You are currently viewing رسالة ماجستير اسراء رحيم / بعنوان:عادات وتقاليد العرب قبل الإسلام من خلال كتاب جمهرة اللغة لابن دريد(ت321هـ)

رسالة ماجستير اسراء رحيم / بعنوان:عادات وتقاليد العرب قبل الإسلام من خلال كتاب جمهرة اللغة لابن دريد(ت321هـ)

المستخلص

        تمثل الحقبة السابقة للإسلام في التاريخ العربي الخلفية التاريخية والحضارية الأكثر أهمية في التاريخ العربي، فالبيئة العربية قبل الإسلام هي البيئة التي هيأت لظهور الإسلام، وإن دراسة تلك المرحلة تزودنا بفهم أفضل لهذا التحول، بالإضافة غلى أنها تمثل الخلفية التاريخية للحقبة الإسلامية، ولابد أن تكون هذه البيئة محتوية على عناصر أدت إلى حدوث هذا التحول اليسير والسهل، ولا سيما في التأثيرات الاجتماعية.

        وإن دراسة العادات والتقاليد عند العرب قبل الإسلام تمثل أهمية كبيرة عند الإنسان العربي قبل الإسلام، فإن لكل شعب من شعوب العالم القديمة منها والحديثة عاداتٍ وتقاليد واعراف دينية واجتماعية ظلوا متمسكين بها زمناً طويلاً، وإن العرب في جزيرة تهم قبل البعثة النبوية كانت لهم عاداتٍ وتقاليد سواء كانت تلك العادات دينية أو عاداتهم في الزواج والأعياد والانتصارات في الحروب، بل وحتى في أيامهم (أيام العرب) وأحلافهم، بالإضافة إلى عاداتهم في في التطير والزجر وعاداتهم في وضع الرتم (الخرز والخيوط) وعاداتهم في الطعام واقامة الولائم، وتوسعت في الحديث؛ لأشمل وسائل الترفيه لديهم وعادات الزينة واللباس لديهم.

نطاق البحث:

        إن موضوع دراستنا الموسوم “عادات وتقاليد العرب قبل الإسلام من خلال كتاب جمهرة اللغة لابن دريد ت321ه- دراسة تاريخية“، تناول جزئية مهمة من حياة المجتمع العربي قبل الإسلام، إذ أن العادات والتقاليد التي كانت سائدة عند العرب في تلك الحقبة تبين لنا بأن ذلك المجتمع كان مجتمعاً منظماً نوعاً ما مع وجود بعض المظاهر السلبية لديه.

        اما فيما يخص معجمنا(جمهرة العرب) من المعاجم العربية المهمة التي تتسم بغزارة المادة التي عنيت بمفردات اللغة العربية واشتمالها على العديد من الأحداث التاريخية والعلوم واللغات، بالإضافة عن استشهاده بالآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة وأبيات الشعر الموزعة بين عصور الرواية من جاهلي وإسلامي، وبذلك قدّم ما يغني عن كتب اللغة موسوعة شاملة ومتكاملة كان فيها ابن دريد مؤرخاً، وفقيهاً، ومحدثاً، وأديباً.

       وقد جاءت في دراستها لمعجم ابن دريد لما حواه من علوم ومعارف غفل البعض عنها؛ لإعتقادهم أن الجمهرة فقط يختص بالألفاظ اللغوية وتفسير الكلمات أو لربما صعوبة التعامل بسبب غياب المنهج وهذه من الأمور الأكثر تعقيداً التي واجهتنا في هذه الرسالة. وإن دراستنا للمعجم هي بالأصل للوصول إلى العادات والتقاليد التي كانت سائدة عن العرب التي ذكرها في مادته اللغوية.

       وإن أي جهد علمي لابد وأن يواجه صعوبات وأول هذه الصعوبات التي واجهتني وهي اختيار الموضوع؛ بسبب غزارة المواضيع التاريخية وأصبحت تلك المواضيع مطروقة ومستهلكة، بالإضافة إلى قلة تطرق ابن دريد لبعض العادات التي كانت سائدة واكتفى بذكر مصطلحات لغوية دلت على الأعياد وقلة ذكره أنواع الزواج أو الطلاق وغيره.

       اقتضت طبيعة الدراسة تقسيمها إلى مقدمة وتمهيد ثم ثلاث فصول وخاتمة، ثم قائمة بالمصادر والمراجع التي اعتمدنا عليها في الدراسة.

تناولنا في التمهيـــــــــــــــــــــــد ابــــــــــــــن دريـــــــــــــــــــد ومعجمـــــه جمهــــرة اللغة، وقد تناولنا فيه حياة ابن دريد وقسم على مباحثان، الأول: بعنوان (حياة ابن دريد ومكانته العلمية)، والمبحث الثاني( كتاب جمهرة اللغة).

– أما الفصل الاول فقد خصص لدراسة (العادات والتقاليد الاجتماعية) تناولنا فيه الزواج والطلاق والملابس(الازياء) وعادات الزينة والأطعمة والأشربة والولائم وشرب الخمر والوأد وعادة شق الرداء والختان والعودة من السفر والغناء والموسيقى والألعاب.

اما الفصل الثاني فتناولنا فيه:  الأصنام والأوثان والأنصاب والنذور والقرابين والتمائم والرقي وطائر الصدى.

– والفصل الثالث: خُصص لدراسة العادات والتقاليد الحربية ويشمل:  معتقدات القدماء في الحرب وأيام العرب والفُرس وعادات الحرب عند العرب قبل الإسلام والأحلاف التي تمت بين قبائل العرب قبل الإسلام وعادات العرب في عقد الأحلاف ودوافع عقد الأحلاف عند العرب.

