You are currently viewing أطروحة دكتوراه أمل محمود / بعنوان: تأثير بعض العقاقير المضادة للسكري على التركيب النسجي للكلى والكبد والبنكرياس في ذكور الجرذ الابيض المستحث بالالوكسان

أطروحة دكتوراه أمل محمود / بعنوان: تأثير بعض العقاقير المضادة للسكري على التركيب النسجي للكلى والكبد والبنكرياس في ذكور الجرذ الابيض المستحث بالالوكسان

المستخلص

يعد داء السكري (Diabetes Mellitus) مشكلة رئيسية صحية عامة وذلك بسبب تأخر الكشف عنه في المراحل الاولى ويكون اكثر انتشاراً في وقتنا الحاضر ويدعى القاتل الصامت(Khan واخرون،2019) يزيد من معدلات الاصابة بأمراض القلب والاوعية الدموية والوفيات وتسبب ايضاً اعتلال الشبكية واعتلال الكلية واعتلال الاعصاب، لذا يمكن تعريفه على أنه حالة استقلابية تتزايد بسرعة وتؤثر على اكثر من 400 مليون شخص حول العالم والذي يتميز بفرط سكر الدم الناجم عن نقص الانسولين أو مقاومة الانسولين أو كليهما (Berbudi واخرون،2020 ; Ogurtsova واخرون، 2017). ويعد داء السكري من النوع الثاني T2DM هو اكثر امراض التمثيل الغذائي انتشاراً في جميع انحاء العالم والذي يتسم بفرط سكر الدم وفرط انسولين الدم(Lin واخرون، 2020؛ Magliano واخرون، 2019). وفي الوقت الحالي اصبح انتشار مرض السكري من النوع 2 (T2DM) وباءاً، أن علاج المضاعفات الناجمة عن ارتفاع السكر المزمن في الدم مرهق للغاية من الناحية الاقتصادية يؤدي فرط سكر الدم المزمن تأثيراً ساماً مباشراً على انواع مختلفة من الخلايا بما في ذلك خلايا البنكرياس وخلايا بطانة الاوعية الدمويه وخصوصاً في حالة مقاومة الانسولين التي تسبق ظهور اعراض T2DM ونتيجة لزيادة افراز الانسولين تصبح الخلايا منهكة وتموت، حيث وجد ان الخلايا البطانية الوعائية تكون حساسة بشكل خاص لارتفاع السكر في الدم لانها تنقل الكلوكوز بشكل مستقل عن الانسولين مما يؤدي الى تعرضها للتأثير السام للكلوكوز المرتفع والاجهاد التأكسدي المرتبط به مما يؤدي الى خلل وظيفي في الاوعية الدموية الكبيرة والصغيرة والبدء في تطوير مضاعفات مرض السكري في اعضاء مختلفة. أن تثقيف المريض امر في غاية الاهمية لجميع مرضى السكري وخاصة أولئك الذين لديهم مخاطر عالية للإصابة بمرض السكري ، يجب ان تقدم النصح للمرضى وخصوصاً المعرضين للخطر وذلك من خلال اجراء تعديلات على الحمية الغذائية ، وفقدان الوزن الزائد ، وممارسة التمارين الرياضية بانتظام، والفحص الدوري للسكر في الدم ، والابتعاد والاقلاع عن التدخين(Shaheen وآخرون، 2021).

ظهر استخدام العديد من ادوية خفض سكر الدم عن طريق الفم لعلاج داء السكري من النوع الثاني T2DM ومن الأدوية الكيميائية التي تعمل على تثبيط سكر الدم وتقلل من احتمال تطور الإصابة بهذا الداء والذي انتشر حديثاً وتم اعتماده من قبل منظمة الصحة العالمية (WHO) وادارة الغذاء والدواء الامريكية (FDA) هو عقار الميتفورمين Metformin  تم استخدامه في الدراسة ويكون اكثر شيوعاً ويعرف تجارياً بـ(Glucophage) ، ولا يقتصر عمل الميتفورمين على انخفاض ارتفاع السكر فقط ولكن يعمل ايضاً في تأخير تطور مضاعفات مرض السكري وكذلك يخفض من الاصابة بالسرطان لكونه واحداً من مضادات الاكسدة(Yaribeygi واخرون،2019؛ Amircans Diabetes Association ،2021).

 يعد الميتفورمين Metformin هو الخط الاول من الادوية التي تؤخذ فموياً لخفض السكر في الدم ويتم استخدامه على نطاق واسع(Graham واخرون،2011؛Gong واخرون، 2012)، والذي يعد اقدم الادوية المضادة لمرض السكري واكثرها وصفاً (Imam واخرون, 2017 ).

   وقد ظهرت في الاونة الاخيرة أدوية حديثة من فئة gliflozin وهي كل من Dapagliflozin وEmpagliflozin التي تعد من الادوية المضادة لمرض السكر والتي تعمل على مثبطات الناقل المشترك للصوديوم والكلوكوز2 (SGLT2i) التي تتوسط في نقل الكلوكوز في الانابيب الكلوية القريبة مما يؤدي الى تثبيط الكلوكوز وتحفيز على البيلة السكرية وبالتالي تحسين التحكم في نسبة السكر في الدم(Defronzo واخرون،2017).

