المستخلص
يعـد مـوضـوع الكفاح النفسي مـن أهـم المفاهيم في علم النفس، إِذ أصبح المعيار الذي يحدد النجاح ، جوهر العمل؛ لأنَّه يمثل عاملاً مهما واساسياً في المجالات العامة، ومجال علم النفس خاصة، لما يمتلكه من تأثير مباشر على العملية النفسية ،وقد بدأ الاهتمام بالكفاح النفسي لعلم النفس الرياضي بوصفة علماً مهماً لتحقيق التفوق في الاداء الرياضي، وانه يأتي في مقدمة العلوم الساندة، والمساعدة لنجاح المدرب، وتطوير الاداء الرياضي.
تكمن أهميّة هذه الدراسة، في أنَّ الكفاح النفسي متغير مهم وأساس في المجال الرياضي سواء كان ذلك في التدريب أو المنافسة، إِذ إِنَّ دراسته عملية ضرورية وإِنَّ ندرة توافر أداة قياس رياضية عراقية موضوعيّة لقياس هذا الظاهرة ستزيد من أهمية الدراسة ،لذا ارتأى الباحث بناء وتقنين مقياس الكفاح النفسي لدى لاعبي بعض الألعاب الفردية لأندية الدرجة الأولى في العراق.
أَمَّا مشكلة البحث وبد اطلاع الباحث على المصادر والكتب ولندرة وجود مقياس الكفاح النفسي في المجال الرياضي فإنه يجب العمل على دراسته بشكل علمي ومدروس، ومن الخطوات الرئيسة لذلك إيجاد مقياس دقيق لقياس هذا المفهوم ومن تبرز مشكلة البحث وهي عدم وجود قياسً مقننة في المجال الرياضي تقيس هذا المفهوم لذا ارتأى الباحث ان يقوم بناء وتقنين مقياس الكفاح النفَّسي لدى لاعبي اندية الدرجة الاولى لبعض الالعاب الفردية في العراق
أَمَّا أهداف البحث فهي تتمثل بما يلي :
- بناء مقياس الكفاح النفسي للاعبي بعض الألعاب الفرديّة لأنديّة الدرجة الأولى في العراق.
- تقنين مقياس الكفاح النفسي للاعبي بعض الألعاب الفرديّة لأنديّة الدرجة الأولى في العراق.
تطرق الباحث إِلى الدراسات النظرية والدراسات السابقة والادبيات المرتبطة والتي لها علاقة بمفهوم الكفاح النفسي، أذ استعمل الباحث المنهج الوصفي بالأسلوب المسحي لملائمته طبيعة البحث وأهدافه، وحدد الباحث مجتمع البحث من لاعبي اندية الدرجة الاولى لبعض الالعاب الفردية في العراق، وعدد عينة البحث (330) لاعبا، موزعة على العينة الاستطلاعية البالغ عددهم(20)لاعبا، وعينة البناء وعددها(150) لاعبا، وعينة التقنين (160) لاعبا، ، وقام الباحث بالشروع بإجراءات البحث ، اذ تطلب من الباحث بناء مقياس الكفاح النفسي، وبعد التقصي في المصادر والمراجع العلمية والدراسات السابقة لم يجد الباحث على حد علمه دراسة مشابهة في مجال علم النفس الرياضي للدراسة الحالية، وبعد الاستعانة باراء الخبراء والمختصين في مجال علم النفس التربوي والرياضي والبالغ عددهم (11)خبيرا ، جرى بناء مقياس الكفاح النفسي وبالاعتماد على الدراسات السابقة والنظرية، وبعد خطوات عدة للبناء، اصبح مقياس الكفاح النفسي بصيغته النهائية مكون من (73) عبارة موزعة على سبعة محاور وهي(السيطرة على الذات، قوة الإرادة، الاصرار والمثابرة، الصلابة النفسية، دافعية الانجاز النفسي، والاجتماعي، الحالة البدنية)، وبعد الانتهاء من اجراءات البناء جرى تطبيق المقياس على عينة البناء، وبعد الانتهاء من التطبيق اتجه لاستخراج الاسس العلمية المتمثلة بالصدق والثبات، وبناءاً على نتائج التحليل العاملي التوكيدي لمفهوم الكفاح النفسي، تمَّ استخلاص (43) عبارة موزعة على سبع محاور، وتم تقنين مقياس الكفاح النفسي ومن ثم تحديد الدرجات الزائية والتائية والمستويات المعيارية وهي خمسة مستويات، وكان اعلى مستوى متحقق هو(المتوسط)ب(58) تكرارا، وتوصل الباحث الى بناء وتقنين مقياس الكفاح النفسي للاعبي أندية الدرجة الاولى لبعض الألعاب الفردية على وفق إجراءات البناء، والتقنين، والتحقق من فاعليته، ويوصي الباحث عن امكان تكييف مقياس الكفاح النفسي وتطبيقه على الألعاب الأخرى.
