You are currently viewing أطروحة دكتوراه / علي نجم

أطروحة دكتوراه / علي نجم

اعلام المكتبة المركزية / المهندس مهند 

 

المستخلص

 

 فإن لغة الشعر ذات طابع تركيبي مميز لما فيها من خصوصيات التعبير، وفنون البلاغة، وبدائع التوظيف النحوي، والبلاغي، والدلالي، وشعر النقائض على وجه الخصوص ينفرد بجملة خصائص لغوية، وبنيوية. انطلاقا من الألفاظ، والصيغ، والأساليب النحوية وصولاً الى الدلالة. ولعل هذا الطابع اللغوي الخاص في شعر النقائض ما هو إلا انعكاس لطبيعة هذا الشعر وأغراضه العامة، كونه قائماً على غرضين متنافرين هما الفخر، والهجاء. وهذان الغرضان انعكسا على لغة هذا الفن عموماً، فأصبحت ألفاظه، وصيغه، وأساليبه بصورة عامة تنزع الى التنافر، والتضاد. ولذا فإن موضوع هذه الدراسة هو محاولة الكشف عن آليات هذا التنافر، وأساليبه، والإمكانات اللغوية التي يتحقق بها، وخصائص اللغة المتاحة للشاعر لتحقيق أغراضه المنشودة، ومدى براعة الشعراء في توظيف هذه الإمكانات، وتسخيرها لخدمة غايات هذا الفن.  فأهمية هذا البحث تكمن في نظرته الشاملة في فنّ النقائض، ومحاولته رصد الآليات اللغوية المؤثرة في النقض الدلالي عموماً برصد كل جزئية من تلك الآليات على حدة، ومحاولة بيان أثرها في النقض بوصفها جزءاً من المنظومة اللغوية العامة المُكونة للخطاب في شعر النقائض، وبحث هذه القضايا قد يواجه بعض المعوقات لاتساع آليات التعبير، وخصائص اللغة التي يمكن أن تكون جزءاً من عناصر تكوين الصور الدلالية المتنافرة التي تشكّل  الغرض الأساس لشعر النقائض. فضلاً عن كون هذه الآليات تخضع في تشكيلها اللغوي إلى مؤثرات اجتماعية، وثقافية، وسياسية، بل ومؤثرات نفسية انعكست على طبيعة السلوك اللغوي وتكوينه في الخطاب، فهذه المؤثرات تجعل من طبيعة توظيف آليات اللغة أنفسها مختلفة من نص الى آخر، ثمّ يصعب تحديد وظائف ثابتة لهذه الآليات لاختلافها من نص الى آخر بحسب هذه المؤثرات الخارجية.  ولعل كثرة الدراسات التي حاولت الكشف عن خصائص هذا الفن شكّلت حافزاً للباحث الى خوض غمار البحث في هذا الموضوع في محاولة لاستكمال تلك الجهود وإضاءة جوانب لغوية أغفلتها تلك الدراسات، أو بحثتها بمناهج أخرى لخدمة مقاصد معينة تختلف عما نحن بصدد بحثه في هذه الدراسة. فمن الدراسات السابقة لهذا البحث رسالة الماجستير الموسومة بـ ( الحجاج في شعر النقائض- دراسة تداولية-) للباحثة مكلي شامة، إشراف د. آمنة بلعلى، في الجمهورية الجزائرية، كلية الآداب والعلوم الانسانية- قسم الأدب العربي- وقد وقعت الدراسة في فصلين: الأول في العلاقات التخاطبية في شعر النقائض، والثاني: في تجليات العلاقات الاستدلالية. وهي دراسة حاولت الإفادة من معطيات نظرية الحجاج في التحليل الخطابي لشعر النقائض. في حين سلكت هذه الدراسة منهجاً آخر في التحليل اللغوي إلا أننا لانعدم التقاءً في الرؤى، والغايات في بعض المواضع من الدراستين بما لا يخل بالأمانة العلمية. وليست الدراسة السابقة هي الوحيدة فيما يتعلق بدراسة الحجاج في شعر النقائض فهناك رسالة ماجستير اخرى في جامعة محمد خيضر بسكرة- كلية الآداب واللغات- موسومة كذلك بـ ( الخطاب في شعر النقائض – نقائض جرير والفرزدق- دراسة تداولية ) للباحثة جبارية مصطفاوي، بإشراف أ.د عمار شلواي. وقد وقعت الدراسة كذلك في فصلين: الأول في تعريف الخطاب، والتداولية، وشعر النقائض ونشأته. والثاني: تطبيقي في استخراج بعض الإشاريات، وأفعال الكلام، وآليات الحجاج. وهذه الدراسة لا تختلف كثيراً عن سابقتها مما يغنينا عن الحديث عنها. وقد أفادت الدراسة كثيراً من بحث الدكتور عبد الرحمن أحمد إسماعيل كرم الدين الموسوم بـ ( الثنائيات الضدية  في نقائض جرير والفرزدق والأخطل وأثرها في أداء المعنى الشعري ) وهو بحث منشور في مجلة العلوم العربية والإنسانية- جامعة القصيم، المجلد (5)، العدد(1) لسنة 2011 ، فقد حاول الباحث الإفادة منه في بحث التضاد وتطبيقاته في شعر النقائض بما لا يخل بالمنهج العلمي السليم، ومراعاة الأمانة العلمية دون الوقوف في حدود هذه الدراسة. بل بالإضافة اليها وتغطية جوانب علمية قد أغفلتها. في محاولة لاستكمال الجهود المباركة التي بذلها الباحث. ولعل أهم مصادر الدراسة هي كتب النحو، والبلاغة، والتفسير عامة، وكتاب النقائض لأبي عبيدة معمر بن المثنى ت209، خاصة، لكونه المصدر الأساس الذي أعتمدت عليه  الدراسة في اختيار النصوص الشعرية لتكون مصدراً لمادة البحث التطبيقية، وتبعاً لذلك فقد اقتصر البحث في دراسته لشعر النقائض على علمين من أعلامه وهما جرير، والفرزدق؛ كونهما أشهر شعراء هذا الفن فضلاً عن اقتصار كتاب أبي عبيدة على جمع شعرهما مما يسّر على البحث دراسته.

اترك تعليقاً