You are currently viewing أطروحة دكتوراه مروة محمد / بعنوان: الإعلامية في الرسائل النبوية

أطروحة دكتوراه مروة محمد / بعنوان: الإعلامية في الرسائل النبوية

المستخلص

تعتبر الرسائل النبوية من الفنون القديمة الذي نعده محمولاً أدبياً و فكرياً ممتداً بين أصالة ماضٍ و حداثة حاضِرٍ ، رافق الإمة منذ ثقافتها الشفاهية الأولى .

ألا أنَّ الانفتاحات جعلت هناك الحاجة إلى التغيير وفق متطلبات العصر ، و هذا أكسبه حلة التجديد الثقافي شكلاً و محتوى .و أذا ما توقفنا قليلاً عند الشفاهية بوصفِها أولى محطات تداول الرسائل نجدها تمتلك عتاقة على المستويات كافة . و لم تقتصر الرسائل على الشفاهية فقط بل كانت هناك إيماءات و إشارات و حركات اليدين أو ما يطلق عليها ب ( لغة الجسد ) ، أما الرسائل المدونة في عصر ما قبل الإسلام فكانت النشأة الاولى لنشأة الخط مرافقاً لاختراع الإنسان مواد الكتابة ، عصر التدوين ، و السبب في تغيير مسيره هذا الفن هو النسق البلاغي الذي تعمق في شكل الرسائل و ما صاحب هذا الفن من ثورة دينية ، و ما ترتب عليها من متغيرات فكرية و اجتماعية أثرت في منهج الرسائل شكلاً و محتوى .

فكانت الرسائل النبوية أولى تلك الرسائل التي امتازت بتلك الثورة لما لها من اهمية بالغة لنشر الدعوة الإسلامية .

فقد اعتنت الدراسات اللغوية ب ( علم اللغة النصي )، هذا العلم الذي احتوى خليطاً من مختلف العلوم ، منها ما يتَّصل باللغة و علومها ، و منها ما يتصل بمباحث علم النفس و علم الاجتماع و غيرها من العلوم الأخرى .

و لاقى علم لغة النص قبولاً لدى كثير من اللغويين العرب ، فانبرى عدد منهم يترجم أمهات الكتب الغربية في علم لغة النص ، و عكف عدد آخر على التأصيل و التنظير له .

فالإعلامية أحد المعايير السبعة التي وضعها العالم ( دي بوجران و دريسلر ) و تعد منهجاً نصياً يقوم على الجدّة و التنوع في المعلومات التي يقدمها محتوى النص ، أو طريقة أسلوب عرض محتوى النص .و تتحدد الموضوعية و الأسلوبية من منتج النص ، و يحددها متلقي النص بمعيار الإعلامية ( عدم التوقع ) فالعلاقة هي عملية تفاعلية بين منتج النص و متلقي النص ، فمهمة النص  الإبداعي هو أن يجعل متلقي النص يتفاعل معه ، و يجمع معلومات جديدة تكسر توقعه ، و فترفع من إعلامية النص المقروء ، لتعزيز التواصل بين النص و المتلقي ، من خلال البحث عن رؤيته للنص متجاوزاً بذلك القراءة السطحية محاولاً القراءة الضمنية ( الجوهرية ) للنص . و تعتمد عملية التواصل بين منتج النص و متلقي النص على حسن تلقي القارئ للنص ، و ما يتضمنه من اشارات نصية تقوده إلى سبيله ، فهي تتحكم في نشاط القارئ لتجنبه القراءة التقديرية المفتوحة ، وهنا يفترض ابتداء الكلام له محتوى يجري إبلاغ المتلقي بواسطة النص ، نجد أن إعلامية النص ترتبط بمفهوم التوقع ، فلترتيب جملة ما هناك نمط مألوف و متوقع يدخل ضمن نطاق التوقع بترتيب الجملة على وفق نظام معين ، أما لو وجدت عدول أو انزياح في النص سيكسر أفق التوقع عند المتلقي ، و بذلك تتحقق إعلامية مرتفعة داخل النص ، لأنها لا تعالج النصوص غير المتسقة .

و للإعلامية اهتماماً بالغ بعناصر الاتصال اللغوي ( المتكلم / النص / المتلقي )

على طريق يتناغم مع علم اللغة النص .

اترك تعليقاً