You are currently viewing رسالة ماجستير مينا فالح / بعنوان: كارلوس منعم ودوره السياسي في الارجنتين(1930- 1999)

رسالة ماجستير مينا فالح / بعنوان: كارلوس منعم ودوره السياسي في الارجنتين(1930- 1999)

المستخلص

الانسان صانع الحدث يؤثر به ويتأثر به, وفي الدراسات التاريخية يعد هو المحور الذي تقوم عليه تركيبه الأحداث لأنه يؤثر في سببيتها وزمانها ومكانها، وعلى هذا الأساس هناك شخصيات مهمة ضمن الاحداث التاريخية تستحق ان نفرد لها دراسة مستقلة في رسائل او اطروحات جامعية ، نظراً لدورها واهميتها وتأثيرها في المحيط الذي نشأت وعاشت فيه، فكانت سبباً في رقي مجتمعاتها او العكس, وعلى هذا الاساس بات من المهم دراسة الشخصيات التاريخية, وفهمها والاستفادة من تجاربها التي خاضتها, لأنها ضرورية في عصرنا الحاضر، وكما يقال بان التاريخ يعيد نفسه، ولكن بشخصيات مختلفة، ومن هذا المنطلق تم اختيار شخصية كارلوس منعم ، الشخصية السياسية الارجنتينية الجنسية ذات الأصول العربية الشرقية ، مسيحي الديانة من عائلة مسلمة ، موضوعاً لدراسة الماجستير في التاريخ الحديث والمعاصر، هذه الشخصية المهمة التي اختطت مسارها الفكري والسياسي في ضل تعدد الافكار والاتجاهات السياسية لاسيما في النصف الثاني من القرن العشرين ,امتلك كارلوس منعم صفات متعددة وطموحات وامكانيات متنوعة اهلته بآن يكون له شان بين ابناء بلده ومدينة التي نشأ فيها ,لم يكن لكارلوس منعم سقف معين لطموحاته، في مرحلة الشباب، ولكنه كان يتطلع دائما نحو الامام، وبالرغم من اهتماماته المتنوعة الا ان السياسة كانت شغفة الأكبر، وتبوء المناصب العليا هي طموحه الاسمى، ولم يكن انتمائه للبيرونية النموذج المتأثر بالاشتراكية النقابية الايطالية، الا مؤشرا على رغبه جامحة للسلطة والتسلط ، ساعية لاستقرار البلاد في ضل سلطة مركزية تبعد البلاد عن دوامة الانقلابات العسكرية المتكررة فيها.

قد تمت تناول هذه الشخصية بشكل كامل من النشأة حتى خروجه من السلطة في نهاية ولايته الثانية عام ١٩٩٩، فأصبح العنوان هو( کارلوس منعم  ودورهُ السياسي في الارجنتين ١٩٣٠-١٩٩٩) موضوعا لرسالتنا للماجستير.

اشكالية الدراسة:-

من البديهي ان تكون اشكالية الدراسة هي طرح مجموعة من الأسئلة تحاول الباحثة الاجابة عليها بين صفحات الرسالة وهي كما يلي:

1- هل يمكن القول ان التركيبة الاسرية والبيئة الاجتماعية التي نشأ فيها كارلوس منعم لها اثر في بناء شخصيته الطموحة الجامحة نحو السلطة ، ام ان هناك عوامل وراثية اثرت في صياغة الشخصية البراغماتية والمرنة الدبلوماسية في احيانا اخرى.

٢ – هل يمكن القول ان انتماء كارلوس منعم الى البيرونية كونها التيار الجماهيري الوحيد في الأرجنتين الذي يمكن ان يحقق من خلاله طموحاته السياسية في الوصول الى المناصب العليا ، ام انه كان مؤمنا ايماناً حقيقياً في تلك الافكار.

 3- كيف تمكن كارلوس منعم من توظيف الأزمات الاقتصادية التي مرت بها البلاد، وطرح الحلول المناسبة لها سبباً في حصوله على الولاية الاولى ثم الثانية في بعد ، من خلال تذكير الناس بدوره في انقاذ البلاد من ازماتها خلال الولاية الأولى , والوعد بأنه قادرا على حل تلك المشكلات عندما ينتخب رئيسا لولاية ثانية.

4-لماذا لم يتمكن كارلوس منعم الرئيس في الولاية الثانية من تحقيق وعودة للشعب الارجنتيني في حل ازمات البلاد الاقتصادية ؟ وما هي الظروف التي حالت دون تحقيق ذلك  مما اجبره على عدم ترشيح نفسه, في الانتخابات المزمع اجرائها عام 1999، فكانت تلك الازمات نهاية لطموحاته الرئاسية في ولايته الثانية نهاية العام 1999.

فرضيه الدراسة:-

1- تفترض الرسالة ان كارلوس منعم كان مسلماً في اسرته واصوله، لكن رغبته في تسنم المناصب العليا التي لا يسمح لغير المسيحي الكاثوليكي تبوئها جعلتهُ منه اظهار انه يعتنق الديانة المسيحية ضمن المذهب الكاثوليكي الذي تحصر المناصب العليا لمعتنقيه فقط.

2-يمكن ان نفترض ان كارلوس منعم لم يكن وفيا لجمهوره  ولأصدقائه الذين ساندوهُ خلال مراحله الاولى ، وما يثبت صحة هذا الافتراض هو اختلافه مع الاسقف إنجيليي بعد ان سانده في حملته الانتخابية حاكما لمدينة لاريوخا ، وكذلك لم يفي بوعوده للجماهير عندما اصبح رئيسا لبلاد ولم يطبق مبادئ البيرونية الاشتراكية في اداره البلادة, وانما تبنى الافكار الرسمالية الصرفة , بسبب تحديات الاقتصاد الارجنتيني التي كانت أهم تحديات الرئيس طوال الولايتين.

3- كذلك يمكن ان نفسر خروج كارلوس منعم عن الافكار الاشتراكية البيرونية يعود بسبب ضغوطات الأزمات الاقتصادية للبلاد، وضعف الموارد الانتاجية التي اختصرت على الزراعة والتجارة في افضل الاحوال ، مما حال بينه وبين تطبيق تلك الافكار.

4- يمكن القول أن سلوك الرئيس كارلوس منعم نحو منح قادة المؤسسة العسكرية الامتيازات المالية والوظيفية مكنت من منع تكرار ظاهرة الانقلابات العسكرية التي باتت متكررة خلال العقود السابقة ، فلم تحدث اي عملية انقلاب ناجحة حتى نهاية ولايته الرئاسية الثانية عام ١٩٩٩.

اترك تعليقاً