You are currently viewing رسالة ماجستير / انتصار محمد

رسالة ماجستير / انتصار محمد

اعلام المكتبة المركزية / المهندس مهند 

 

المستخلص 

 

لقد برز في العصر الحديث أهمية ما تقوم به الجامعة نحو المجتمع الذي
تعيش فيه، فلم تعد الجامعات أبراجا عاجية تعنى بتطوير العلم من أجل العلم والوصول إلى الحقائق العلمية فحسب، بل أضحت من أدوات المجتمع الأساسية التي تعنى بتطوير العلم والمعرفة من أجل النهوض بتلك المجتمعات وحل مشاكلها، وتحقيق حياة أفضل لأبنائها، ولم تقتصر التربية في عالم اليوم على جانب معين من جوانب النمو، وإنما هي تربية مستمرة متكاملة ومتجددة، والمهرجانات الرياضية المتنوعة (المخيمات الطلابية، مهرجانات العاب القوى، بطولات الالعاب الرياضية) هي أحد روافدها ومقوماتها، فقد اهتمت التربية الحديثة بتزويد الطلبة بالمهارات العامة والأساسية، وتنمية القيم والاتجاهات، والميول والمهارات، وأنماط التفكير المرغوب فيها، وقد أولى الباحثون في مجال التعليم أهمية كبيرة لفهم العوامل التي تؤثر بـشكل أساس على مشاركة الطالب ونموه الشخصي في المؤسسات التعليمية ووجدوا أن أحد العوامل الأساسية في هذا المجال هي فاعلية المشاركة التي تُعبّر عن مقدار الطاقة النفسية والجسدية التي ينفقها الطالب على الخبرات الرياضية والأكاديمية؛ فالطالب المشارك بشكل جيد هو الذي يكرس طاقاته للدراسة، ويقضي الكثير من الوقت في الحرم الجامعي، ويشارك بفاعلية في والمهرجانات الرياضية المتنوعة، ويتفاعل كثيرا مع هيئات التدريس والطلاب الآخرين، وبالتالي ما يكسبه الطلبة من خبراتهم في الجامعة ينعكس عن الجهد والطاقة التي يضعونها فيها وبشكل خاص عندما يتعلق الأمر بالخبرات الرياضية والكشفية.

وقد تطورت وتقدمت النظريات التربوية المختلفة؛ السلوكية منها والمعرفية،
لتواكب ركب الحضارة الإنسانية، وتخطت مفهوم المنهاج القديم الذي يقتصر على
خطة المقررات الدراسية التي تحرص الجامعة على تنفيذها؛ وأصبح يعني جميع
المشاركات الأكاديمية والرياضية والخبرات التي تخططها كليات التربية البدنية وعلوم الرياضة لمساعدة الطالب على النمو المتكامل الـسوي إلى أفضل ما تستطيع قدراته، إذ تسهم المهرجانات الرياضية في تنمية الخلق الحسن والمعاملة الطيبة والسلوك المستقيم والاندماج الاجتماعي لدى الطالبات، ويسهم كذلك في تعديل السلوك وتطبيق القيم والأخلاق الحميدة. وتعد المشاركة الفاعلة فيها من أهم مرتكزات التوجهات والاستراتيجيات التنموية الفعالة، فالتنمية الحقيقية والجادة لا تقوم إلا على جهود المجتمع كله، وليس على جهود عدد قليل من أفراده، إذ تتيح الفرصة للطالبة لكي تباشر حقها في صنع القرار المتعلق بها وبالمجتمع الذي تنتمي إليه، فالمشاركة الفاعلة تنمي الشعور بالانتماء وتقضي على مظاهر السلبية والاتكالية، وتعد قيمة رياضية ونفسية واجتماعية في ذاتها، وهكذا هي كليات التربية البدنية وعلوم الرياضة والمجتمع الطلابي الذي يحيط بها فهي تتفاعل معه ليس فقط في الجانب الاكاديمي، وإنما يتعدى ذلك بتقديم الرعاية لهم سواء أكانت رياضية أو نفسية أو اجتماعية، وعندما ننظر لأسباب تقدم ورقي الأمم المتقدمة نجد أن الأخذ بالنهج التشاركي أو فاعلية المشاركة بين الطلبة من جهة وبين والمهرجانات الرياضية من جهة أخرى، هو العامل الحاسم في تقدم هذه الأمم وتطورها رياضياً، كونها تؤمن أن المشاركة تعزز روح الفريق الواحد وتوحد الجهود نحو تحقيق الأهداف المنشودة، ولهذا فإن فاعلية المشاركة وسيلة مهمة بما فيها من مهارات وإمكانات ورؤى، فهي ذات جدوى وأهمية كبرى على كافة مستويات العمل الرياضي.