تعد مثبطات الناقل المشترك لجلوكوز الصوديوم  Sodium- glucose co transporter-2 (SGLT-2) واعدة وهي مجموعة حديثة من العوامل المضادة لمرض السكر والتي تستهدف النقل الأنبوبي الكلوي للكلوكوز، يعتمد عملهم على تقييد SGLT2 في الأنابيب الكلوية القريبة مما يمنع إعادة امتصاص الجلوكوز والملح، وهذا يؤدي إلى خفض مستويات الجلوكوز في الصيام ومستويات الجلوكوز بعد الأكل بشكل مستقل عن الأنسولين لدى المرضى الذين يعانون من داء السكري من النوع 2 T2DM (Wannerو Marx،2018؛ DeFronzo واخرون ،2021).

كما أن مثبط SGLT2 (إمباغليفلوزين) مثل المركبات الأخرى من نفس الفئة، يقلل من عوامل الخطر القلبية الوعائية مثل وزن الجسم وضغط الدم وتصلب الشرايين فضلاً عن ذلك، وجد أنه يقلل من أحداث القلب والأوعية الدموية ويحافظ على وظائف الكلى لدى المرضى الذين يعانون من T2DM أو بدونه (Yurista واخرون،2019؛ Sharmaواخرون،2023). ومع ذلك فإن فئة الأدوية الواعدة تكون في بعض الحالات محدودة بسبب الآثار الجانبية المحتملة كألحماض الكيتوني والتهابات الجهاز البولي التناسلي(Scheen،2019؛ Milder واخرون،2020).

تعد الكلى عضوا من الاعضاء التي تتأثر بشكل سريع ببعض العقاقير، حيث تتمثل الوظيفة الاساسية للكلى في الحفاظ على حالة التوازن والأستتباب للسوائل في الجسم، وطرح كل من الماء الزائد والكهارل Electrolytes والفضلات من الدم(Mescher,2018).بالاضافة الى ذلك كونها غدة رئيسية تفرز بعض الهرمونات مثل هرمون الأرثروبويتينErythropoietin الذي يعمل على انتاج كريات الدم الحمراء من خلال تحفيز نخاع العظم والذي بدوره يقوم بذلك، وهرمون الرنين Renin والذي يعمل على تنظيم ضغط الدم (Martini واخرون، 2020).وبسبب بعض الادوية تتعرض الكلى بشكل خاص للتسمم نتيجة الحجم الكبير للتزود بالدم ونواقل الغشاء التي بدورها تسمح للتعرض لتراكيز عالية من الادوية أو مستقلباتها وكذلك وجود الانزيمات الخاصة بأستقلاب الدواء(Chamanza واخرون، 2019).

اما الكبد فيعد عضواً مهماً في ازالة السموم والمركبات السامة والعناصر الاخرى الضارة وانتاجه اغلب بروتينات البلازما التي تتضمن كل من الالبومين وبروتينات الدهنية بالأضافة الى ذلك افراز وانتاج الصفراء وكذلك كعضو خازن للفيتامينات الذائبة في الدهون بضمنها   AوD وجزيئات الكلوكوز بهيئة كليكوجين ، إذ تنجز خلايا كوبفر الموجودة في الكبد العديد من الوظائف من ضمنها ازالة البكتريا من الجيوب الدموية وتحلل كريات الدم الحمر(Al-Aamery واخرون، 2020).

اشار كل من Nguyen-Lefebvre و Horuzsko (2015) بأن الكبد هو احد اكبر الاعضاء الموجودة في الجسم وله خصائص الغدد ذو الافراز الخارجي والغدد الصماء.

البنكرياس Pancreas عبارة عن غدة مختلطة الافراز تفرز العديد من الانزيمات الضرورية للجسم ومن اهمها هرمون الانسولين الذي يفرز من خلايا بيتا عند ارتفاع مستوى السكر بالدم والذي ينطلق بسرعة في مجرى الدم ، إذ يقوم هرمون الأنسولين بنقل السكر من الدم إلى خلايا الجسم وخاصة خلايا الكبد والعضلات ولكي يؤدي الأنسولين وظيفته فأنه يتحد مع مستقبلات بروتينية خاصة يطلق عليها مستقبلات الأنسولين ولها وظيفتان أساسيتان – الأولى تعمل كبوابات باتحادها مع الأنسولين تنفتح الخلية ويدخل الأنسولين، أمَّا الوظيفة الثانية فهي إرسال إشارات إلى بروتين معين يطلق عليه ناقل الكلوكوز والذي يحمل الكلوكوز إلى داخل الخلية لتقوم بحرقه وإنتاج الطاقة الضرورية لنشاط وحيوية الجسم (Sunsanti وآخرون، 2010) .وبالنظر لأهمية هذه الاعضاء في استمرار الحياة بسبب الوظائف المختلفة التي تؤديها ومواقعها ونظراً للتوجه القليل من قبل البحوث السابقة للتأثيرات النسيجية التي تنتج عن بعض العقاقير على هذه الاعضاء ،لقد اهتمت هذه الدراسة في تمييز بعض الاثار لكل من عقار الميتفورمينMetformine والأيمباكليفلوزينEmpagliflozin والداباكليفلوزينDapagliflozin  على التركيب النسجي لهذه الاعضاء ويمكن تلخيص اهداف الدراسة الحالية كااﻵتي:

1. دراسة تأثير استحثاث السكر بأستخدام الالوكسان على المظاهر السلوكية والعيانية .

2.دراسة التغيرات النسيجية الحاصلة في التركيب النسجي لكل من الكبد والكلية والبنكرياس للجرذان المستحثة بمرض السكري.

3. تقييم تأثير عقار الميتفورمين ومضادات السكري من فئات الادوية الحديثة وهما كل من Empagliflozin)) و(Dapagliflozin) على التغيرات النسجية لكلى وكبد وبنكرياس ذكور الجرذان المستحث فيها داء السكري بالالوكسان.

اترك تعليقاً