مملكتي الحيرة والأنباط)، والثاني تحدثت فيه عن (العلاقات التجارية لمملكة الحيرة وأثرها على خطهم )، واشتمل المبحث الثالث (العلاقات التجارية لمملكة الأنباط وأثرها على خطهم).
أمّا الفصل الثالث: (النقوش وأثر التجارة على انتشارها) وفيه ثلاثة مباحث أيضًا، ركز المبحث الأولعلى( النصوص التأريخية للخط العربي في مناطق الحيرة والأنباط وما جاورهما)، أمّا المبحث الثاني فقد تطرق إلى بيان (مراحل تطور الخط العربي وأثره على مملكتي الحيرة والأنباط)، أمّا المبحث الثالث فقد تضمن دراسة (أثر النشاط التجاري على أزدهار الخط العربي لدى مملكتي الحيرة والأنباط).