وتعد فاعلية مشاركة الطالبات في المهرجانات الرياضية سواء كانت مخيمات كشفية او بطولات العاب قوى او كرة القدم او غيرها ضرورة حتمية لتستطيع الجامعة أن تحقق أهدافها وطموحات مجتمعها الرياضي والاجتماعي، خاصة وإنها لا تعمل في فراغ أو عزلة عن الظروف والعوامل المجتمعية التي تحيط بها، ولكنها جزء من المجتمع تتفاعل به وتتفاعل معه.

وإن الجزء المهم في الجانب الرياضي والنفسي للمهرجانات الرياضية هو إنه كلما كان أكثر استجابة لحاجات بيئتها ومجتمعها، كلما كانت أكثر اندماجا وفاعلية وأعمق أثرا وارتباطاً بينها وبين البيئة المحيطة بها، على أسس من التبادل وفاعلية المشاركة في البرامج الرياضية المتنوعة.

ويشير الاندماج الاجتماعي إلى الجهود المبذولة لضمان تكافؤ الفرص للجميع، وهو عملية متعددة الابعاد تهدف الى تهيئة الظروف والمشاركة الفاعلة لجميع أفراد المجتمع في جميع مجالات الحياة، إذ ا ّنه يشكل عملية مستمرة لتعزيز العلاقات الإيجابية بين الأفراد التي تمكن الأشخاص من المشاركة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية واحترام النوع والتعددية والتسامح وعدم التمييز والمساواة في الفرص والتضامن والأمن.

وعملية الاندماج ذات أهمية في حياة الطالبة الجامعية وعلى الخصوص في كليات التربية البدنية وعلوم الرياضة لما لها من انعكاس على تفاعل الطالبة الاجتماعي وتحصيلها الأكاديمي، وإن والاهتمام بهذه الفئة ضروري وخاصة إن الشباب الجامعي يعتبر نخبة المجتمع الذي تبنى عليها الآمال والتطلعات فالجامعة مؤسسة تساهم في تكوين واعداد الشباب للمساهمة بفاعلية في تنمية الحركة الرياضية والاجتماعية والاقتصادية بمختلف أبعادها.

وتعد والمهرجانات الرياضية من المجالات التي تحظى باهتمام كبير في كليات التربية البدنية وعلوم الرياضة نظرا للدور الكبير الذي تلعبه في تكوين الشخصية وتنميتها من جوانبها العقلية، والنفسية، والاجتماعية، إذ تعمل على كسر الحواجز والعلاقات التقليدية بين الطلبة والأستاذ أو بين الطلبة أنفسهم، وذلك من خلال المواقف المتنوعة التي يشارك فيها الطلبة، إضافة إلى العديد من المميزات الأخرى فهي تكسب الطالبات الخبرات والمهارات الرياضية العالية إضافة إلى مهارات الحوار البّناء، والاصغاء، وتتيح فرصاً لابتكار وسائل وأساليب رياضية ونفسية وتسهيل الاستيعاب وزيادة التحصيل، كما تجعل الطالبات تنمو نفسياً وسلوكيا وعقلياً.

وتكمن أهمية البحث في دراسة مفهومي فاعلية المشاركة في المهرجانات الرياضية والاندماج الاجتماعي لأنهما من المفاهيم المؤثرة في سلوك الطالبات بشكل كبير، وذلك من خلال بناء وتقنين مقياسي فاعلية مشاركة والاندماج الاجتماعي لطالبات كليات التربية وعلوم الرياضة عند المشاركة في المهرجانات الرياضية المختلفة وعلاقتها بالاندماج الاجتماعي.

اترك تعليقاً