You are currently viewing دبلوم عالي رنا جاسم / بعنوان:وظيفة التهديدات غير العسكرية ( الفقر، المرض، الفساد ) على الأمن الاقتصادي في العراق بعد 2003

دبلوم عالي رنا جاسم / بعنوان:وظيفة التهديدات غير العسكرية ( الفقر، المرض، الفساد ) على الأمن الاقتصادي في العراق بعد 2003

المستخلص

     الحياة كنوز ونفائس وأعظمها الإيمان بالله وطريقها منارة القرآن الكريم، إن كلاً منا يبحث عن السعادة ويسعى إليها، فهي أمل كل إنسان ومنشود كل بشر والتي بها يتحقق له الأمن، لا يمكن أن يتحقق الأمن الإقتصادي والأمان الإجتماعي من دون تظافر جهود العديد من الجهات والأفراد للوصول إلى المستويات معقولة من تحسين مستويات المعيشة وزيادتها والإرتقاء بنوعية حياة الناس، وترتبط الحاجة إلى الأمن إرتباطًا وثيقًا بغريزة المحافظة على البقاء.  

 يتعرض الأمن في الكثير من الأحيان لمخاطر لا يكون السلاح أداةً فيها إنما لتهديدات ذات تأثير متعدد وطويل الأمد، إذ يحتاج التصدي لها والتخلص منها جهد ووقت كبيرين، لأنَّ هذه التهديدات تداهم الدول والشعوب بإرادتها أو من دون إرادتها بعلمها أو من دون علمها، وهي تأخذ أشكالاً متعددة ومختلفة من أهمها الفقر والأمراض والأوبئة والفساد، وتتسم بسرعة الإنتشار، وإنَّ آثارها قد تتجاوز الحدود الوطنية لتكون إقليمية أو دولية.

      لقد عانى العراق على مدى العقود الثلاثة الماضية من تراجع مسـتمر في الوضـع الصـحي بسـبب الحـروب الـتي أقحـم نفسـه فيهـا والحصـار الإقتصـادي الـذي أسـتمر لأكثـر مـن إثـني عشـر عامـاً، وفضلاً على ذلك الإحـتلال الأمريكي للعراق في عام (2003م) مما أدى إلى تدهور كبير في مستوى الخدمات الصحية والطبية في ظل غياب الإرادة السياسية والرؤية الإستراتيجية للنهوض بهذا القطاع المهم والحيوي ضمن منظومة التنمية الشاملة، وقد انعكس كل من عدم الإستقرار وتفاقم أزمة الهجرة الداخليـة والخارجيـة في إزديـاد هجـرة العقـول العلميـة الـتي تضـاعفت في السـنوات الأخـيرة لاسـيما بعـد تعـرض عـدد مـن الكفـاءات العلميـة لعمليـات إغتيال مقصود ومنظم وكان ذات طابع عشوائي، وهـو مـا يعـدَّ مـن أشـد النتـائج سـوءًا الناجمة عن الإرهاب والحرب الأهلية لاسيما عندما يكون هـذا الاغتيال قـائم علـى أسـاس الهويـة المذهبيـة بحيـث يمـارس مـن قبـل الأطـراف المتصارعة بشكل متبادل.      

    أوَّلًا: سبب إختيار موضوع الرسالة:

  1. الرغبة في داخلي للتعرف على تأثيرات مثل هكدا أمور على المجتمع.
  2. ميولي الفكرية لمعالجة هكدا أمور أجتماعية.
  3. تسعى كل المجتمعات والدول لتحقيق الأمن الإنساني لأهميته في تحقيق الأمن العام، حيث إن الحياة الآمنة المطمئنة للفرد والمجتمع لا تتحقق من دون تحقيق الأمن الفكري والإقتصادي على مستوى الفرد والمجتمع، حيث إنَّ الأمن الفكري والاقتصادي هو أساس الأمن في كل مجالات الحياة، ولا يكتمل الأمن الإنساني من دون تحقيق الأمن الاقتصادي، والذي يتطلب تحقيق العدالة الاقتصادية، وتوفير المعيشة المناسبة للفرد والمجتمع، وقد بحث كثير من المختصين في العوامل المختلفة ومدى تأثيرها في الاقتصاد، والعوامل المؤثرة في الفكر، ولم تحظَ العلاقة بين الأمن الاقتصادي والأمن الفكري بعناية كافية، بل سعت أغلب الدراسات الاقتصاديةالوضعية إلى تجريد الاقتصاد عن القيم والمعتقدات والأخلاق، ولكن الواقع يدل على عدم نجاح ذلك التجريد.
  4. الأمن الاقتصادي من حيث العموم يهدف إلى تأمين الموارد والإحتياجات والمستلزمات التي تعطي الشعور بالأمن والإستقرار، ويرتبط الأمن الإقتصادي بالعمل بإمكانية الحصول على أجر كافي وعمل مستقر يضمن الشعور بالأمن ويحققه.

