You are currently viewing رسالة ماجستير / نور منير

رسالة ماجستير / نور منير

اعلام المكتبة المركزية / المهندس مهند 

 

المستخلص 

 

فإِنَّ كلمة الوداع ربّما تبدو كلمةً اعتياديةً في معجماتنا، من جهتيّ الشكل والتلفظّ، إِلَّا أَنَّ جوهرها يوحي بما هو أكبر من ذلك بكثير، ولاسِيَّمَا من عانى ألم ذلك، وما يتخللُها من مشاعر إنسانية صادقة، تكتنفها مصاعب جمة؛ إذ يصعب في تلك اللحظات التعبير باللسان، وقد يكتفي الشاعر بالإيماء والإشارة؛ فلا يمكن لأي شاعرٍ أَنْ يُعبر عنهُ ما لم يكن قد ذاق تلك التجربةَ الشعوريةَ الحسية، وهذا ما رأيناهُ في الشعر العباسي في ظلِ تلك الظروف؛ فالوداع إحساسٌ إنسانيٌ لا يخلو من ألمٍ وشكوى من وداع الحبيبةٍ أو الأهلٍ، أو الاغتراب عن الوطن واللجوء إلى موطن آخر؛ فإِنَّ حياة أَي إنسان لا يمكن أَنْ تبدأ وتنتهي من دون أَنْ يحدث الوداع فيها؛ فهو من الدوافع الإنسانية الصادقة، تحمل بكُلّ ما يعنيه الحزن والوجع والأسى، ويرتبط بوجود الإنسان أينما حلَّ وارتحلَ، وتكمن صعوبته حينما يمتزج بمشاعر الحنين والشوق إِلى تلك الأحداث الجميلة التي سلفت؛ فعندما تُطرق لحظات الوداع أبواب العاشقين، تزف الدموعُ بالانهمارِ إِلى آخر لحظة من الاحتضان والتقبيل للتوديع.وبعد هذا، فقد رافقني في هذه الرحلة الممتعة كبار شعراء العصر العباسي، التي ما زالت أسماؤهم تعيش في القلوب والأذهان، وتجول أشعارهم شرق الأرض وغربها، وقد قطفت منهم مشاهد الوداع.

جاءت رغبتي في هذه الدّراسة؛ لقلّة الدراسات التي كُرّست لمشاهد الوداع، ولاسِيَّمَا في الشعر العباسي. اعتمدت هذه الدّراسة على المنهج التحليلي الوصفي؛ لتجسيد تلك المشاهد، ووصف معالمها كُلّها، 

اترك تعليقاً