      ومن ثم الخاتمة وقائمة بالمصادر والمراجع المستخدمة في الدراسة.

عرض المصادر:

     لقد تطلب اعداد هذه الرسالة إلى الاستعانة بمجموعة من المصادر والمراجع والتي استفدنا منها في هذه الرسالة وبما يناسب مع عرض ابن دريد للمعلومات التي ذكرها في منهجه وحسب المنهجية المتبعة في الرسالة، ويأتي في مقدمة هذه المصادر هو معجمنا (جمهرة اللغة) لابن دريد (ت321ه)، إذ يعد المصدر الرئيسي الذي قامت عليه الدراسة.

أما المصادر الأخرى التي اعتمدت عليها الدراسة هي:

  1. القرآن الكريم: يأتي على رأس المصادر المتبعة، فعندما يعدد القرآن نعم الله على البشر، وهو أرفع طبقات المصادر وأصدق المصادر العربية المدونة على الاطلاق؛ لأنه تنزيل من الله تعالى وثابت لا سبيل للشك فيه، ولم يتطرق إليه تبديل ولا تحريف، فالقرآن الكريم مرآة صادقة لحياة العرب قبل الإسلام تذكر عاداتهم وتقاليدهم وحياتهم السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والفكرية، والدينية.
  2. الحديث النبوي الشريف: يعد الحديث الشريف في مقدمة المصادر وأصدقها بعد القرآن الكريم في تدوين تاريخ العرب قبل الإسلام، ولما كانت الكثير من الأحاديث موضوعة انتحلت حاجة البدع والنزاعات المذهبية والفكرية، وكان عليّ أن أتحرى من الأحاديث الصحيحة بالاعتماد على موسوعة الصحاح الواردة في ثناياهها أحاديث تواتر ذكرها في كنف المسانيد ومن هذه الكتب:
  3. صحيح البخاري، أبو عبد الله محمد بن إسماعيل (ت256ه/869م),
  4. سُنن الترمذي، الامام أبو عيسى محمد الترمذي (ت279ه).
  5. كتب التفسير: قدمت كتب التفسير أنموذجاً وصفياً مهماً عن مجالات تاريخ العرب قبل الإسلام بتعدد معارفه ومداركه، إذ تضمنت كتب التفسير شروحاً مفصلة لما ورد في القرآن الكريم من أحاديث ووقائع وأخبار العرب قبل الإسلام، ومن أشهر كتب التفسير التي اعتمدت في رسالتي عليها، هي:
  6. جامع البيان عن تأويل آيِ القرآن، لأبي جعفر بن محمد بن جرير الطبري (ت310ه/923م)، المعروف بتفسير الطبري.
  7. تفسير القرطبي، للامام أبو عبد الله محمد بن أحمد الأنصاري القرطبي (671ه/1272م).
  8. كتب السير النبوية: تعد من المصادر المهمة التي لا يمكن لأي باحث الاستغناء عنها؛ لكونها تتحدث عن الأمم السابقة، ومن أهمها:
  9. كتاب السيرة النبوية لعبد الملك بن أيوب بن هشام (ت218ه).
  10. كتاب أخبار مكة لأبي الوليد محمد بن عبد الله بن أحمد الأزرقي (ت245ه).
  11. كتاب أخبار مكة في قديم الدهر وحديثه، لمحمد بن إسحق بن العباس الفاكهي (ت275ه).
  12. كتب التاريخ: من المصادر المهمة التي تكون أشبه بصحف الأخبار لينهل منها الباحث أخباراً قيمة؛ ولأنها أساس دراسته؛ لما فيها من الحوادث التاريخية التي تخص بحثنا وتحدثها عن أصول العرب وعاداتهم وتقاليدهم، ومن أبرزها:
  13. كتاب تاريخ الرُسُل والمُلُوك للطبري، أبو جعفر (ت310ه/923م).
  14. الكامل في التاريخ لابن الأثير، أبو الحسن (ت630ه/1232م)، الذي يعد من أشهر كتب التاريخ المتداولة بين أيدينا ومن أوثق وأوفر المصادر، حيث تناول بدء الخليقة إلى سنة (628ه) إي إلى عصره، ويحتوي على مادة اخبارية مهمة عن تاريخ العرب قبل الاسلام، إذ ذكر أيامهم ووقائعهم، وكان مصدراً أساسياً اعتمدت عليه في الرسالة.
  15. كتب الأدب واللغة: لا شك أن الأدب العربي القديم شعراً ونثراً وأيام العرب وقصصهم، وقد حققت تلك المصادر صوراً من حياة العرب الاجتماعية قبل الإسلام، ومن هذه المصادر:
  16. الجاحظ: ابو عثمان بن عمرو بن بحر (ت255ه/868م)، استعملت له عدة كتب، ومنها: كتاب الحيوان، وكتاب البيان والتبيين.
  17. الأصفهاني: ابو الفرج (ت356ه/967م) صاحب كتاب الأغاني، عبارة عن موسوعة حقيقية تتضمن تراجم الشعراء، والأدباء، والأعلام، وتناول أخبار أيام العرب، بالإضافة إلى عرض الحياة الاجتماعية.

7- كتب اللغة: تعد كتب اللغة إحدى مصادر حياة العرب قبل الإسلام، حيث إن اللغة التي نتكلم بها ونكتب بها ما هي إلا نتاج العصر السابق لظهور الاسلام، وهناك كتب عديدة اعتمدت عليها لتفسير مفردات غامضة ومبهمة، ومن أهمها:

  • كتاب العين للفراهيدي (ت170ه).
  • كتاب تهذيب اللغة للأزهري (ت375ه).
  • كتاب القاموس المحيط للفيروزابادي(ت817ه).

اترك تعليقاً