You are currently viewing رسالة ماجستير فاتن محمد / بعنوان: شعراء الواحدة في ضوء النقد الأدبي

رسالة ماجستير فاتن محمد / بعنوان: شعراء الواحدة في ضوء النقد الأدبي

المستخلص

     عنـدما سنحت لي الفرصـة لدراسة الماجستير في جامعـة ديـالى وفي نهايـة السـنة التحضيرية بـدأنا بالبحـث عـن عنـاوين لرسائلنا التـي سـنكتب فيهـا، وفـي أحـد الأيـام حـدثنا الأستاذ المساعد الدكتور باسـم محـمـد إبـراهيم عـن شـعراء الواحـدة وقصائدهم التـي شـغلت النـاس، وأشار إلى أنها لم تلـق العناية الكـافـية مـن النقاد والدارسين، ومـن وقتهـا ظلـت فـكـرة الدراسـة والبحـث عـنهم تجـول فـي خـاطري، وقرأتُ أفكاراً كثيرة عن  منجزهم الذي ظهر منذ قرون، فوجدت أنها قصائد غنيّة مدهشة تستحقّ العناية.

     استشــرت الأستاذ الـدكتور عـلاء حسـين البـدراني عـن الموضـوع ونصـحنـي بـأن أُجري تصنيفاً لهذه القصائد، وأن أبحـث فيما إذا كانـت هنـاك دراسات سابقة عـنها، ومـن ثَمَّ اتجهـتُ إلـى الأستاذ الـدكتور إيـاد عبـد الـودود الحمـدانـي الـذي أثنـى علـى هـذا الموضـوع (شـعراء الواحـدة) وأجـرى تعـديلاً على عنوانـه ليصـبح عنـوان رسالتي :(شعراء الواحـدة فـي ضـوء النقد الأدبـي) فكان اختيـاراً مبـاركاً يتمخض عنـه ولادة نقديـة أرجو أن تثمر في الكشف عن الفرادة والأصالة، فله الفضل في ديمومة بحثي عنهم.

      وبـدأت أولـى خـطـوات تأصيل مصطلح(شعراء الواحــدة) فـي كتـاب طبقـات فـحـول الشعراء للجمحي (ت231هـ)، وكتـاب الـديباج لأبي عبيـدة التيمـي (ت209هـ)، والعمـدة في محاسن الشعراء وآدابه ونقده للقيروانـي (ت 456 هـ)،أما عينات الدراسات فقد استندت إلى مصادر الشعر العربي وأهمهم الأصمعي (ت 216 هـ) وكـان للأسـتاذ مـاهـر كـنعـانـي كتـاب بعنوان(شـعراء الواحـدة) وكتـاب (أصـحاب الواحـدة اليتيمـات والمشـهورات والمنسيات، للكاتـب محمـد مظلـوم، وبعـد جهـد وبحـث وسـفر استطعت الحصـول علـى كـتـاب للدكتور كـريـم مـرزة الأسـدي بعنـوان (شـعراء الواحـدة وشـعراء اشتهروا بواحـدة)، وكنـت كلمـا قـرأتُ عـنهم أكثـر ازداد شغفي للحصـول علـى مصـادر أخـرى إلى أن توصـلت لكتـاب بعنـوان (شـعراء الواحـدة أدب رفيـع وشـعر بـديع) للكاتب عيسى إبراهيم السعدي في الأردن الشقيقة، وقد أفدت منه في حدود ما يتعلّق موضوع دراستي.

      وأمـدنـي اسـتاذي المشرف الأستاذ الدكتور إِيـاد عبدالودود الحمداني بكتـابين مهمين همـا فـن التقطيـع الشـعري والقافيـة للـدكتور صـفاء خلوصـي وكتابـه الموسـوم البنـى الناطقـة، فضلاً عن بحثهُ الموسوم بـ( قصيدة المنخّل اليشكري: (الكاعب الحسناء) – مقاربة  أسلوبية صوتيّة الذي نشر في كتاب وقائع أعمال المؤتمر العلمي للمجمع العلمي العراقي أواخر 2023 م . وتمكنـت مـن إيجـاد عدد مهم من البحـوث الجامعية والمقالات التـي نُشـرتْ فـي المجـلات والجرائد وكان أغلبهـا يتحدث بنبذة عن حياة هؤلاء الشعراء، وذكر لقصائدهم وما يرتبط بها من تفكير نقدي أغلبهُ انطباعي .

     فـدار البحـث و الاختيار في شـعراء الواحـدة منـذ العصـر الجـاهلي حتى الحقبة العباسية وقرينتها الأندلسيّة واختـرت نمـاذج معينـة على وفق معايير محددة اشتملت عليهـا رسالتي، ولم يتناول البحث شعر مَن يُزعم أنهم من شعراء الواحدة في العصر الحديث، لأنني أفترض أن هذا الاصطلاح لا ينطبق عليهم؛ ولا سيما إذا ما عرفنا أن المبدأ الذي قامت عليه الرسالة تأصيلي.

    إن قصـائد (شعراء الواحـدة) التي قمت بدراسـتها هـي قصـائد تميزت وتفردت علـى مـا انطـوت عليـه مـن شـعرية وإبـداع جـادت بـه القريحة الشعرية، وأن شعراء الواحدة  ألقـوا تلـك القصـائـد ولـم يكـن فـي نيّـتهم أن تكون قصيدة وحيدة بل إن ظروف الانتشار وفنيّة العمل هي التي قررت ذلك، إنهـا قصـائد اختارها العلماء والنقاد والنـاس لتكـون واحـدة، ولـيـس الشاعر هو من اختار أن تكون له قصيدة واحدة كما يدّعي بعض الشعراء المعاصرين، ولا يعني اصطلاح (شعراء الواحدة) ان شعراءها لم يكتبوا أكثر من قصيدة .

     اعتمد البحث منهجاً وصفياً تحليلياً له بسـبب خصوصية الموضوع وتنـوع المعالجـات، واقتضـت متطلبـات البحـث وإجراءاتـه أن يكـون التمهيـد فـي (تأصــيل مصطلح شـعراء الواحـدة)، ومـن ثـم انطلقـت منـه إلـى دراسـات أكثـر وأعمـق؛ تناول الفصل الأول المناهج السياقية وبحـث فـي دلالات القصـائد والمؤثرات التـي وقعـت عليهـا تاريخياً واجتماعياً ونفسياً وعَرَضَ لعدد من الدراسات، أما الفصـل الثـانـي المعنون : (فـي منظور النصـية وتمظهراتهـا) فقد كشف عن الدراسات التي ادخلت هذه القصائد في مختبراتها وبحثت عـن الكلمـة ومـا ينهـل منهـا مـن بـلاغـة وثـراءً أدبيـاً. أمـا الفصـل الثالـث: فتناول(مولّدات الشِّعريّة) على أساس أن التنظيـرات الكثيرة التـي قـدمها النقد العربـي فـي الشعرية ومتعلقاتها ذا أهمية بالغـة كـانـت مدعاة للتفكيـر بخصوصية اللغـة الإبداعيـة العربية، حتى نجد أن الشعرية هي الحاضنة لكل أنواع الأدب واللغة مجتمعين.

     ومـن ثـم جاءت خاتمة الرسالة لتلخّص أهمّ النتائج التي توصلَتُ إليهـا، وعدد من الملاحظ العلميّة المشتقّة من النظرة الشموليّة لموضوع الرسالة.

اترك تعليقاً