You are currently viewing رسالة ماجستير / نعمت شوكت

رسالة ماجستير / نعمت شوكت

اعلام المكتبة المركزية / المهندس مهند 

 

المستخلص 

 

 

 فمن آلاء الله سبحانه وتعالى التي أسبغها على العرب أن أنزل القرآنَ الكريمَ بلغِتهِم، وجعلها لغةَ أهلِ الجنةِ، فأضحَتْ العربيةُ بذلك سيدةَ اللغاتِ، وأشرفهُنَّ مكانةً، وأحسَنَهُنَّ وضعًا، واختار رسوله المبلّغ لقرآنِه عربيًا من أكثرِ القبائلِ العربيةِ فصاحةً وبيانًا.

 فالقرآنُ عربيٌ في ألفاظِهِ وعباراتهِ، وفي دلالاته ومعانيهِ، وفي أساليبه وخطاباته. ومن أجل إبراز أصالة العربية شرَع العلماءُ مُنذ وقتٍ مبكرٍ يدرسونها ويضعون القواعد التي تحكمها بصبرٍ وتأملٍ. فقد سحرتهُم لغةُ التنزيلِ، فصاروا يتسابقون في إيضاح تلك الأصالةِ عن طريقِ تفسيرهم للقرآن الكريم تفسيرًا لغويًا، من خلال مؤلفاتهم في معاني القرآن وإعرابه، واقتفى الخلف من بعدهم أثَرَهم في العرضِ والتفسيرِ والاستدلالِ، فجاءت هذه الدراسة التي اقترحها عليّ الأستاذ الدكتور الفاضل إبراهيم رحمن حميد الأركي جزاه الله عني خير الجزاء، لتكون دليلا على ما تقدم من خلال ترصدِ أثر السلفِ في الخلفِ، بدراسةٍ تتبعيةٍ تحليليةٍ وصفيةٍ لآراء الفراء (ت:207ه) اللغوية والنحوية، ذلك الإمام الذي وصلَ علمهُ إلى الآفاقِ وسَمِعَ به القاصي قبل الداني، في واحدٍ من أجدر التفاسير بالتقدير، إذ أفنى فيه المفسر حياته وتوجَّهَ به لوجه الله تعالى وخدمةً لكتابه العزيز ألا وهو (المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز) لابن عطية الأندلسي (ت:541هـ).وبعد أن عقدْتُ العزم وتوكلت على الله (عزَّ وجلَّ) في دراسةِ الموضوع بدأْتُ بقراءةٍ دقيقةٍ ومتأنيةِ للمحررِ الوجيزِ باحثةً عن آراء الفراء فيه، والذي هو محور دراستي وبعد إتمام مرحلة جمع مادة البحث كان المنهجُ الذي انتهجته في الرسالةِ منهجًا تحليليًا وصفيًا.واقتضت طبيعة الدراسة أن تقسم على ثلاثة فصول يسبقها تمهيدٌ سلطت الحديث فيه عن حياة الفراء ومكانته العلمية، وحياة ابن عطية ومكانته العلمية، وتفسير ابن عطية ومنهجه فيه، وتقفوها خاتمة  بأهم نتائج البحث ثمَّ المصادر والمراجع. أمّا الفصلُ الأولُ فتناولتُ فيه: آراء الفراء الصوتية والصرفية في المحرر الوجيز، وانتظم في خمسةِ مباحثٍ درسْتُ في المبحث الأول: الهمزَ والإدغام، والمبحث الثاني: التغيّر الحركي، والمبحث الثالث: الوقف، والمبحث الرابع: الجموع، والمبحث الخامس: مسائل صرفية متفرقة. وقد آثرت الجمع بين الآراء الصوتية والصرفية في فصلٍ واحدٍ وذلك لقلةِ المادةِ المجموعة فضلًا عن التداخل بين الدرسين الصوتي والصرفي.وخُصص الفصل الثاني بدراسة آراء الفراء الدلالية في المحرر الوجيز، وانتظم في ثلاثة مباحث درست في المبحث الأول: المشترك اللفظي، وفي المبحث الثاني: الأضداد، والمبحث الثالث: مسائل معجمية متفرقة، وأما الفصل الثالث فخصصته لدراسة آراء الفراء النحوية في المحرر الوجيز موزعًا على خمسةِ مباحثٍ، درست في المبحث الأول: المرفوعات من الأسماء، وفي المبحث الثاني: المنصوبات من الأسماء، وأمَّا المبحث الثالث فقد درست فيه المجرورات، والمبحث الرابع: الأفعال، والمبحث الخامس: الأدوات والحروف. وأمَّا المصادر التي أفدْتُ منها فهي كتب تفسير القرآن العظيم، وكتب معاني القرآن وإعرابه، وكتب القراءات القرآنية فضلًا عن كتب اللغة والنحو وغير ذلك من المصادر الأخرى مما سيجده القارئ مثبتًا في آخر الرسالة0

اترك تعليقاً