    ثانيًا: مشكلة الرسالة:

جاءت مشكلة الدراسة  معبرة عن التساؤلين الآتيين :

     السؤال الأول: ماهي الأسباب الحقيقية الفعلية الكامنة وراء التهديدات غير العسكرية في العراق؟ و ما هو تأثيرها على الأمن الاقتصادي في العراق بعد عام 2003بعناصره المتعددة؟، والأبعاد الأمنية الأخرى ذات العلاقة بالأمن الاقتصادي؟

    السؤال الثاني: وما هي الحلول التي بواسطتها يمكن تجاوز الأزمات الناتجة عن تلك التهديدات غير العسكرية وتحقيق الأمن الاقتصادي في الحاضر والمستقبل ؟

     ثالثًا: فرضية الرسالة:

إنطلاقًا من المشاكل أعلاه تفترض الدراسة :

 أنَّ الأزمات الناتجة من تلك التهديدات غير العسكرية، والتي من أهمها الفقر والمرض والفساد في العراق أسباب سياسية وإقتصادية وإجتماعية أدت إلى زعزعت الأمن الاقتصادي, وأنَّ لها تأثيرًا جليًا على الأمن الاقتصادي العراقي بعناصره المتعددة ) الأمن البيئي والغذائي والصحي ), وما يرتبط به من أبعاد أمنية أخرى, والتي تتأثر بشكل غير مباشر بأزمة المياه, و يمكن معالجة الأزمات الناتجة عن تلك التهديدات في العراق عن طريق إتباع عدة إجراءات ( سياسية وإقتصادية ) من شأنها أن تؤدي إلى التقليل من حدة الفقر والمرض والفساد , بما يحقق الأمن الاقتصادي في العراق، بل والأمن الوطني .

    رابعًا: أهداف الرسالة:

تهدف الدراسة إلى بحث وظيفة التهديدات غير العسكرية  في العراق عن طريق بيان أسباب كل من الفقر والمرض والفساد سواء كانت أسباب (سياسية وإجتماعية وإقتصادية), ومن ثم مناقشتها وإقتراح الحلول الممكنة والملائمة للحد من حدتها أو القضاء عليها نهائيًا من خلال تنبيه الجهات المعنية الرسمية وغير الرسمية والشعبية بخطورة الأزمة, وما يستوجب من حلول لها.

    خامساً: منهجيَّة الرسالة:

 تعتمد الباحثة في بيان تحقق الفرض من عدمه استعمال المنهج الاستقرائي غير التام، والمنهج الاستنباطي، أو الجمع بين المنهجين كلما إقتضت منهجية البحث ذلك، وبما أنَّ المعطيات تعتمد الجانب النظري فإنَّ استعمال الطريقة الوصفيَّة التحليليَّة هو الأوفق من وجهة نظر الباحثة في الوصول إلى تحقيق أهداف الرسالة.

    سادسًا: الدراسات السابقة:

 للدراسات السابقة والمشابهة أهمية كبيرة اقتضتها خصوصية الموضوع مع ضرورة الالتفات إلى أنَّ الدراسات السابقة تناولت الموضوع، ولكن ليس من ناحية تأثيرها على الأمن الاقتصادي، ومن تلك الدراسات هي:

  1. رسالة الأمن الغذائي في العراق وضرورات الدعم الحكومي للمدة( 2004-2018)، رسالة مقدمة من قبل الطالبة عبير تايه جواد، بإشراف الأستاذ المساعد الدكتور فاضل جواد دهش.
  2. تأثير الأزمة الوبائية لفيروس كوفيد-19 في الاقتصاد العراقي للمدة 2020-2025، رسالة مقدمة من قبل الطالبة رسل عدنان محمد ، بإشراف الأستاذ الدكتور حسين لطيف الزبيدي.