You are currently viewing أطروحة دكتوراه  / قاسم كريم

أطروحة دكتوراه / قاسم كريم

اعلام المكتبة المركزية / المهندس مهند 

 

المستخلص 

 

  فقد مَنَّ الله عليّ, في أن يحقّق حلمي , بأن يكون موضوع دراستي للدكتوراه في القرآن الكريم, فهو نورٌ يرشِدُ البشريّة إلى جادّةِ الصوابِ, وسط ظلمات الجهل والتيّه.وكان ذلك على يد أستاذي الفاضل الأستاذ الدكتور إياد عبد الودود عثمان الحمداني , الذي كان لي شرف تفضله في اختيار عنوان أطروحتي , الموسومة بـ: (النّورُ والظّلامُ , ووظائفهُما البيَانيّة في التصوّير القُرآني)؛ فالدراسة في القرآن المجيد أشرف ما يقدمه الباحثون , وأسمى ما يسعى إليه المثقفون .وقد سُبقَت دراستي بدراسات عديدة كان لها فضل السّبقِ إلى الكثير من روافد الاطروحة منها : كتاب الظّلمات والنّور في القرآن الكريم ( دراسة معجمية موضوعية) الدكتور عبد المجيد محمد علي , وكتاب النّور في القرآن الكريم (دراسة موضوعية) الدكتور يوسف بن عبد العزيز بن عبد الله الشبل, وغيرهما  من الدراسات التي مسّت محور موضوع البحث, ولاسيما في مجال البحث في ثنائية النّورِ والظّلام؛ إذ كان البحث ينهل من أرض معشبة متنوعة الموارد, وقد استند منهجنا البلاغي إلى ثنائيّة النّور والظّلام بوصفهما المتضادّ على أساس أنَّ أحدهما يستدعي الآخر , وتتداخل عندها الحسّيّة بالمعنوية , والمشاهد البَصَريّة بالمتعلقات العقديّة , مستفيدًا ممّا قاله السابقون في هذا الميدان ملتقطًا ما يغني ويقدّم ما ينفع في حدود الحفاظ على الخصوصية  القرآنيّة والالتزام العقدي التوفيقي , وقد كانت كتب التفسير الأصيلة ذات التوجّهات الفنية هي الملاذ الأول.وقد واجهتني بعض الصعوبات وأنا أحثّ خطاي لإنجاز هذه الاطروحة , أهمها: جائحة كورونا وما ترتّب عليها من آثار, وكذا إصابتي بحالة مرضية ,أجريت على إثرها  عملية في القلب , والحمد لله ربّ العالمين.وقد اعتمدت الدراسة على منهج التحليل البلاغي, الذي يفيد من إجراءات التحليل الأسلوبي في بعض المواضع , من خلال الغوص في أغوار القرآن الكريم , وتحليل النصوص التي تحمل تصويرًا بيانيّا في مقام النُّور والظّلام, وصولًا إلى الوظيفة. ومن أهم المصادر التي اعتمدت عليها الدراسة زيادة على تفاسير  القرآن الكريم , هي: كتاب أساس البلاغة للزمخشري. وكتاب دلائل الإعجاز لعبد القاهر الجرجاني, وكتاب التصوير المجازي أنماطه ودلالاته في مشاهد القيامة في القرآن, للدكتور إياد عبد الودود الحمداني.تهيكلت  الاطروحة على توطئة, وثلاثة فصول, وخاتمة ؛ أعطت التوطئة (النّور والظّلام : مدخلان تنظيريان), تصورًا  أوليًّا يرتبط بمتن الدراسة, فقد قامت على ذكر ماهية النّور والظّلام و التعالق الجدلي بينهما, مع إيراد شيءٍ عن مظاهر الثنائيات في القرآن الكريم ,  ثم دارت إجراءات التحليل في حدود البيان وما يُهيّئ له من وظائف .قام الفصل الأول( التشبيه ووظيفة النّور والظّلام), على الكشف عن التشبيه بوصفه نمطًا أدائيًا فاعلًا في التصوير القرآني, واستند هذا الفصل إلى  ثلاثة مباحث استهل المبحث الأول  بإضاءة أعطت للمظاهر الجماليّة مساحة من الحضور في ثنيات التنظير. أما الفصل الثاني(الاستعارة ووظيفة النّور والظّلام) فقد كان ميدانُهُ الاستعارة  وقد تكوّن من ثلاثة مباحث, استُهِلَّ المبحث الأول بإضاءة بيّنَتْ مكانتها الأدائية التعبيرية القائمة على انعاش الأخيلة في حدود الأنواع التي يُنتجُها المقام التصويريّ في القرآن.  و جاء الفصل الثالث ( الكناية ومتعلقاتُها ووظيفة النّور والظّلام), مكونًا من ثلاثة مباحث أيضًا , استهل المبحث الأول منه بإضاءة بينت مكانةَ اللغة العربيّة, و بيان ما يخص مصطلح (الكناية)  , بوصفه مهيمنة دالة ترتبط بقوة بـ (آلية التداعي), وكشفت الدراسة عن وظيفة النّور والظّلام من الصور القرآنية التي تتزين بصور بيانيّة تكون في مقام الكناية ومتعلقاتِها . ثم انتهت الاطروحة إلى خاتمة تضمنت أهم النتائج والملاحظ العلمية التي توصلت إليها الدراسة , مع توصية قد تفيد في لفت النّظر إلى دراسات أخر في ميدان الدراسات النقدية العربية .  ومن النتائج : إن إطلاق اصطلاح  دلالة الصورة في  مقام  التصوير القرآني أمر غير دقيق , والأصح  منه قولنا : وظيفة  الصورة  لأن الصورة بمنظورنا تستدعي الدلالات والانفعالات العاطفية والصورة البصرية في وقت واحد. ومن باب الأمانة فإنّ لأستاذي الفاضل المشرف الأستاذ الدكتور إياد عبد الودود الحمداني , لمسات مهمّة , ولآرائه وملاحظه , الأثر الكبير في نفسي أولًا وفي تقويم الأطروحة وإخراجها بهذه الصورة ثانيًا, فهو دليلٌ ونورٌ ومنهلٌ ثرٌّ للكثير من مفاصلها , فله منّي جلّ امتناني  واعتزازي ,  أستاذًا ومشرفًا وإنسانًا, إذ تقف كلمات الشكر خجلةً أمام ما قدّمه لي من عطاء .

اترك تعليقاً