You are currently viewing رسالة ماجستير / محمد شكر

رسالة ماجستير / محمد شكر

المستخلص :

      تمتلك محافظة ديالى ثروة حيوانية متمثلة بنشاط تربية نحل العسل الذي يمثل احد الأنشطة الرئيسة في الانتاج الزراعي, لما يوفره من منتجات ذات قيمة غذائية وشفائية عالية ذكرت في كتب التاريخ والأبحاث العلمية الحديثة, فضلا عن امتلاك منطقة الدراسة مقومات جغرافية طبيعية وبشرية مهمة, مثل تنوع النباتات الطبيعة واستعمالات الأرض الزراعية وفرت بيئة مناسبة لتربية نحل العسل جعل من المحافظة تأخذ مكانة  مهمة في تنمية هذه النشاط كون المنتجات التي تعطيها هذه المناحل من (عسل,شمع,غذاء ملكي ) تساهم في تغذية وعلاج  الإنسان و لايمكن الاستغناء  عنها ,خاصة بعد ماشهده العالم من ظروف استثنائية خلفتها جائحة كارونا والتي كان لتلك المنتجات دور بارز وفعال في تزويد الجسم بالعناصر الغذائية الضرورية لتقوية المناعة ومقاومة الفايروسات التي تصيب الإنسان ,أضافة عن أسهامه في عمليات التلقيح الخلطي للنبات بما يعزز زيادة الانتاج الزراعي كما ونوعا . لذا جاءت هذه الدراسة لتبين الأهمية والقابلية الجغرافية لتربية نحل العسل في محافظة ديالى, وتطرقت الى هذا الجانب المهمل والمكمل للقطاع الزراعي من اجل الوقوف على اهم ما يعيق تقدم هذا النشاط ,محاولين ايجاد حلول مناسبة بغية تطويره والنهوض به لكي يسهم ولو بجزء بسيط في توفير الغذاء للسكان مستغلين كل الأمكانات الموجودة في منطقة الدراسة واستعمالها الاستعمال الأمثل لتقدم هذا النشاط وتنميته بالشكل والصورة التي يمكن ان يكون بها, , إذ اشتملت خطة الدراسة على خمسة فصول لإحاطة المشكلة من جميع جهاتها , فبعد أنَّ وضح الباحث الأُسس النظرية لدراسة تربية نحل العسل ناقش أهمية نحل العسل الغذائية والعلاجية والصناعية وعلى البيئة والنبات, ثم بين الباحث تطور تربية نحل العسل وإنتاجه كماً ونوعاً في محافظة ديالى, من ثم وضع الباحث اللمسة الجغرافية البحتة للموضوع آخذا على عاتقه توزيع مناحل تربية نحل العسل مكانيا في المحافظة ودور العوامل الطبيعية والبشرية  في ذلك التوزيع , ثم تناول المشاكل الطبيعية والبشرية والحياتية التي تعاني منها تربية نحل العسل في المحافظة, هدفت هذه الدراسة الى الكشف عن صورة تربية وإنتاج نحل العسل في المحافظة وتحليل المقومات الطبيعية والبشرية بمقدار علاقتهما بهذا النشاط وامكانية تطويره وتنميته من خلال تشخيص المشاكل التي تعوق هذه التنمية وسبل معالجتها , وتوصلت الدراسة إلى جملة من الإستنتاجات والتوصيات .منها بلغ عدد المناحل في محافظة ديالى( 786) منحلا لعام 2019 , بعدد خلايا بلغ(23242 )خلية وكميات انتاج للعسل  بلغت )94746( كغم ,كما تبين تأثر هذا النشاط بعوامل طبيعية و بشرية أدت إلى تباين التوزيع المكاني لمناحل العسل وكميات الإنتاج في المحافظة , إذْ تمثلت العوامل الطبيعية بالسطح الذي امتاز بأنبساطه في منطقة الدراسة , فهو ملائما لإنشاء المناحل وتوفير مستلزماتها كذلك يعتبر سهل في أجراء العمليات الزراعية للمحاصيل التي تعد مصدراً لتغذية نحل العسل , أما عن العناصر المناخية التي تمثلت بالإشعاع الشمسي ودرجات الحرارة والإمطار والرياح , فقد تميزت منطقة الدراسة  أنها تستلم كميات كبيرة من الأشعاع الشمسي على مدار السنة  وهذه الوفرة