You are currently viewing رسالة ماجستير مكيه ضياء / بعنوان: الأسلوبية الصوتية في مشاهد الآخرة في            التعبير القرآني

رسالة ماجستير مكيه ضياء / بعنوان: الأسلوبية الصوتية في مشاهد الآخرة في            التعبير القرآني

المستخلص

فإنّ مما لا يخفى على أحدٍ نظم القرآن المُعجز، وتناسب آياته وعظيم نسجه بأسلوب لغويّ يذهل العقول، يندرج تحته الجانب الصَّوتي باعتباره آلية فعّالة يسهم في تشكيل ألفاظ تهدف إلى بلوغ المعاني إلى الأذهان بأساليب صوتية متنوعة ميزت القرآن الكريم عن غيره من الكلام.

وكانت الآيات المختارة آيات ضمَّت (مشاهد الآخرة)، زخرت فيها صور فنية معَّبرة ارتسَمت مناظر رائعة توافرت فيها الحركة والإيقاع وتناسق الأصوات تسترعي الانتباه.

وبعد مداولات ومناقشات مع أساتذتي في قسم اللغة العربية كان العنوان (الأسلوبية الصوتية في مشاهد الآخرة في التعبير القرآني)؛ وإذ تكمن أهمية الموضوع في كونه يحاول تقوية جذور الأسلوبية الصوتية في القرآن الكريم برصد بنية الأصوات وما تشكله من فونيمات غير تركيبية؛ لإيجاد العلاقة بين الصوت والدلالة معتمدة في ذلك على معطيات الدرس الأسلوبي الصَّوتيّ الحديث، وقد سبقتني دراسات عدة بهذا الجانب كان أهمها الأسلوبية الصَّوتية في سورة الأنعام)، للباحث بكر أسامة تيسير جيطان، من جامعة النجاح الوطنية، و(الأسلوبية الصوتية في سورة القصص)، للباحثة غادة فواز طه خاروق من فلسطين، مع ملاحظة دراسات أخرى مقاربة أهتمت  بالأسلوب الصَّوتيّ  في القرآن الكريم، منها (التحليل الصَّوتيّ للنص)، للباحث مهدي عناد قبها من جامعة النجاح الوطنية في فلسطين، و(سورة (طه) دراسة أسلوبية صوتيّة)، للباحث علاء الدين أحمد الغرايبة.

امّا المصادر التي رجعت إليها فقد شملت كتب التفاسير، وكتب في الصَّوت والنَّحو ومنها: (سر صناعة الإعراب)، لابن جني (ت392ه)، و(شرح المفصل)، للزمخشري(ت643ه)، و(التحرير والتنوير)، لابن عاشور(ت1393ه)، و(مشاهد القيامة في القرآن)، لسيد قطب (ت11386ه)، و(علم الأصوات)، لـ د. كمال بشر، و(في البنية الصَّوتيّة والإيقاعية)، لـ د. رابح بن خويه، و(النظام الصَّوتي التوليديّ في السّور المكية القصار)، لكوريا أحمد حسن.

وقد قامت دراستي على المنهج الوصفي التحليلي، الذي اقتضته طبيعة البحث ومن خلفية توازي ما قدمته الدراسات السابقة في الأسلوبية الصَّوتية، إذ أجريت دراسة إحصائية لما وجدته من آيات ضمَّت مشاهد الآخرة، وقد اقتضت طبيعة الموضوع توزيع المادة العلمية على فصلين مسبوقين بتمهيد متبوعين بخاتمة ضمَّت أبرز النتائج.

 أمّا التمهيد فقد اختص ببيان مفهوم الأسلوبية الصَّوتيّة ، وعرض مشاهد الآخرة مقسَّمة بحسب التَّسلسل الزَّمنيّ لوقوعها.

وكان عنوان الفصل الأول (المستوى الفوناتيكي)، مقسَّمًا على مبحثين تناولت فيهما صفات الأصوات ، في الأول :الصّفات الثنائية(المتضادة)، بينما أشتمل الثاني (الصّفات الأحادية)، مع إجراء إحصائية لصفات الأصوات التي وردت في مشاهد الآخرة.

أما الفصل الثاني فكان بعنوان (المستوى الفونولوجي)، وقد ضمَّ ثلاثة مباحث، تناولت في تكلم المبحث الأول المقاطع الصَّوتيّة وأثرها في مشاهد الآخرة، وفي المبحث الثاني درست  التنغيم وأثره  في هذه المشاهد باستعمال برنامج صوتيّ (praat)،  لإبراز درجات التَّنغيم المختلفة للأساليب، ومدى أثرها في تغير الدلالة، أما المبحث الثالث فرصد ظاهرة المفصل الصَّوتيّ وأثره في تلوين الخطاب القرآني. وقد اختتمت الدراسة بخاتمة اشتملت على أهم النتائج الإحصائية والدلالية التي مثَّلت ملامح الأسلوبية الصَّوتية في مشاهد الآخرة.

اترك تعليقاً