من الأشعاع الشمسي توفر بيئة مناسبة لتربية نحل العسل, بأستثناء فصل الصيف الحار الذي يتميز بطول ساعات السطوع الفعلي ,مما يسبب في ارتفاع درجات الحرارة وهذا يتطلب من النحال حماية خلاياه من خلال توفير الظلة المناسبة أو اختيار الأماكن التي  يتوفر فيها الظل  لوضع الخلايا تحتها لاسيما وقت الظهيرة , , أما عن درجات الحرارة فهي ملائمة لمتطلبات نحل العسل باستثناء حالات التطرف لاسيما في الفصل الحار ,كما تعد ملائمة لنمو المحاصيل التي تدخل في تغذية النحل كل حسب موسم زراعتها , وتعد فترة الربيع والخريف افضل الفترات لتربية وانتاج نحل العسل في المحافظة لتقارب درجات الحرارة خلال هذه الفترة مع المتطلبات المثلى لتربية النحل. ليس للأمطار الساقطة على المحافظة أهمية كبيرة بالنسبة للانتاج الزراعي ولكن بالرغم من قلتها وتذبذبها فهي عامل مساعد لما توفره من نباتات رحيقية غنية بحبوب اللقاح التي تزيد من نشاط النحل إذْ يعتمد النحالون على توفر المياه السطحية في محافظة ديالى. اما الرطوبة النسبية في منطقة الدراسة مشجعة لتربية نحل العسل, مع التأكيد على توفير مصادر المياه قرب المناحل او داخل خلية نحل العسل في فصل الصيف, , اما الرياح في منطقة الدراسة ملائمة تماما وغير مؤثرة على نشاط تربية نحل العسل بأستثناء الرياح التي قد يصاحبها ارتفاع أو انخفاض كبير لدرجات الحرارة قد تكون ضارة في هذه الحالة ,وان تنوع الترب وخصوبتها في معظم اراضي منطقة الدراسة وصلاحيتها كانت سببا في تنوع النباتات الطبيعة التي كانت مكملة مع  المستزرع من محاصيل وخضراوات وأشجار فاكهة والحمضيات والسدر واليوكالبتوز لتوفير الفرشة الغذائية اللازمة الغنية بمصادر الرحيق وحبوب اللقاح لهذا النشاط  , كما تبين من خلال الدراسة توفير الأيدي العاملة , إذْ ان نشاط تربية النحل لا يحتاج إلى أيدي عاملة كثيرة ,  وان أعلى الفئات العمرية لمربين النحل والعاملين في هذا النشاط  تتراوح(31-35) بنسبة بلغت (31,4%) من أجمالي العاملين عينة الدراسة بهذا النشاط , كما تبين ضعف مشاركة المرأة  في هذا النشاط بنسبة بلغت (2,1%) أما عن التحصيل الدراسي إ ن أعلى نسبة سجلت لحاملي شهادة البكالوريوس  بنسبة بلغت (30,8%) مع تدني وانخفاض نسبة الأمية بين العاملين بهذا النشاط الى (1,5%) , وعن القروض المصرفية  ,والمستفيدين منها لهذا النشاط بلغت(40,3%) من أجمالي النحالين عينة الدراسة, كما تبين من الدراسة  ضعف دور  مديرية الزراعة وكلية الزراعة والإرشاد الزراعي وجمعية النحالين في تقديم الدعم لمربي النحل , اما فيما يخص التسويق فتوصلت الدراسة  إلى أن ))77,9%) يتم تسويق منتجاتهم داخل المحافظة و(76,7%) من تسويق منتجات نحل العسل يتم عن طريق البيع بالمفرد اما مايخص تعبئة العسل كانت النسبة بلغت  )83,3%) تعبئة يدوية , وقد تباينت تلك النتائج بين الوحدات الإدارية في المحافظة , أما عن المشكلات التي واجهت مربي النحل فهي طبيعية وبشرية وحياتية , وتم توفير أهم  التدابير والإجراءات الوقائية للحد منها .إن هذه الاستنتاجات والتوصيات التي توصلت إليها الدراسة من شأنها أنْ تسهم في تقديم يد العون والمساعدة  ووجهة النظر الجغرافية لأصحاب القرار , لكي تساعدهم على اتخاذ القرارات السليمة لتطوير هذا الركن المهمل من النشاط الزراعي .

اترك تعليقاً